عرض مشاركة واحدة
قديم 03-01-09, 02:32 pm   رقم المشاركة : 60
فنتآستك
عضو قدير
 
الصورة الرمزية فنتآستك






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : فنتآستك غير متواجد حالياً

.

::: 5 :::


أول ليلة قضوها في عذفاء
ليلة ظلامها دامس
لا يوجد حركة في الهجرة
الهواء نقي ومنعش
السماء هنا أجمل
وهي في كامل حلتها
بحتوائها على كم هائل من النجوم

البيوت الشعبية الصغيرة لا تكاد ترى من الظلام
المَعلَم الوحيد الشامخ هنا
خزان المياه
يقف في وسط الهجرة
وكأنه يحرس البيوت الصغيرة ويراقبها

التعب لم يعطي المعلمين مجال للسمر هذه الليلة
سوى دقائق معدودة تمكنوا من خلالها من إدخال المكيفات والثلاجة وبقية الأثاث للبيت
الجو لم يكن سيء
فلا حاجة لتركيب المكيفات
ولكن فتح الشبابيك في هذه الصحراء
قد يخيف البعض
من توقع دخول زواحف خطيرة للبيت
فلهذا السبب تم تركيب مكيف واحد فقط
ليجتمع الجميع في غرفة صغيرة بدون فرش
في زواياها بعض الرمال المتراكمة عبر الزمن
وينامون بعد صلاة العشاء مباشرة
استعدادا لأول يوم دراسي في عام 1428/1429 هـ
لم يشعروا بأنفسهم إلا على أذان الفجر
بصوت رجل مسن
من سماعة ضعيفة
ولكن صفاء الجو
وقلة الإزعاج في الهجرة
مكنت المعلمين من سماع الأذان
وربما النوم في وقت مبكر كان له دور أيضا


وبعد الفجر

بدأ المعلمين للاستعداد لليوم الدراسي
والبعض منهم كان يتقلب على الفراش
مدعيا أنه لا يريد أن ينام
إلا سويعات بسيطة
حتى دقت ساعة الأستاذ / محمد المدني
معلنةً تمام الساعة السادسة والنصف
ليبدأ المعلمين
بوضع اللمسات الأخيرة قبل الذهاب للمدرسة

سلمان العاصمة وهو يرش الطيب على شماغة :
تدرون وش ذكرتني فيه هاللحظات ؟

حسن وهو يطوي فراشة :
أكيد المدام
يوم تطيبك قبل الدوام

محمد المدني يضحك :
أي مدام هنا
الله يخلي لك الشباب بس

سلمان يقاطع الجميع :
وش جاب طاري المدام
الله يهديكم
أقصد إنه دائما أول يوم في الدراسة
يذكرني بصف أول / ج
يوم كنت ألبس ثوبي الجديد والشنطة الجديدة
ههههههههه

حسن يبتسم :
وتروح للمدرسة ويسرقون فسحتك
هههههههههههههههه

محمد المدني :
ههههههههههه
ولاّ تضيعها

علي الجداوي يرفع الغطاء عن وجهه :
أزعجتونا يا شباب

حسن يلتفت لعلي :
قوم يا شيخ
أول يوم من الدراسة ونوم
ما يصير

سعيد الجنوبي يضع فرشاة الأسنان بالحقيبة :
يالله يا شباب
ما هي حلوة نتأخر في أول يوم

حسن المكاوي :
ولا يهمك
دقيقة ونمشي

،،،

دقائق بسيطة
حتى توجه الجميع للمدرسة
لم تتعبهم المسافة
لأنها قريبة من البيت
ولكن المشي كان ثقيل في الرمال
وخاصة على أصحاب الأوزان الثقيلة
وكان هو مصدر التعب
،،

وصل المعلمين للمدرسة في تمام السابعة
المدرسة خالية
ومغلقة في نفس الوقت
نظر حسن للمعلمين وهم يصطفون اصطفاف المصلي للصلاة
تاركين باب المدرسة خلفهم

