عرض مشاركة واحدة
قديم 26-08-17, 03:17 am   رقم المشاركة : 18
جزيرة
من أعمدة المنتدى
 
الصورة الرمزية جزيرة





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : جزيرة غير متواجد حالياً





‏وكم أقسمتُ أني حينَ يأتي
‏سأعتبُ بل سأقسو في العتابِ
‏وما إن ألتقيهِ فليسَ يبقى
‏سوى فرحي، وصمتي، واضطرابي


...









نطقتْ بعينيها وبسمة ثغرها
الدمعُ أسمَعَنا ولم تتكلّمي
.
في قلبها وجعٌ يكذِّبُ ثغرَها
وجعٌ توارى في ثياب تبسُّمِ !


عروس الدانة
(19)
.......



يحاول يهدأ الجدة لكن دون جدوى ..
وهو يحاول ما استطلع أن يتماسك ..
..
الصغيرة سرقت قلوبهم جميعا ..
و هاتف عبلة مغلقة ..
..
يعود و يصبر الجدة و جهاز الضغط ينقله لمكانه..
بعد ان انتهى ..
لا تحتمل اي ضغوط .. ..
يسمع صوت البوابة و قدوم السيارة ..
يطمئن جدته ..يخرج مسرعا و بعرجته الواضحة ..
يتجه نحو السيارة حيث شهد بحجر أمها في الباب الخلفي .. يفتحه و يضم الاثنتين معها وهو يقول:
( سلامتك يا أميرة ..قلقنا عليك ..
وأمك لها حساب معي..)
انتبه لقول شهد ؛
( خالي .. هذا معلمتي ..سلام)..
..




يضحك بصوتٍ عال..فتقطب جبينه وتسحب يدها من يده ..فيمسك بيدها وضحكاته مازالت
تهز جسده..تبعد وجهها وتميل بطرف شفتها
يحاول أن يكتم ضحكاته ويسألها:
(مابال وجهك منتفخ..!!)
ويتوقف عن الضحك ويقول:
(سلامتك من الحزن ياشيهانة..)
طبقة من الدموع تطفو على عينيها
ومازالت تهرب بنظراتها نحو لاشيء..
يلبس بكلماته ملابس الجد ويتابع :
(ظلمتك معي وحملتك فوق طاقتك..!)
..
تهمس "هذا حمد ..وحنان حمد ..ورقة حمد التي عرفتها عنه ..في تلك الأسابيع.."
تحول نظراتها اليه ..
وتضغط عاى يديه بشدة وتقول:
(لماذا..! لماذا فعلت مافعلت؟
لما لم تكن صريحا معي..؟
صدقني كنتُ ..منتُ لأعذرك وأتفهم حالتك
ولكن..!)
تلتفت يمنة ويسرة وتتذكر هروبه منها لزوجته لأمل
ومحادثته معها وتتابع:
(كالهامش في اخر الصفحة جعلتني في حياتك ، عدد بعد فاصلة لاقيمة له..
تزوجتك ارتجي بناء بيت ليس من ذهب بل من حب وتفاهم وشفافية ، فكنت لغزا .. ثم معضلة ..ثم قضية..!
أنا كأي فتاة ..
أحلم بإستقرار مع .. العشق الحلال ..والعفاف ..والطهر .. والحشمة ..
فوجدت : .. الاهمال والفتور والنبذ..)
فقطع حديثها بهزة ليديها بقوة .. جعلتها تترنح في وقفتها..
وقال بصوت عال ونبرة حزينة:
(لاتكملي..
أعرف كل هذا وأحسست به لكن ..
انقطاعي عن الدواء وضغط أمي وخالد وأهلي جميعاً..
ولم يعرفوا بزواجي من أ مل إلا ليلة زواجي منك
وظنوا أني عدت لسابق عهدي
بسسب إهمالي لدواء..)

يصمت ويشرد مع ذكريات ماضية لتاريخه..
و يكمل :
( ظروف عديدة عانيت على أثرها من نوبات الصرع ..
و لولا رحمة الله، ثم خالد وأمل ..لكنت ما أزال مقيدا بالسرير..)
( سلامتك )..همست بها ..
لكنه سمعها ، فابتسم و قال :
( سلامتك ..) و اكمل :
( عندما فقدتِ الوعي بالبيت .. انتابتني حالة خوف شديد .. صرخت بأعلى صوت فحضر الجميع و نقلك خالد للمستشفى ،
و نقلوني معكِ ..
حالتي .. لم تسمح بزيارتكِِ ..)
..
( اتحيها )سألته .
أجابها مبتسما :
( بل اعشقها ) .

ليتمزق آخر حبل ، و تنحل اخر عقدة ..و تغتال أخر روح ..
لتبتسم لسهم مزق أوصال قلبها
و انغرس في و سطه فكانت إصابته في مقتل ..
(وأنا) .. همست بمرارة
..حاولت فك يدها عن يده ..
فرفض ..
وقال:
( إلى أين ..؟ لم ننتهي بعد ..)
تنزع يدها بقوة
..وكان أظافر انغرست في حلقها ..
خسارة .. فقد .. نبذ ..بعد ..فراق
تحاول مجاملته إلى النهاية قالت بصوت خافت:
(أنت تستحق الفرحة .. وهي تستاهلك..)
..
تتراجع للخلف ..و الالم لوداع حل أبكاها
يعتدل بجلسته..
و يناديها بعينيه قبل لسانه
..
(شيهانة ..
إلى أين ..؟
أنت غالية انتظري أفهمك ..شعوري )
فتضع يديها في اذنيها
و تهز رأسها رافضة
لنداءاته

..
الرحيل المر ..
ليس فيه وداع
لأن نعيش بألم البعد و كرامة ..
خير من أن نعيش بذل و إهانة القرب
عفوا ..
روحي غالية عليّ
نضحي بحب قلوبنا ..
لانه من احببناه لن يحس بما قاسينا
و لم يذق طعم خسارتنا و مرارة فقدنا ما استطعم
لم يدخل شغاف قلوبه ما سكن قلوبنا ..
.. ستنقضي تلك الايام و أهلها
و كانهم أحلام ..
خرجت من الغرفة و هي تردد :
( الذي خلق التعثر
خلق النهوض..!!)







تمت الجزء الأول من القصة
..
لنا لقاء باْذن الله
في الجزء الثاني
لم يحدد بعد ..
أستودعكم الله
و طامعة بدعواتكم ..



..









التوقيع

[frame="7 50"]
نظرة عامة حولك ..تحمد الله بعدها أنك من أفراد هذا الوطن ..
[/frame]

رد مع اقتباس