كنا قبل أعوام ..
نؤكد على من يريد السفر إلى دولة عربية ( ما ) .. أو غير عربية ..
نؤكد على أن يبقي ماله و أوراق سفره المهمة في مأمن ..
و لا غرابة في أن ترى بعض ورقات المال الكبيرة في ( شراب ) المسافر ..
وذلك كله خشية من السرقة ..
حيث النفوس الضعيفة .. و الأمن الضائع .. و سلطة ( الشياطين ) ..
كان ذلك قبل أعوام ..
الآن .. و في هذا العام تحديدا ..
نسمع كثيرا كلمة ( أبدا و الله هاك البلد أمااان و لا عليك إلا العفو و العافية ) ..
ولكن يبدأ التحذير من السرقة بطريقة أخرى ..
نبدأ في التحذير من ترك أي نقود في المنزل .. !!
أو مجوهرات أو شيء مما خف وزنه و غلا ثمنه ..
ذلك لأننا في بريدة ..
أصبحنا لا نأمن على بيوتنا ذات الحرمات من السرقة ..
فمن الطبيعي جدا أن تعود إلى بيتك و قد كسرت الأبواب ..
و قلبت غرف النوم رأسا على عقب ..
و رمي كل مافيها على الأرض ..
بحثا عن مال أو ذهب أو شيء ذي قيمة ..
!!
أصبح ذلك ظاهرة عادية تماما ..
في ظل غياب ٍ أمني غريب ..
و في زمن ٍ بات فيه كل رجال الأمن ..
يستقبلون مثل بلاغات السرقة ببلادة متناهية ..
فمن الطبيعي جدا أن تسمع من رجل الأمن بعد أن تقوم بالبلاغ :
( تبي تكمل إجراءاتك و إلا العوض على رب العالمين ..) .. !!
أو ( الله يخلف عليكم .. و الله كثير مثلك و يبلغون و يتعبون ولا يحصلون شي .. ) .. !!
و يقال إن بعض الذين تعرضوا للسرقة ..
لجأوا إلى حيلة ذكية فاعلة ..
و هي أن يتم الإبلاغ على أنها حالة اقتحام لإرهابيين ..
و النتيجة الطبيعية أن يأتي القض و القضيض من رجال الأمن ..
فالموضوع هنا يمس أمن الدولة ..
ويقال حول ذلك أن هناك من نجحت خطته ..
و من تم سجنه كعقاب له على بلاغ ٍ كاذب ..
و رغم إيماني الشديد و الكبير ..
بأن انتهاك حرمة البيوت .. و سرقتها ..
متعلق بطريقة مباشرة بأمن الدولة ..
إلا أن رجال الأمن لهم رأي آخر ..
( و هم أبخص ) ..
مع كثير من الألم ..
هل ستصبح بريدة مدينة اللصوص ..؟؟ !!
خاصة و أننا نسمع السرقات المتكررة في بعض الأحياء ..
بل إن سكان هذه الأحياء يعرفون اللصوص بأسمائهم ..
فهم يكررون في مجالسهم أن السارق لبيت فلان ..
هو فلان و علان و ابن فلان الذين يسكنون في الاستراحة هناك .. !!
ثقتنا هل ستعاد في أمن الوطن ..؟؟ !!
من أشد ما سمعت إيلاما ..
أن أحد السكان حينما أراد السفر ..
نقل كل ماهو مهم من بيته ..
إلى بيت أهله ..
و فتح كل الأبواب ..
و وضع لافتة كتب عليها :
( لا يوجد في البيت شيء يستحق السرقة ..
فضلا .. لا تغلق الأبواب حتى لايكسر ها من يأتي بعدك )
!