[جزيرة]

طوال الطريق كان صامتا ، و لا تسمع له صوتا إلا نهره لراحلته أو راحلتها
ليس نواف الذي تعرفه أأصابه مكروه أو سرق ماله ، أين شوقه الذي يغزو ملامحه حينما يراها فلا يتمكن من كبته
أين أين ..؟؟
وصلا منازل أهلها و جلس الضيافة المعتادة ثلاثة أيام و غادر ..
غادر دون وداع أو تكتحل عينها به ..
...
ليستمر الالم شهر كامل
وفِي تمامه يدخل عليها أبوها وأخوتها الثلاثة
ويخبرها الخبر الذي جن جنونها
نواف العاشق
الحنون .. المحب .. طلقها
تصرخ باعلا صوتها وتضرب رأسها ووجها ويمسكها اخوتها حتى لاتؤذي نفسها
..
وترقبها
وعين الام الباكية و عين الاب المشفقة

..
استمر الحال أشهر
ليتزوج نواف تحت ضغط أمه بفتاه جميلة و من عائلة كريمة لكن في قلبه ولا مقدار شعرة من ميزان حبه للوجد
..
أنجب منها ثلاثة أطفال
كالاقمار ..
احبهم و ملؤاعليه وحشة قلبه
..
بعد محاولات عديدة و اصرار من والدها تزوجت بعد ان قضت أربع سنوات على ذكرى نواف ..تمني نفسها عودته ..
وهي كارهه تلملم بقايا روح محطمة
..

تمر الايام وتصاب ام نواف بمرض عضال أفقدها السير على قدميها فأصبحت تحبو حبوا
وكان الله يعاقبها بسيرها بين الخيام تتهم زوجة ابنها بهتانا و باطلا
..
اغلب الذكرى ودعتها
الا ذكرى ظلمها للوجد
سبحان الله احيانا الأمراض قد تهذب الشخصيات وتخضع أخرى
فعقدت العزم و حبت حبوا حتى وصلت إلى خيمة ابنها ووجدته يلاعب صغيره
رحب بها و ساعدها على الجلوس
..
طلبت منه أن تخلو به .. فامر زوجته بصنع القهوة في خيمة أخرى
ومازال الصغير معه
فأخبرته وقالت :
(( ولدي نواف ترى الوجد ما اقربت الردية
وبنت حافظة بيتها و صاينته
لكن الغير و الشيطان وسوس واتهمناها
الله يعفو عنا وعنها ))
هدوء يصرخ في داخله
ونشيج هادئ انفجرفيه
وكان الهواء غادر الكون
شلت أطرافه ليسقط الطفل من يديه الى الارض
نهض واقفا وصرخ ؛
( وحبي الذي ذبحتموه روحي المهاجرة لبلد ثاني و أشواقي الصارخة شوقا و احتياجا
..))
بتر كلامه ليرتحل على فرسه متوجه لبلد روحه ضاعت فيها ولم تعد بعد ..
يقطع المسافات مواصلا ..
حتى وصل لبيت ابيها
ليزفون إليه خبر زواجها قبل أشهر قليلة

..
تمت