عرض مشاركة واحدة
قديم 06-04-07, 04:48 pm   رقم المشاركة : 1
الـمـهـاجـر
عضو قدير






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الـمـهـاجـر غير متواجد حالياً
الـمـوديـل الـعـاري




الموديلات العارية هن نساء تكون مهنتهن أن يتعرّين أمام طلاب و طالبات كليات الفنون الجميلة حتى يرسموهم . و هذا التقليد موجود في معظم كليات الفنون في العالم .

و حين أُنشئت أول كلية فنون جميلة في القاهرة عام 1908م كان هذا التقليد مُـتَّـبَعا فيها ، ففي ذلك الوقت كان الانبهار بالنموذج الغربي في أوجه .



كان كمال الشناوي طالبا في كلية الفنون الجميلة ، و في إحدى المقابلات وصف تأثره الكبير حين كان يرسم الموديلات العارية فقال إن الشرود الذهني كان يبلغ به أحيانا إلى أن يبري إصبعه بدلا من قلم الرصاص !!!

و لكن في عام 1974م أُلغي هذا التقليد بتأثير من الإخوان المسلمين في مصر .






الشاعر أحمد حجازي و الدكتور سيد القمني من الداعين إلى إعادة الموديل العاري إلى كليات الفنون .


و فيما يلي آراء بعض الفنانين و ذوي الاختصاص :

يقول الناقد عز الدين نجيب : ( إن دراسة الجسد العاري عنصر أساسي في بناء خبرة الفنان التشكيلي سواء كان نحاتا أو مصورا شأنها شأن دراسة الجسم البشرى للطبيب ، فمن خلالها يدرس علم التشريح و علم المنظور و التجسيم و أبعاد الظل و النور و العلاقة بين العنصر الأمامي و الخلفي في العمل الفني و تشكل الألوان على البشرة الإنسانية و وهج الحياة المنبثق تحتها و ليس مجرد التكوين الظاهري حسبما تراه العين ) .

و تقول الباحثة و النحّـاتة أُميمة إبراهيم : ( بعد اقتصار دراسة التشريح على الجانب النظري و التماثيل العارية و كتب التشريح أصبح طالب الفنون الجميلة يرسم الموديل بالملابس ، و هو لا يدري أو يعلم تفاصيل الجسد البشري ، على عكس ما يحدث في الخارج حيث تتم دراسة التشريح لطلبة الفنون بالمشرحة ، فـيدرسون تفاصيل الجسد البشري من هيكل عظمي و عضلات ليكونوا على دراية بكيفية بناء الجسد وهيكله .... و قد ترتّـب على منع الموديل تخريج دفعات لا تستطيع رسم الأشخاص بصورة صحيحة و لكن يشوب رسمها كثير من الأخطاء ) .
و تضيف النحّـاتة أميمة : ( إن طالب الفن عندما يتعامل مع الموديل لا يتعامل معه بشكل حسي بل بشكل عِلمي ، كأحد معطيات الطبيعة مثله مثل الشجرة و الأزهار .. أي بمنظور جمالي بحت ) . ليتها قرأت ذكريات كمال الشناوي مع الموديلات !!
و تقول : ( رغم ضرورة هذه الخطوة إلا أنه في ظل الظروف الراهنة هناك عدم إمكانية لعودة الموديل العاري ، ولكن يمكن أن يحدث توسع في المناهج بعيدا عن الإطار النظري من خلال زيارة المشرحة للوقوف عملياً على هذه المرحلة ) .

و تقول الرسامة الأمريكية ذات الأصول السورية هالة الأتاسي : ( رسم الموديل العاري شيء أساسي لتكوين الفنان المكتمل . و هذا يحصل دائماً في الأكاديميات ما عدا كلية الفنون في سوريا ، ولذلك أقترح إغلاق هذه الكلية ، إذ كيف يمكن تكوين طالب فنون دون أن يعرف كيف يرسم جسد الإنسان العاري . أنا استفدت من دراسة جسد الإنسان خلال دراستي في موسكو و باريس و نيويورك ) .



هالة الأتاسي تظاهرت قبل سنوات في أمريكا ضد حرب العراق ، و قد جعلت من جسدها العاري لوحة كتبت عليها عبارات تدعو إلى وقف الحرب !!


و على الجانب الآخر يقول الدكتور محسن عطية - و هو أستاذ و رئيس قسم النقد و التذوق الفني بكلية التربية الفنية - : ( الحقيقة أن الموديل العاري مرتبط بالدراسة الأكاديمية فلو كان ضروريا فللتشريح ، و إن لم يكن المذهب أكاديمياً لا يكون ضروريا ) . و يضيف : ( لا يمكن أن ننفصل عن ثقافة المجتمع ، فـمحمود سعيد ( رائد فن التصوير في مصر ) كان لا يرسم موديلا عاريا أمام أحد ، ولعلنا نرى في الواقع أنّ في مجتمعاتنا لا أحد يُقبِل على شراء اللوحات ذات الجسد العاري ، و لأن الفنان انعكاس للمجتمع ، فلا يصح أن يسير الفنان عكس الاتجاه ) .
أما الدكتور أحمد جاد فيقول : ( لا أجد أهمية لعودة دراسة الموديل العاري ، فنحن نُدرّس التشريح للطلبة ثلاث سنوات . و هو للشكل الخارجي فقط وليس للتفاصيل الدقيقة لذا لا أجد أهمية لعودة الموديل العاري ) .
ويرى الفنان محمد دسوقي ( أن إلغاء الموديل العاري منذ عام 1974م لم يؤثر على الفنانين بدليل وجود فنانين متميزين ، في التصوير و الرسم و التشخيص لم يدرسوا الموديل العاري ) .





و أختم بما كتبه فهمي هويدي : ( إنها فكرة غير إنسانية تبتذل جسد المرأة و تهينه ..... بالمناسبة هل يقبل المدافعون عن رسم الجسد العاري أن تقف أمهاتهم أو زوجاتهم أو بناتهم هذا الموقف أمام الطلاب و غيرهم من هواة الفن ?!.. و هؤلاء المشغولون بالدفاع عن رسم الجسد العاري لم نجد لهم دورًا و لا باعًا في الدفاع عن الأمة العارية المكشوفة حضاريًا , و التي لا تكاد تجد ما يستر عوراتها في سباق التقدم ) .







التوقيع

رد مع اقتباس