حسن المكاوي وهو يخرج جواله المدعم بالكاميرا :
شباب صورة صورة

علي الجداوي بحزن :
والله حاله
أول مرة أشوف معلمين جايين قبل الطلاب

سعيد الجنوبي :
وين الزحمة
والطلاب اللي يمشون هنا وهناك
متوجهين للمدارس

سلمان :
أيييييييييييه
عيش واقعك
وبلاش أحلام

،،،

جيب شاص قادم من بعيد
يحمل مجموعة من الطلاب في الغمارة
والبقية في حوض الجيب
وما أن وصل للمدرسة
حتى نزل الجميع
وسلموا على المدرسين

بعدها بدأ الطلاب بالتوافد
،،،
دقائق بسيطة
ووصل المدير أبو شهانة للمدرسة ليفتح المدرسة

ويدخل الجميع مارين من أمام الخفاق الأخضر

بعدما استقر الجميع في غرفة المدير

نظر سعيد الجنوبي لساعته اللتي تشير إلى الثامنة :
الدوام الساعة كم

أبو شهانة بنظارته السوداء :
مشي حالك
لا تدقق هنا كثير
حاليا تعالوا الساعة الثامنة

بس وين بقية المعلمين

،،،
علي الجداوي :
ما ندري عن أحد

حسن المكاوي :
صالح القصيمي قال إنه بيحاول يجي

المدير :
صالح كلمني يعتذر عن الأسبوع هذا
يقول ما لقى سيارة تجيبه لعذفاء

،،،
بعدها
استدار المدير بكرسيه
ليضغط زر صغير خلفة
إنه صوت الجرس
معلناً بداية الدوام

بعدها تبسم المدير :
يالله على الفصول

،،

هنا بدأت علامات التعجب واضحة على المعلمين
وهم كانوا يتوقعون أن الهِجر
لا يوجد بها دراسة مثل المدن
على الأقل في الأسبوع الأول

،،

المدير أبو شهانة :
ترى المسألة ما هي دروس
المسألة أبسط من كذا
كل واحد يروح للفصل اللي يعجبه ويدردش مع الطلاب
وكلها نصف ساعة ويرن الجرس
بعدها فسحة بسيطة
ثم نعطيهم نصف ساعة أخرى
وبعدها نصرف الطلاب
،،،
هنا بدأت الإبتسامات على المعلمين
وتوجه كل واحد للفصل اللذي يريد

مفترقين من بهو المدرسة المزين ببعض العباراة الجميلة
،،،

وبعد نصف ساعة
تقابل لجميع في غرفة المعلمين
ليحكي كل واحد منهم الأحداث اللتي جرت في الفصل
،،،
سلمان العاصمة يضحك :
وش أخبارك يا حسن
تمنيت إني عندك
أحسك ما فهمتهم ولا فهموك

حسن المكاوي يمد رجليه على الأرض :
ليه يا عم
هندي أنا
بصراحة كنت أتكلم معاهم فصحى
وهم بعض كلامهم ما كنت أفهمه
أقولهم وش تقضون وقتكم فيه
يقولوا مع الإبل يا ستاد
البل عطايا الله
أو حاجه زي كده

محمد المدني يضحك :
ههههههههههه
أحمد ربك
أنا دخلت على صف أول متوسط
صرعوني بريحة النياق
وتوهم داخلين ويقولون متى الصرفة ؟
يعني متى الطلعة

سعيد الجنوبي يبتسم :
الظاهر علشانهم صغار
فيكرفونهم مع الإبل أكثر
وهذ الشي هو اللي مخلي بعضهم يحب المدرسة
لأنه يرتاح فيها

مثل ما قالي بعض طلاب صف أول ثانوي
وهم بصراحة
محترمين بجد
وكبار مرة كبار
تعطي بعضهم جامعي
وبعضهم شاعر ما شاء الله عليهم
سمعوني بعض القصايد النبطية

