أتركوني أنشد قصيدة المجد
أتركوني أهيم بسمفونية الشرق
أتركوني أعيش في موطن الفرح
أتركوني
أكتب و أكتب و أكتب
رجــــــــــــــاءً
أتركوني
@@@@@@@@@
الســــــــــــــــــــارق
شاب في مقتبل العمر
بغترته البيضاء
و شاله الأزرق
و قلبه العاشق
إتخذ مكانه في وسط المدرج
يتجاذب أطراف الحديث مع من هم حوله
يتغنى بحبة و عشقة و شاله
يتشوق و بلهفة لمشاهدة هلاله
يدخل اللاعبون أرض الملعب
يستقبلهم الشاب و من معه بتحية الزعماء
تصفيق حار و هتافات جنونية
طار الشال و كله عشانك يا هلال
المذيع الداخلي يعلن الأسماء
رأس حربة جديد يدعى
ســـــــــــامي الجـــــــــــــابر
يتراجع الشاب الى مكانه
يلملم غترته
و يدخل في فترة هدوء عجيبة
أسئلة تترامى في ذهنه و عقل كل هلالي
من أين أتى ؟
و من يكون ؟
و هل فعلآ سيكون ؟
بدأت المباراة
و لم يدر في خلد الجميع
انها كانت مجرد البداية
لأعظم ملحمة كروية
شهدتها الملاعب السعودية
نسي الشاب المباراة والنجوم
و أخذ يتابع بدقة متناهية
ما يفعله هذا القادم الجديد
تناسق غريب في حركاته
تناغم مدهش في إنطلاقاته
تفاعل رائع مع زملائه
تراقص مبدع بخصومه
تخصص عجيب في أهدافه
تميز خرافي في فرحته
هدف . . هدف . . هدف
موج الزعيم يغطي المدرجات
الساعة الإلكترونية تعلن للعالم
قدوم نجم فاخر
إسمه
ســـــــــــامي الجـــــــــــــابر
الشاب يفيق من أسئلته الحائره
و أبت الغترة إلا أن تلحق بالشال
و كله عشانك يا هلال
إنتهت المباراة
و بنهايتها شهد العالم
أجمل سرقة في التاريخ
عاد الشاب أدراجه من حيث أتى
بدون شاله
و بدون غترته
و لم يعلم حينها انه ترك الملعب
مخلفآ وراءه
قلبه العاشق
في قبضة سارق القلوب
ســـــــــــامي الجـــــــــــــابر
ببساطة متناهية
هذه قصتي
و قصة كل من عاصر
اللحظات الأولى
لبزوغ نجم
صـــــــــــانع الفـــــــــــــــــرح
@@@@@@@@@
الملحمـــــــــــــــــــــة
المكان : ملعب أخضـــــــــر
الزمان : زمن التعصب المبكي
الأبطال : سامي و المجد و بينهما كرة قدم
القاعدة العامه تقول
ان بداية كل نجم
عادة ما تكون مصحوبه
بحب جماهيري جارف
سواءً من مشجعي فريق النجم
او من متذوقي الفن الكروي
من جماهير الفرق الأخرى
و دعم إعلامي صاخب
فالنجم الحقيقي يفرض نفسه على الساحة الإعلاميه
و تحرص أغلب وسائل الإعلام ان يكون هذا النجم
مادة دسمة لما تعرضه للرأي العام
مما يشبع رغباتها في الدخل و الإنتشار و الرواج
و المنطق المحايد يقول
ان نهاية كل نجم
عادة ما تكون مصحوبه
بعزوف جماهيري
و فتور إعلامي
لا لشئ
و لكنها الطبيعة البشرية
في البحث عن الأفضل و الأقدر و الأروع دائمآ
قد يكون التقدير و الإحترام لهذا النجم المنتهي
ما يزال موجودآ في الوسط الرياضي
و لكن حب الجماهير الجنوني
و شغف الإعلام الصاخب
يتراجع شيئآ فشيئآ حتى الضمور
هذه سنة الحياة
فالرسم البياني لحياة النجم
يبدأ من أعلى
و يتدرج ببطء
في طريقه للأسفل
سواءً فنيآ او جماهيريآ او إعلاميآ
هذا ما تحكيه القاعده العامه
و هذا يمليه المنطق المحايد
و يبقى لكل منطق و قاعده
شواذ
تستحق التوقف و التأمل
ســـــــــــامي الجـــــــــــــابر
خالف القاعده
و نقض المنطق
ابن ال 19 ربيعآ
يفجر المفاجأة
و يسحب البساط
من تحت أقدام
النجم ( الإعلامي ) الكبير
في رابعة النهار
و امام مرأى الصغير قبل الكبير
هزة عنيفه تعرض لها
الوسط الرياضي في ذلك الحين
بقدوم شبل الهلال الأزرق
و ماذا كانت النتيجة ؟؟
قوبل الجابر بكُره جماهيري عجيب
و ليس ذلك مستغربآ
من أناس لم يهنأوا بنومهم
ليلة التتويج
و لكن الأعجب من ذلك
هو عدم قبول الجابر
من قبل بعض جماهير الهلال ! !
