حديث سيصالحكم الروم صلحا آمنا
وَلِأَبِي دَاوُدَ وَغَيْرِهِ: عَنْ ذِي مِخْمَرٍ ( هي عندي مَخمر نعم) -وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: سَمِعْتُ اَلنَّبِيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يَقُولُ: « سَيُصَالِحُكُمْ اَلرُّومُ صُلْحًا آمِنًا، ثُمَّ تَغْزُونَ أَنْتُمْ وَهُمْ عَدُوًّا ـ ( سيصالحون أي: نعم. ستصالحون لعلها تصالحون) ستصالحون اَلرُّومُ صُلْحًا آمِنًا, ثُمَّ تَغْزُونَ أَنْتُمْ وَهُمْ عَدُوًّا ـ فَتُنْصَرُونَ وَتَسْلَمُونَ, ثُمَّ يَنْصَرِفُونَ حَتَّى يَنْزِلُونَ بِمَرْجٍ ذِي تُلُولٍ فَرَفَعَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ اَلصَّلِيبِ اَلصَّلِيبَ، فَيَقُولُ غَلَبَ اَلصَّلِيبُ, فَيَغْضَبُ رَجُلٌ مِنْ اَلْمُسْلِمِينَ فَيَقُومُ إِلَيْهِ فَيَدْفَعُهُ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَغْدِرُ اَلرُّومُ, فَيَجْمَعُونَ لِلْمَلْحَمَةِ فَيَأْتُونَ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اِثْنَا عَشَرَ أَلْفًا »1 .
هذا الحديث له شبه بما تقدم من حديث عوف بن مالك الذي فيه يقول: « اعدد ستا بين يدي الساعة »2 وذكر منها، يعني: " أن الروم يغزون المسلمين تحت ثمانين غاية " أي: راية، وكل راية تحتها اثنا عشر ألفا، كما تقدم فهذا طرف الحديث كله متطابق معه تماما، لكن في هذا الحديث أنه سيكون هناك صلح قبل هذا الحدث، قبل غزو الروم، بهذه الرايات، وهذه الأعداد صلح آمن، تصطلحون أنتم والروم، وتغزون أنتم وهم عدوا من ورائكم.
كان بعض الناس، يعني: يتوقع أن الروم، يعني: غزو المسلمين مع الروم للروس، للاتحاد السوفيتي. يعني: لا يمكن ولا هو فعلا، يعني: أن السوفيتي هو عدو لأولئك: للروم، للنصارى، وقد صار تعاون بين المسلمين وبينهم، لكن الله أعلم بحقائق هذه الأخبار، ومواقعها، وأزمانها، فهذا يقول: كل هذه من أنباء الغيب، ومن أخبار، ومن أشراط الساعة، ومما يكون في آخر الزمان، وكما قلت لكم: إنه قد لا يتيسر تطبيقها، يعني: منها ما يقطع بأنه قد مضى، ومنها ما يقطع بأنه لم يأت، ومنها ما هو محتمل، لا يتأتى الجزم فيه بشيء من ذلك. نعم.