سلمان العاصمة :
أما أنا بسوي فيها نكته
يوم سألوني أنت من وين
قلت لهم من الرياض
وسألتهم تعرفونها ؟
قالوا لي اللي فيها الملك عبد الله
قلت أيه هههههههههههه
كني أقابله
المهم
قلت إن شاء الله تزورونا بالريض
وأسكنكم في الفيصلية ولا المملكة
توقعتهم بعدها بيضحكون
يوم نظرت في وجيهم
حسيت إنهم ما يعرفون الفيصلية والمملكة زين
بعدها قلت لازم نخرج بفائدة
فقصيت عليهم قصت الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) يوم رجموه أهل الطائف
بعدها رفع أحد الطلاب يده
وقلت زين
فيه مشاركات
شي يبشر بخير
سم وش عندك ؟
الطالب :
ستاد الطائف بالسعودية
سلمان العاصمة يضحك :
ههههههههههه
من جدك ما تعرف الطائف
ايه بالسعودية
عند مكة
و قلت لهم اللي راح مكة يرفع يده
- لا يوجد أحد
طيب اللي راح لأي مدينة يرفع يده
- رفع ثلاثة يديهم
واحد راح لحائل
والثاني راح للجوف
والثالث راح للجوف
يعني المدن المجاورة لهم فقط


حسن وعليه علامات الإستغراب :
عجيب والله
الظاهر ما يطلعون من ديرتهم
الطلاب اللي دخلت عليهم
ما فيهم ولا واحد اعتمر أو حج مع إنهم كبار

علي الجداوي :
الله يعين ثالث ثانوي
ما يعرفون شي بالكيمياء
مدري وش أسوي معهم


،،
بعدها رن الجرس
ليدخل كل معلم لفصل آخر
وتبدأ مواقف جديدة
نصف ساعة ورن الجرس
ليعلن المدير نهاية الدوام

،،،
وعند اجتماع المعلمين في غرفة المدير
حضر ( مطني ) صاحب البيت
ليسأل المعلمين عن مدى رضاهم عن السكن

ليجيب سلمان بعدما استشار زملائه :
بنسكن فيه ونتوكل على الله

مطني وهو يدق بعصاه على البلاط :
طيب نمشي نوقع العقد

المدير يضحك :
يا عم مطني ما يحتاج أوراق ولا شي
هذولا معلمين عندنا
وأنا أكفلهم ما عليك

مطني ينظر للمدير :
خلاص تم

حسن المكاوي بوجه بريء :
طيب عندنا شروط يا عم مطني

مطني يقاطعه بصوت عالي فيه من جلافة أهل البادية :
ما تشرط علي أي حاجة
البيت أعجبكم حياكم الله

ما أعجبكم
لا تشرط علي أي شي

بعدها عم الهدوء
،،
سلمان العاصمة :
خلاص توكلنا على الله
ما حنا شارطين أي شي

مطني ينظر لسلمان :
طيب أرواحك معي

سلمان العاصمة متعجب :
على وين ؟

مطني وهو يحاول القيام من كرسيه :
للبيت طبعا
بعلمك ببعض الشغلات
،،،
وبعدما خرجوا من المدرسة
مطني يشير للمنزل :

شوف موقعه والله زين لكم
يعني ما هو بعيد وفي طرف الديرة
بعيد عن الأزعاج


،،،،

وهم متوجهين للبيت على سيارة مطني من نوع جيب شاص قديم

مطني يسأل سلمان :
من وين أنت ؟

سلمان العاصمة :
من الرياض
،،

سلمان يحاول أن يداعب مطني :
الله يكافينا شر عيالكم يا عم مطني

مطني وهو يغلق جهاز المناداة ( الآيكوم )
ليه ؟

سلمان العاصمة وهو يبتسم ليشعره أنه يمزح :
أخاف نتهاوش معهم

مطني يجيب بوجه لا يوحي للمزاح :
إذا تهاوشتم ما هي أول مرة !!!
،،

سلمان يقول في نفسه
الله يستر
هذولا العقال
كيف الجهال

،،

مطني بعد ما وصلوا للبيت :
ما عليك يا أستاذ / سلمان
أي واحد يزعلكم من عيالنا علمنا بس
والله لنوريه الشغل


