المشهد الختامي للشامبيونز ليغ يتحدث بالإنكليزية في موسكو
ستتجه كل العيون يوم غد الأربعاء إلى ملعب لوينسكي في العاصمة الروسية موسكو لمتابعة نهائي النسخة السادسة عشرة في الشامبيونز ليغ والثالثة والخمسين في تاريخ المسابقة بين فريقين إنكليزيين استحقا التواجد في المشهد الختامي لأهم وأقوى بطولات الأندية في العالم »مانشستر يونايتد وتشلسي«..
انتظر الإنكليز طويلاً حتى يكحلوا أعينهم بنهائي إنكليزي خالص في مسابقة دوري الأبطال، وهو الإنجاز الذي سبقهم إليه كل من الأندية الإسبانية عام 2000 والإيطالية عام 2003. لكن مع وجود »6« لاعبين أساسيين يحملون الجنسية الإنكليزية من أصل »22« لاعباً في أرض الملعب، قد يبدو للبعض أن إطلاق عبارة »النهائي الإنكليزي« أمر مثير للسخرية.. وأياً كان الأمر فإن الأندية الإنكليزية ستعادل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب والمسجل باسم الأندية الإيطالية والإسبانية بـ»11« لقباً..
لمن ستقرع أجراس النصر في موسكو؟ وهل سيتمكن الشياطين الحمر من تحقيق الثنائية أم أن البلوز سيحملون الكأس التي لطالما حلم بها مالك النادي الروسي رومان أبراموفيتش؟!
معنويات أعلى
يدخل فريق مانشستر يونايتد المباراة النهائية لمسابقة دوري الأبطال متمتعاً بأفضلية معنوية على تشلسي بعدما تمكن من حسم المعركة الأولى بينهما في البريمرليغ لمصلحته للسنة الثانية على التوالي.. ويأمل فريق الشياطين الحمر في تحقيق ثنائية تبدو أكثر قيمة من الثنائية التي حرمه إياها تشلسي في الموسم الماضي.. ويعول من أجل تحقيق ذلك على اللمسات السحرية لثالوث الرعب كريستيانو رونالدو وواين روني وكارلوس تيفيز الذين سجلوا 57 هدفاً من أهداف اليونايتد الـ»80« في بطولة الدوري، و78 هدفاً من أصل »109« أهداف سجلها الفريق في مختلف البطولات هذا الموسم.
ويأمل السير أليكس فيرغسون في أن يصبح المدرب رقم »16« الذي يتمكن من الفوز بالبطولة أكثر من مرة واحدة، علماً أن فوزه باللقب يوم غدٍ الأربعاء سيجعله ثاني أكبر مدرب »من حيث العمر« يحرز البطولة، إذ يصغر البلجيكي ريموند غوثليز بنحو ست سنوات علماً أن الأخير قاد مرسيليا الفرنسي للقب عام 1993 عن عمر يناهز الحادية والسبعين.
وإذا ما تحقق الفوز فإن اللقب سيكون أفضل مكافأة للعجوز الاسكتلندي الذي لم تنطفئ جذوة حماسته في سبيل تحقيق المزيد من الألقاب، علماً أن نهائي العام الحالي يتزامن مع مرور »50« عاماً على كارثة ميونيخ التي راح ضحيتها العديد من لاعبي الفريق الذي عرف باسم »أطفال بازبي«..
للتاريخ كلمته
تأمل جماهير البلوز أن يكرر التاريخ نفسه وينحاز لمصلحة فريقهم في مباراة الغد وذلك في ثالث نهائي يجمع فريقين من البلد نفسه.. حيث تشير الحقائق إلى أن الفريق »الأدنى ترتيبا« في بطولة الدوري في ذات السنة هو من يحرز اللقب الأوروبي، وهذا ما فعله ريال مدريد عام 2000 عندما فاز على فالنسيا الذي توج بلقب البطولة الإسبانية، وكرره ميلان على حساب جاره جوفنتوس عام .2003.
وعلى الرغم من قلة الخبرة التي يتمتع بها مدرب الفريق الصهيوني أفرام غرانت »له 15 مباراة فقط في دوري الأبطال، 4 منها مع فريقي ماكابي تل أبيب وماكابي حيفا الصهيوني«. إلا أن العديد من المراقبين يرجحون كفة البلوز للفوز بفضل خبرة لاعبي الفريق الكبيرة، حيث يمتلك تشلسي العديد من اللاعبين الذين يمكن تصنيفهم ضمن قائمة »السوبر ستارز« أمثال الحارس التشيكي بيتر تشيك وقائد الفريق جون تيري إضافة إلى صانعي اللعب لامبارد وبالاك وأخيراً المهاجم العاجي ديدييه دروغبا، وجميع هؤلاء قادرون على حسم المباراة بلمسة واحدة، وهو ما تجسد في مباراة الإياب ضمن بطولة الدوري الشهر الفائت..