الإعلام بدوره
وقف موقف المحارب و الخصم
في وجه لؤلؤة سكيرينا
ذنبه الوحيد
لقب هداف الدوري
و الرقم تســــــــــعه
أسماء كثيرة فعلت ما فعله سامي
هذال الدوسري , جمال محمد , محمد سويد , خالد المعجل , سعود الحماد
لم يتعرضوا لما تعرض له هذا الجابر ! !
أي مناخ ملوث هذا ؟
أي بداية مكهربة هذه ؟
أي مجد تبحث عنه يا سامي ؟
و يبقى السؤال الصعب
و الذي تبدو أن إجابته ضائعه
حتى كتابة هذه السطور
في عقول الرياضيين و المنصفين
لماذا سامي بالذات ؟؟؟
و عندما أقول ان سامي
خالف القاعده و نقض المنطق
فأنا أعني ما أقول
فسامي بدأ من الأسفل
من منظور جماهيري و إعلامي
و صمد أمام كل هذه المعوقات
واصل طريقه رغم كل هذه العقبات
يبدع و يستمرون بالتأليب
يحقق الإنجاز و يستمرون بالتشكيك
يتفانى من أجل بلده و يستمرون بالتقليل
يسجل الأهداف و يستمرون بالتبرير
يتجاوز عمره الثلاثين و يستمرون كما بدأوا قبل 15 عامآ
إستمر سامي في طريقه
حتى أعياهم و أنهكهم
بدائها بالحذاء الذهبي عام 1410
و ختمها بجائزة التميز عام 1425
و بين هذا العام و ذاك
حقق الكثير من ما لذ و طاب
من ألقاب و إنجازات و بطولات
و أثبت لهم أي معدن يكتنزه هذا الرجل
و إتضحت معالم نتيجة هذه المعركه
فهاهو سامي يقترب من نهايته
و قد كسب الكثير من الجماهير و الإعلام
و حَوَلهم لصالحه بعد ان كانوا ضده
جماهير الهلال يرون سامي رمزهم الأكبر
و خصوصآ تلك الأقليه الناقده
و التي أضحت تأكل و تشرب و تتنفس
سامي
الجماهير الأخرى أيقنت
خلسةً دون أن يشعرون
و بدأوا يعلنون ما كانوا يخفونه
طوال عقد و نصف من الزمن
أن الإسطورة و العبقري و المدهش
هو فقط
سامي
الإعلام خضع صاغرآ لسامي و نجوميته
و أعلن على شهود الأعيان
أن أكبر جريمة إقترفها
كانت بحق
سامي
أصبح سامي عند نهايته في الأعلى
جماهيريآ و إعلاميآ
و ليس كنهاية باقي النجوم
هنا تكمن الروعه و التميز
في الشذوذ عن القاعده
وحدهم الأساطير و العباقره
من يملك القدرة على
التميز
و التفرد
و التعملق
كالكواكب في هذه المجرة
تسبح في مدارها
غير آبةً بالمنطق و القاعده
تاركةً لحثالة الأرض
مجرد النظر اليها
دون حول لهم او قوة
ملحـــــــــــــــمة ســـــــامي
تستحق ان تكتب بمداد من ذهب
و تطرز بأرقى انواع العاج و الزمرد
و تغطى بغلاف من الحرير الخالص
و تعرض بين أنفس مقتنيات البشر
في أشهر متحف عرفه التاريخ
و توضع على رف في أحد أركانه
نقش عليه بفصوص من الألماس
[/align]
العرض العادي