سلمان براحة تامة :
ما تقصر يا عم مطني
إن شاء الله ما يصير ألا كل خير

،،
بعدها تفقد البيت
واتفقوا على بقية لأمور
ليركب سيارته ويذهب للأبل على حد قوله
،،
وصل بقية المعلمين للبيت
سعيد الجنوبي :
يا أستاذ سلمان
فيه بعض الزملاء بيسكنون معانا
إلى أن تتيسر الأمور

سلمان العاصمة :
حياهم الله
لو يبون يسكنون معانا على طول ما عندي مشكلة
منهم على فكرة ؟

سعيد الجنوبي :
عبد الله الجنوبي اللي جاي على سيارته الهايلكس الغمارة
و فلاح الحايلي
ونواف الجوفي
وعمر الجنوبي
وحامد الجداوي

سلمان العاصمة :
الله يحييهم

حسن المكاوي وعلى وجهه علامات الزعل :
وش سويت أنت ومطني

سلمان :
كل خير
اتفقنا على الأمور الباقية

حسن :
ما له حق
يقول ما تشرط عليه
من حقي يا خي أشرط
اللمبات بعضها خربان


سلمان :
أحمد ربك اللي لقيت بيت
والباقي يهون

،،،

بعد ما وصل بقية المعلمين
قاموا بتركيب المكيف الثاني

ليناموا فترة الظهيرة
هاربين من حرارة الشمس
وعند العصر وبعد الصلاة

خرج علي الجداوي ومحمد المدني من البيت

ليجلسوا على حافة الجدار
بعدما تسلقوا الرمال اللتي تكاد تدفن الجدار

ليشاهدوا القرية وبعض الأطفال الذين يلعبون حولهم

وينتعشون بالهواء النقي
،،

أما سعيد الجنوبي وسلمان
فذهبوا لأقرب بقالة ليشتروا لهم شيء يسد جوعهم

البقالة تشعرك أنها متكاملة
والخوف من بعض المعلبات اللتي تعرضت للشمس
،،،،،،
حسن المكاوي جالس تحت المكيف :
ما شاء الله عليك يا عبدالله الجنوبي
كيف جيت بهالصحراء
وما خفت

عبد الله الجنوبي وهو يبتسم :
الحمد لله
سهلها الله
والأستاذ / حامد الجداوي ما قصر
كان ملاح ممتاز

اللي مدري كيف جاء عمر الجنوبي ؟

عمر الجنوبي وهو يحضر الشاهي من المطبخ :
والله ما لقيت أحد أروح معه
ووقفت على طريق عذفاء
لعلي أجد أحد الزملاء
ولقيت سيارة أعلاف كبيرة ( شاحنة ) وركبت معها
إلى أن وصلت للمدرسة

حسن المكاوي يضحك :
حركات والله

حامد الجداوي يضحك :
هذي تسجل بالتاريخ

،،،،،،
وبعدما غابت الشمس
وبدأوا بطبخ الوجبة الرئيسية
كبسة دجاج
وبعدها استعدوا للنوم
لأنهم لم يجدوا شيء ليسليهم أو يسهروا عليه
سوى النوم في وقت مبكر
الشيء اللذي افتقدوه في المدن الكبيرة
لينتهي أول يوم دراسي على خير ..


إلى لقـاءٍ قـادم









التوقيع


.
.

, .. ؟!
.
رد مع اقتباس