أسلوبان متناقضان
رغم الانتقادات العديدة التي وُجهت لفريق مانشستر يونايتد بسبب أدائه الدفاعي الحذر »جدا« في مباراتي الدور ربع النهائي ونصف النهائي، إلا أن فريق الشياطين الحمر قدّم نفسه على أنه صاحب أجمل العروض الفنية وأكثرها جاذبية في الموسم الحالي ولعل غياب لقب الشامبيونزليغ عن خزائنه منذ العام 1999 يشفع لمانشستر يونايتد تواضع العروض التي قدمها أمام ليون وروما وبرشلونة في طريقه نحو موسكو..
وعلى العكس تماماً فإن فريق تشلسي لم يقدم أداءً كبيراً وجذاباً في البطولة وربما كانت مباراة الإياب في الدور نصف النهائي مع ليفربول هي الأجمل على الإطلاق في البطولة هذا العام.. لكن ذلك لا يعتبر تهمة يسعى مسؤولو البلوز للتهرب منها، وهو ما اعترف به مساعد المدرب الهولندي »تين كايت« الذي قال: »ليس بإمكان تشلسي أن يلعب كرة جميلة لقد أصبح أسلوبه الحالي بمثابة الأيديولوجيا الخاصة به.. ولكن هذا لا يعني أنه فريق لا يلعب كرة القدم بمفهومها العصري«..
المواجهات المباشرة
سيكون نهائي موسكو هو المباراة النهائية الثالثة التي تجمع مانشستر يونايتد وتشلسي وجهاً لوجه في بطولة كبرى، إذ سبق لليونايتد أن فاز على تشلسي في نهائي مسابقة كأس إنكلترا عام 1994 بأربعة أهداف نظيفة، في حين فاز تشلسي على مانشستر في نهائي المسابقة ذاتها العام الماضي.. وبشكل عام يتفوق اليونايتد في المواجهات المباشرة أمام تشلسي في مختلف المسابقات بـ»65« انتصاراً مقابل »41« في حين تعادل الفريقان »44« مرة، علماً أن المواجهات في السنوات الخمس الأخيرة تميل للبلوز بسبع انتصارات وخمس تعادلات وهزيمتين فقط.
على العموم أياً كان الفريق الذي سيعتلي منصة التتويج في مباراة الغد، فإن الكرة الإنكليزية ستكون هي الفائز الحقيقي، حيث ستعادل أنديتها الرقم القياسي المسجل باسم نظيرتها الإيطالية والإسبانية من حيث عدد مرات الفوز بالبطولة »11« لكل منها، كما ستتساوى كفة الأندية الإنكليزية والإسبانية بمجموع الألقاب الأوروبية »29« لكل منها، فمن سيهدي إنكلترا هذا الشرف: مانشستر يونايتد عبر تتويج ثالث له في المسابقة أم تشلسي عبر فوز سيكون هو الأول؟!
على هامش نهائي موسكو
يعد ملعب »لوينسكي« من أشهر ملاعب العالم، وقد شيد في العام »1953« واستضاف العديد من الأحداث العالمية الهامة، أشهرها دورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام »1980«.. كما كان شاهداً على العديد من النهائيات الأوروبية كان آخرها نهائي كأس الاتحاد الأوروبي بين مرسيليا وبارما قبل »9« سنوات والتي فاز بها بارما »3/0«.
لم يسبق لليونايتد أن سجل هدفاً في الأراضي الروسية، حيث خسر بركلات الترجيح أمام توربيدو موسكو »3/4« بعد تعادل سلبي ذهاباً وإياباً في أول أدوار مسابقة كأس الاتحاد موسم 92/93 ثم تعادل »0/0« مع فولفغراد في المسابقة ذاتها بعد ثلاث سنوات.
تواجد خمسة لاعبين في تشكيلة منتخب إنكلترا الذي خسر على ملعب لوينسكي أمام روسيا »2/1« في تصفيات يورو 2008 في تشرين الأول الماضي وهم: روني، فيرديناند، جوكول، لامبارد وشون رايت فيليبس، علماً أن مدافع مانشستر يونايتد اعتاد اللعب على أرضية هذا الإستاد عندما كان محترفاً في فريق سبارتاك موسكو حيث لعب »39« مباراة وسجل »4« أهداف..
كما سبق للمهاجم الفرنسي نيكولا أنيلكا أن سجل على هذا الملعب في مباراة منتخب بلاده مع روسيا ضمن تصفيات يورو 2000 في المباراة التي انتهت بالفوز »3/2«.
لوبوس ميشال سيقود التحكيم في موسكو
عيّن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم السلوفاكي لوبوس ميشال البالغ من العمر »40« عاماً لقيادة المباراة النهائية في دوري أبطال أوروبا بين مانشستر يونايتد ومواطنه تشلسي الأربعاء القادم، وكان لوبوس ميشال قد قاد ثلاث مباريات فقط هذا الموسم في الشامبيونزليغ جميعها في الدور الأول، إلا أنه قاد أيضاً مباراة الدور نصف النهائي لكأس الاتحاد الأوروبي بين بايرن ميونيخ الألماني وزينيت سان بطرسبورغ الروسي.
