عرض مشاركة واحدة
قديم 24-12-11, 03:09 pm   رقم المشاركة : 73
yousef
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية yousef






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : yousef غير متواجد حالياً


على شارعين
متلازمة ميدان التحرير

خلف‏الحربي
كوكب الأرض بقاراته السبع أخذ بطانية‏وساندوتش فول وأقام في ميدان التحرير، فمنذ أن اندلعت شرارة الاحتجاجات الشبابية في‏شوارع مصر المحروسة حتى أصيب الناس بـ (متلازمة ميدان التحرير) وأصبحوا يقضون الليل‏والنهار أمام شاشات التلفزيون بحثا عن خبر جديد، الموظفون في المكاتب .. ربات‏البيوت في المطابخ .. ملاك الإبل في الصحاري .. المسافرون في الفنادق .. العاطلون‏في المقاهي .. كل الناس ــ وخصوصا العرب ــ أصبحوا يعيشون ويتنفسون وينامون في‏ميدان التحرير.


ماما أمريكا كالعادة باعت حلفاءها وهي تردد:
(بيزنس إز بيزنس)‏،‏والبلطجية ركبوا الجمال والخيول في مشهد كاريوكاتوري أعادنا إلى أجواء حرب البسوس‏مع فارق مهم هو اختفاء ابن عباد الذي كان يقول: (لا ناقة لنا فيها ولا جمل)، فكل‏عربي داخل مصر وخارجها له مائة ناقة وألف جمل ومليون فرس في هذه الأحداث المتسارعة‏التي يعيشها الشارع المصري.


خامئني الولي الفقيه الذي سحق ثورة الشباب في طهران‏يبارك المظاهرات الشبابية في مصر .. حين تكون مرشدا أعلى فإنك لا ترى الناس الذين‏يعيشون في الأسفل!، قناة الجزيرة التي وقفت مع أحمدي نجاد ضد ثورة شباب إيران تحولت‏خلال أحداث مصر إلى الناطق الرسمي باسم حزب الإخوان المسلمين حيث يرفع المذيعون‏فيها راية الإسلام في أستديو ملاصق للقاعدة الأمريكية في قطر،وقلوبهم تدندن بكلمات أغنية‏فرج عبدالكريم: (واقف على بابكم ولهان ومسير)، قناة العربية أنهكها البحث عن‏التوازن حتى كادت أن تفقد توازنها حيث يرفع المذيعون فيها راية الحياد وقلوبهم‏تدندن بكلمات أغنية محمد عبده: (إن حكينا ندمنا وإن سكتنا قهر)، القنوات المصرية‏الخاصة تود لو كان بإمكانها أن تتوقف عن متابعة الأحداث لتعرض أغنية أم كلثوم: (‏أروح لمين!.


الرئيس مبارك يقول إن أوباما طيب للغاية ولا يفهم الثقافة‏المصرية، وهي عبارة دبلوماسية ترجمتها بالعامية المصرية: (أنت عبيط ولا بتستعبط)،‏و أوباما الذي كان مدمنا للبلاك بيري قبل توليه الرئاسة يريد أن يدير سياسة العالم‏بالبرود كاست، أما زعماء ثورة الشباب في مصر فهم تويتر وفيس بوك ويوتوب وغوغل.. وهي‏أسماء غير معروفة لدى مباحث أمن الدولة، الإخوان المسلمون ينحازون لطبيعتهم‏الانتهازية ويحاولون أن يسرقوا ثورة الشباب كما فعل ملالي طهران خلال الثورة‏الإيرانية التي أسقطت الشاه.


الجيش المصري الذي يحكم البلاد منذ ستة عقود تحول‏إلى مجرد شاهد عيان، الشباب الذي كان الجميع يتهمهم بالسطحية يغيرون اليوم وجه‏التاريخ، رجال الأمن الذين كانت طلتهم تثير الرعب في القلوب أصبحوا يتحدثون عن‏الديمقراطية وحقوق الإنسان أكثر من أعضاء منظمة العفو الدولية، الكل يبيع الحرية‏ويوزع الديمقراطية بالمجان بعد فوات الأوان.


كلنا نعيش ونتنفس وننام في ميدان‏التحرير ولا نعلم متى نعود إلى حياتنا الطبيعية .. وبين النوم واليقظة تهتف قلوبنا: ‏تحيا مصر!.






رد مع اقتباس