اللطيف الخبير من لطف الله سبحانه وتعالى بعباده أنه ضبط نظام الكون والحياة فلو أن الشمس ابتعدت عما هي عليه لتجمد الناس! ولو أنها اقتربت عما هي عليه لأحرقت الناس وكذلك لو زاد الأكسجين أو نقص وكذلك لو جعل الليل أو النهار سرمداً إلى يوم القيامة لاختل نظام الحياة. وكذلك الآلآم والأبتلاءات.... فإذا رزق الله سبحانه وتعالى العبد الصبر عليها والرضا بعدها والتقوى بها فإنها تكون خيراً. ولهذا ذكر الله سبحانه وتعالى لنا قصة يوسف عليه السلام وما جرى له على أيدي إخوته ثم ماجرى له في الجُبّ ثم ماجرى له في قصر العزيز وما آل إليه الأمر من المُلك والقوة والتمكين والسلطان وفي نهاية المطاف كان عليه السلام يقول : (إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)يوسف. كثير من المصائب التي تقع على نطاق الفرد أو الجماعة أو الأمة تجد الناس يتذمّرون منها لأنهم لا يرون منها إلا المشهد الأول حتى إذا مرُّوا بالمشاهد كلها واكتملت فصول الحادثة أدركوا حينئذ جانباً من عظمة اللطيف الخبير عز وجل.فلو تأمَّل العبد مظاهر اللطف في نفسه وماحوله لتذلّل لسانه لَهَجًا بالتسبيح للطيف الخبير. فعلى العبد كلما ضاقت عليه الأمـور وحزبته الصعاب واشتدت من حوله الظلمات وادلهمَّت أن يتذكر اللطيف الخبير فيهتف باسمه : يالطيف الطف بي ونجني مما أخاف وأحذر. (إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)يوسف. اللطيف الخبير... الله لطيف بعباده فيما يعطيهم كما هو لطيف بهم فيما يمنعهم ولهذا قال سبحانه وتعالى : (اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ ) الشورى 19 ولذلك فإن من لطفه سبحانه وتعالى : أن يعطي عباده إذا كان خيراً لهم ويمنعهم إذا كان المنع خيراً لهم وِفق مقتضى حكمته ورحمته وعدله عزوجل . الله الرفيق.... الله رفيق بعباده لا يعاجلهم بالمؤاخذة على الذنب فالنستعجل التوبة من كل ذنب وبعد كل ذنب قبل أن يأخذنا أخذ عزيز مقتدر.