وكان السلوفاكي لوبوس ميشال قد قاد نهائي كأس الاتحاد الأوروبي لعام »2003« والذي جمع آنذاك بورتو البرتغالي وسلتيك الاسكتلندي، كما أنه قاد العديد من المباريات الدولية في بطولة أمم أوروبا »2004« وكأس العالم »2006«.
تشيك ينتظر هدية عيد ميلاده السادس والعشرين
؟ أكد بيتر تشيك حارس مرمى فريق تشلسي أنه مستعد للتضحية بكل شيء في سبيل إحراز لقب دوري الأبطال مشيراً إلى أن الناس لا تتذكر في النهاية سوى الأبطال ولا أحد يتحدث عن الفرق التي حلت في المركز الثاني.
وقال تشيك الذي يحتفل اليوم الثلاثاء بعيد ميلاده الـ»26«: »من أجل مشجعينا يتوجب علينا أن نفوز لأنهم بعد 10 سنوات لن يذكروا سوى الكؤوس التي حققناها.. انظروا إلى أرسنال إنهم يلعبون بشكل رائع منذ أربع سنوات لكنهم بلا ألقاب، لذا فلن يتم تذكرهم في العقد المقبل«.
»8« لاعبين يتطلعون للتتويج الثاني بالكأس الأوروبية
أياً كانت هوية الفائز في نهائي موسكو فإن »4« لاعبين سيتوجون بالكأس الأوروبية للمرة الثانية في مسيرتهم.. حيث سبق لكل من حارس مرمى اليونايتد إدوين فان درسار أن رفع الكأس ذي الأذنين الكبيرتين مع فريقه السابق أجاكس أمستردام عام ،1995 وفي العام 1999 توج راين غيغز وغاري نيفيل بالكأس على حساب بايرن ميونيخ في المباراة الشهيرة، في حين فاز أوين هارغريفيز باللقب مع الفريق البافاري عام .2001.
وعلى الطرف الآخر فاز كارفاليو ومواطنه باولو فيريرا بالكأس مع بورتو عام 2004 وكان الأوكراني تشيفشينكو والفرنسي ماكيليلي قد سبقاهما إلى ذلك عامي 2003 و2002 مع ميلان وريال مدريد على التوالي.
مايكل بالاك: مللت من المركز الثاني
إذا أردت أن تسأل أحداً ما عن المركز الثاني، فاسأل الألماني مايكل بالاك، إنه أفضل شخص بإمكانه أن يعبر عن شعوره باحتلال المركز الثاني ولعل عام »2002« هو أصدق تعبير عن ذلك فهو العام الذي كان فيه بالاك قائداً لفريق باير ليفركوزن وفيه احتل الفريق المركز الثاني في البوند سليغا وخسر نهائي الشامبيونزليغ أمام ريال مدريد في العام ذاته وكذلك نهائي كأس ألمانيا ومن ثم خسر المنتخب الألماني بتواجد بالاك نهائي كأس العالم أمام البرازيل، لذا يريد بالاك أي يضع حداً لهذا الأمر ليلة الأربعاء عندما يواجه فريقه تشلسي فريق مانشستر يونايتد في نهائي دوري الأبطال وهو ما تحدث عنه بالاك بالقول: »إنها فرصتي لوضع حد لاحتلال المركز الثاني، لقد مللت من هذا الأمر«.
رونالدو: لست بحاجة لأبرهن على نجوميتي
رد البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم نادي مانشستر يونايتد الإنكليزي على المشككين بقدراته والقائلين إن نجوميته لا تظهر في الأحداث والمباريات الكبيرة بقوله إنه لا يحتاج إلى إثبات هذا الأمر وإن أهدافه الـ»41« التي سجلها هذا الموسم في كل المسابقات تثبت ذلك حيث قال: »أنا سعيد جداً بهذا الموسم، لقد سجلت /41/ هدفاً وفزت بكل الجوائز، لست بحاجة لأثبت أي أمر أو أن أبرهن على نجوميتي«.
وتابع رونالدو حديثه بالقول: »ربما إذا لعبت جيداً في موسكو عندها سينتهي هذا الجدال، ولكنني لا أفكر في ذلك حالياً، لم أفز في الشامبيونزليغ أبداً ولدي فرصة عظيمة لذلك«.
دروغبا بــــلا عقــل
ركز مهاجم مانشستر يونايتد حديثه حول نهائي دوري أبطال أوروبا بالتكلم حول مهاجم تشلسي الإيغواري ديديه دروغبا، حيث مدح روني إمكانيات دروغبا الفائقة بالتسجيل بكافة الطرق، لكنه عاب عليه أنه من السهل استفزازه وجعله يفقد السيطرة على تصرفاته حيث قال: »إنه لاعب عظيم وقوي وكبير، يسجل أهدافاً بالرأس والقدم اليسرى واليمنى ولكن في بعض الأحيان فإنه يظهر بلا عقل وبلا تفكير«.
وتابع روني حديثه حول المباراة بالقول: »تشلسي فريق تكتيكي ودفاعي ومن الصعب اللعب أمامه خصوصاً إذا ما نجح في التسجيل أولاً، ولكن إذا ما سجلنا أولاً فإننا سنحاول التعزيز فورا«.