عرض مشاركة واحدة
قديم 07-07-18, 04:57 am   رقم المشاركة : 10
جزيرة
من أعمدة المنتدى
 
الصورة الرمزية جزيرة





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : جزيرة غير متواجد حالياً









وما ردَدْتُ لهم
تجرِيحهم أبدًا
أُلملمُ الجُرحَ
في قلبي

وأرتحلُ !

د/ محمد المقرن

...
عروس الدانة ج2
(10)


........

تنزل من السيارة و تعدل من خمارها و نقابها ثم تلتفت إلى والدتها تنزلها ممسكة بيدها
تلج لبوابة العيادات الخارجية , ترفض والدتها أن تجلس على كرسي متحرك
وتتمتم :
( دعيني أسير على قدمي )
( لكن قياس الضغط يتأثر ,!)
تهز يدها من جديد رافضة و ملغية محاولات شيهانة المستمرة .
تتقدم لهما ممرضة , و تطلب الأوراق أمام تعجبهما ,
وتدلهما إلى غرفة قياس الروتيني ,وبعدها و مباشرة إلى الطبيب ..!
مر الوقت سريعاً جميلاً أمام حديث الطبيب المطمئن لصحة الأم ,
وقبيل ختام الزيارة , تتفاجأ شيهانة بدخول ابن المستشار غرفة الطبيب ,
ليتحدثا باللغة الانجليزية لم تفهم منها إلا كلمات مبعثرة
ويلتفت إلى والدتها و يقول لها :
( حيا الله من زارنا يا أم عبد السلام أجر و عافية , الطبيب يثني على مستوى السكر و الضغط و تخطيط القلب مطمئن )
خجلا يشوب الأرملة التي لم تعتد على الحديث لغير محارمها و قد سلمت زمام أمرها لابنتها وقالت :
(سلمك الله و حفظك يا بني , و رزقك ما تتمناه )
استأذن بعدها و شيهانة قد غمرتها سعادة لاهتمام المستشار ..
"أي قلب تحمل .!
و أي فكر تنتج .!
ليت الجميع يحمل كخلقه ..!
وليتني كنت ابنته استقي من حنانه و اهتمامه ..!
ليت .. و هل ينفع يوما ليت ."
أرسلت لمستشارها :
( الابن لا يقل عن ابيه )
خرجت مع والدتها فرحتان بعد أن
سألت الطبيب عن إمكانية عيش أمها في الارياف بين الزروع و الحيوانات ,
فوافق وشجعهما على الرحلة
..
على الرحب و السعة ضيوف صقر هم ضيوفنا ,)
درت الجدة على حفيدا وهما يجلسان في فناء المنزل حول نباتاتها
تأمل زروع جدته و احواضها وقال :
(أمي الدانة : ذكر لي أن ابنتهم متخصصة في النباتات , فلعلها تصلح ما فسد من زروعك )
التفتت إليه الجدة و التفتت لزروعها و قالت :
( لن يمس زرعي أحد , عمال المزرعة افسدوها , فكيف ببنت المدينة .!!)
ابتسامة يحاول خنقها , و ينجح , يحب إثارة جدته , فقال :
( و ماذا أفعل إن طلبت أن تجري تجاربها عليها , أليس من العيب أن نمنعها )
تلك العينان التي ارتخت عليهما جفنان ثقيلان أصبحتا كحبات الجوز حجما
ومرة أخرى يحاول كتم ضحكة للحال التي وصلت إليه جدته
نهضت مستعجلة و قد اتكأت بيديها على الأرض و أقامت ظهرها و توجهت إلى زرعها
تتأملها و تذهب يمنة و يسرة ثم أتت بعدها إليه , و قالت و هي ترفع يدها تشير للخلف :
( لن تلمس شيء إلا و أنا معها )
لينفجر صقر ضاحكا ..
..
لنا لقاء باذن الله .









التوقيع

[frame="7 50"]
نظرة عامة حولك ..تحمد الله بعدها أنك من أفراد هذا الوطن ..
[/frame]

رد مع اقتباس