عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-16, 12:29 pm   رقم المشاركة : 1
تقى ادارة دوت كوم
عضو





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : تقى ادارة دوت كوم غير متواجد حالياً
نهاية العالم تقترب بسبب الغباء!!



نهاية العالم تقترب بسبب الغباء
بقلم: نسيم الصمادي

وضع العلماء احتمالات كثيرة للسبب الذي قد يقود العالم إلى الفناء. من هذه الاحتمالات: ابتلاع أحد الثقوب السوداء لكوكب الأرض، أو خروج نيزك عملاق عن مداره وارتطامه بالأرض، أو هجوم مرض فيروسي غامض يعجز الطب عن تشخيصه، أو انطلاق الصواريخ النووية بالخطأ أو بالغضب من إحدى الدول المتحضرة باتجاه دولة أكثر أو أقل تحضراً! ولكن لم يتنبأ أحد أن حضارتنا الذكية ستزول بسبب "الغباء".

سبب غبي، أليس كذلك؟ ولكنه أكثر الأسباب احتمالاً!

تم يوم 20 يوليو 2016 ترشيح "دونالد ترامب" ليخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية عن الحزب الجمهوري. وقد كشف تقرير يراجع مصداقية المعلومات التي سردها في خطاب قبول الترشيح أن 50% من الحقائق التي أوردها في خطابه كانت كاذبة. فإذا ما فاز "ترامب" في الانتخابات – وأظنه سيفوز – فإن أكبر دولة في العالم تكون قد ولَّت أمرها لرجل متهور ونصف صادق. وحيث لا تقبل مبادئ الفلسفة الإنسانية وقوانينها الطبيعية ما يمكن أن يسمى: نصف صادق، ونصف قائد، ونصف رؤية، ونصف شخصية، ونصف رئيس، فإن الرئاسة "الترامبية" ستكون مخاضاً لفعل ديموقراطي غبي يأتيه أكثر شعوب الأرض تقدماً تقنياً وعلمياً وسياسياً!

أما الفعل الأكثر غباءً فهو نتيجة الاستفتاء الذي دفع ببريطانيا خارج الاتحاد الأروبي. كنت أظن أن دول العالم الثالث فقط تسلم زمام أمورها لقادة أغبياء، ولكن الخطأ الذي ارتكبه "ديفيد كاميرون" كرئيس وزراء لدولة ذكية يمكن أن يدخل موسوعة "جينيس" كأغبى قرار في التسويق السياسي عرفه التاريخ. دعا "كاميرون" شعبه ليقترع حول مشروع اسمه Brexit، أي (خروج البريطان). ولا أدري لماذا لم يتم الاستفتاء على مشروع Bremain أو Brestay، أي (بقاء البريطان) مثلاً! بالإضافة إلى سكوتلاندا، لم تصوت على البقاء في أوروبا سوى أربع مدن كبرى هي: لندن وليفربول ومانشستر وبيرمنجهام. بينما راح سكان الأرياف والبلدات والمدن الصغيرة، والمناطق الأقل ذكاءً وثقافةً ومعرفةً واحتكاكاً بالعالم؛ راحوا يقترعون وهم يظنون أن المطلوب هو الخروج كما يوحي عنوان الاستفتاء. ومن ثم فإن اللاوعي الجمعي، وسلوك القطيع، والقبلية الشقراء، وأنانية العيون الزرقاء، وغوغائية الدهماء، هي ما قادت الدولة التي لم تكن تغيب عنها الشمس إلى الانكفاء والانزواء.

بلغ الغباء ذروته عندما راهنت كل أسواق المال العالمية، وخبراؤها ومحللوها على عدم الخروج، فخسر الاقتصاد العالمي مئات المليارات من الدولارات "بين عشية وضحاها" بالمعنى الحرفي للكلمة. وفيما يبدو أن أحداً لم يراهن على "الخروج الغبي" سوى القليلين، ومنهم: "نسيم الصمادي" و"نسيم نيكولاس طالب" صاحب كتاب "البجعة السوداء" الشهير. والبجعة السوداء كما يُعرِّفها "طالب" في كتابه The Black Swan هي: إمكانية، بل وضرورة قبول اللامعقول، ووقوع ما لا يقع، وحدوث ما لا يحدث، واحتمال ما لا يُحتمل. وبعيداً عن الطرح الفلسفي، فإن "البجعة السوداء" حدث يتسم بثلاث سمات:

- فهو أولاً حدث يقع خارج دائرة التوقعات المألوفة لأنه لم يقع من قبل ولم يظهر ما يشير إلى احتمال حدوثه.
- وهو ثانياً حدث شديد التأثير وقوي التغيير رغم عدم احتماليته ولا منطقيته.
- وأخيراً أنه خارج عن المألوف، ولا تسعفنا طبيعتنا البشرية إلا في تفسيره وإدراك غبائنا في عدم استيعابه إلا بأثر رجعي، فنحاول استقراء الحقائق التي لم تكن محققة، لأنها لم تكن واقعية ولا منطقية.

لقد وقعت الواقعة، وليس لوقعتها كاذبة، ورُجَّت الأرضُ رَجَّاً، ولم تفهم الدولتان (أمريكا وبريطانيا) اللتان عولمتا العالم ونسيتا أن تتعولما؛ أن العالم ينفتح وهما تنغلقان، ويُبصر وهما تَعميان، ويتشابك وهما تَقطعان، والعالم كله يتعولم ويتعلم الإنجليزية، وهم: صُمٌّ عُميٌ بُكمٌ لا يبصرون ولا يفقهون.

بقلم: نسيم الصمادي
المصدر: Edara.com






رد مع اقتباس