يشوه الأسنان ويقضي عليها
أ.د. جابر بن سالم القحطاني
استكمالا للحديث عن اضرار التدخين نؤكد اليوم ان تأثير بعض الأدوية مثل الأدوية المسكنة للألم يقل حينما ترتفع نسبة النيكوتين في الدم على أثر التدخين.
كما أن التدخين يؤدي إلى مضاعفة الأعراض الجانبية لبعض الأدوية مثل أقراص منع الحمل، فمن الأعراض الجانبية لهذه الأقراص الإصابة بجلطات في الشرايين والقلب، وحيث إن التدخين يساعد على حدوث هذه الجلطات، فإن احتمال حدوثها في النساء اللاتي يدخن ويستعملن أقراص منع الحمل أكثر من احتمال حدوثها في غير المدخنات.
وتشير بعض الإحصاءات إلى ما يلي:
- نسبة الوفيات في نساء ما بين 14-40 سنة لا يدخن ولا يتناولن أقراص منع الحمل 8 في ال 100.000.
- نسبة الوفيات في النساء اللاتي يدخن ولا يستعملن أقراص منع الحمل 16 في 100.000.
- نسبة الوفيات في النساء اللاتي يدخن ويستعملن أقراص منع الحمل 60 في 100.000.
ويعتبر النيكوتين من أهم المواد الموجودة في دخان السجائر والتي تؤثر على فعالية بعض الأدوية، فلقد دلت نتائج الدراسات التي أجريت على عدد كبير من المدخنين وغير المدخنين أن التدخين يؤثر على فعالية بعض الأدوية. حيث اتضح أن المدخنين الذين يتناولون أنماطاً معينة من الأدوية المسكنة للألم يحتاجون إلى مضاعفة جرعات الدواء حتى يتغلب الدواء على الألم، وحينما يستعمل المدخن الأدوية المسكنة للألم بجرعات زائدة فإن هذا الاستعمال قد يسبب حدوث أضرار في أعضاء الجسم.
ومن الأدوية التي يتسبب التدخين في تقليل فعاليتها الأدوية المضادة للاكتئاب والمطمئنات النفسية، مثل الفاليم وبعض الأدوية التي تستعمل في علاج الربو الشعبي مثل الأمينوفيللين.
أثر التدخين على الحالة النفسية واللياقة البدنية:
في أول العهد بالتدخين تسبب المقادير الصغيرة من النيكوتين أعراضاً مزعجة للمدخن كالصداع والدوار والغثيان والسعال وشحوب الوجه ثم يتعود تدريجياً حتى تختفي هذه الأعراض في حالة الإدمان.
وليس التدخين سوى لون من ألوان التسلية ولكن مدمنيه لا يستطيعون الاستغناء عنه بسهولة، وذلك لأن النيكوتين من العقاقير التي تؤدي إلى التعود كما أنه يقلل حساسية المراكز العصبية العليا ومن هنا كان مخففاً للانفعالات النفسية وملطفاً لحدتها، مما يساعد المدخن على التخلص من انفعالاته ومتاعبه.
ويقلل التدخين من لياقة المدخن البدنية، كما تقل مقدرته على ممارسة الرياضة وبذل المجهود الطبيعي الذي يتناسب مع عمره وذلك نظراً للضرر الذي يسببه التدخين للرئة والقلب، فالرئة لا تستطيع توصيل الأكسجين إلى الخلايا بالقدر الكافي والقلب يحتاج إلى كمية كبيرة من الأكسجين لذلك نجد أن أعراض التعب والإنهاك تظهر على المدخن حينما يبذل أدنى مجهود بدني.