لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شي قدير عاقبة اللذة والطاعة اللذة المحرّمة ممزوجة بالقبح حال تناولها ، مثمرة للألم بعد انقضائها فإذا اشتدّت الداعية منك إليها ،..ففكّر في انقطاعها وبقاء قُبحِها وألمها ثم وازِن بين الأمرين وانظر مابينهما من التفاوت . والتعَبُ بالطاعة ممزوجٌ بالحسن ، مثمرٌ للذَّة والراحة . فإذا ثقُلت على النفس .. ففكَّر في انقطاع تعبها وبقاء حسنها ولذَّتها وسرورها ووازن بين الأمـرين وآثر الراجح على المرجوح . فإن تألّمت بالسبب ، فانظر إلى مافي المسبّب من الفرحة والسرور واللذة يَهُن عليك مقاساته . وإن تألمت بترك اللذة المحرّمة ، فانظر إلى الألم الذي يعقبه .. ووازن بين الأمرين. وخاصيّة العقلِ تحصيلُ أعظم المنفعتين بتفويت أدناهـما واحتمالُ أصغر الألمين لدفع أعلاهما. وهذا يحتاج علم بالأسباب ومقتضياتها ، والى عقل يختار به الأولى والأنفع له منها. فمَن وفَّر قسمَه من العقل والعلم اختار الأفضل وآثاره. ومن نَقَصَ حظُّه منهما أو من أحدهما اختارخلافه . ومن فكَّر في الدنيا والآخرة ، علم أنه لا ينال واحداً منهما إلا بمشقَّة فليَتَحَمَّل المشقَّة لخيرهما وأبقاهما . ابن القيم رحمه الله[line]-[/line]