عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-18, 10:46 pm   رقم المشاركة : 2
إبن الجبل
عضو مميز





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : إبن الجبل غير متواجد حالياً



خرج (عمر) من الحفرة وكان منهكاً جدا ... وكانت قواه على وشك الإنهيار ....و ضعف نظره وبشده ولكن حنان الزوجه ورؤيته لابنته الرائعة (أحلام) أنسته كل آلامه ...عندما وصل عمر الى بيته أنهكه التعب وسقط على الأرض ...قامت زوجته برش الماء على وجهه ولكن للأسف لم يفق فتحسست نبضات قلبه ولكنه بدى كأنه فارق الحياة ...حاولت سميرة أن تعطيه النفس الأخير ويا للعجب بدأ عمر بتحريك يده وفتح عيناه وقال اين أنا ؟واغتمرت (سميرة ) بالسعاده عندما رأت رفيق دربها يفوق من غيبوبته ...إنها غيبوبة المعاناة والتعب الكبير ...الغيبوبة التي يــُصاب بها الشخص بعد كفاح وجهاد عظيم وإنتظار كبير ...لقد استطاع (عمر) ان يصمد لمدة خمسة أشهر ...لكن للأسف كان يعاني من كحه بالليل أرهقته ولعلها بسبب ضعف المناعة التي أصيب بها ...بعدما تناول كوب من الحليب والبيض والخبز سألته سميره من فعل بك هذا ؟ومن وضعك بالحفرة ؟فحكى لها انه اثناء عودته تعرض لضربه في الرأس من الخلف ولم يصحو منها إلا وهو داخل الغرفة المظلمة ولم يأتي إليه إلا أحد الاشخاص وهو ملثم و الذي كان يأتي يوميا بعد الفجر ليرمي اليه بخبز وماء ولم يستطيع معرفة من كان ذاك الشخص الغامض ؟وما الهدف من وضعه داخل الحفرة المظلمه ...ولكنه كان يحس ان هذ الشخص الذي يأتي اليه عزيز الى قلبه ليس لأنه الشخص الذي يمده بالخبز والماء بل لانه كان يشعر ان هناك ثمة روابط بينهما ....ذهب (عبدالرحمن) الى منزله واخبر والده بالقصة فطلب منه الأب ألا يخبر احدا عن عثورهم عن (عمر) وبالصباح الباكر ذهب (صالح) الى أخيه عمر وعند لقاءهما ضمهٌ صالح الى صدره وطلب منه المسامحه لانه لم يستطيع العثور عليه ولكنه حمد الله انهم وجدوه حيا ...عاد (صالح) مهموما الى بيته وخاصة انه رأى أخوه (عمر) في قمة الأعياء والتعب ...أحس صالح أنه منهك جدا وطلب من زوجته ان تجهز له سرير منفصل ينام فيه بمفرده هذه الليله ...إستغربت زوجته من طلبه الغريب لكنه سرعان ما نفذت طلب زوجها ونامت مع إبنها (عبدالرحمن) بالغرفة المجاورة ...لم تكن الغرفة المجاورة مجهزة تماما للنوم وإنما كانت غرفه للأكل فقط ...ومع ذلك نامت ويا للغرابة انها صحت من نومها وزوجها يئْن وجعا واقتربت منه وقال لها احضري لي ورقه ومصباح لأكتب وصيتي فإني احس اني على وشك الموت فاحضرت له ورقة وقلم وكتب فيها خمسة اسطر فقط وقال إعطها عبدالرحمن عندما يبلغ من العمر 15 عام وقبل زواجه...ولم يأتي الفجر إلا وقد توفي صالح ..الأخ الوحيد لعمر ...كان عمر في فراشه منهك القوى واذا بزوجة صالح تأتي مسرعه الى بيته وتصيح بأن ينقذ زوجها وأن صالح لا يتحرك وهرع عمر سريعا الى بيت اخيه مع إمام الجامع وفي الجامع قابل شيخ القرية الذي اصيب بدهشة كبيرة عندما رأى عمر !!! وكان عمر حزينا جدا بموت أخيه صالح ...الأخ الوحيد له....لم يتمالك (عمر) من شدة الحزن وبكى بكاء شديدا على اخيه صالح ...وتم دفنه بمقبرة القرية ...بالرغم من مرض عمر الا انه حاول التماسك والصمود ولكن اشتد مرضه ومكث طريح الفراش لمدة شهر ثم توفى ....مرت الأيام بالرغم من انها كانت ثقيلة على كل الأسرة ...وكان عبدالرحمن بمثابة الأخ الأكبر لأحلام ...كانت أحلام بريئه جدا وتعتبر عبدالرحمن كأعز اخ وصديق ومع مرور الأيام والسنوات ومع نضج الشابين حدث ذات مره أن اتى ابن شيخ القرية لخطبة أحلام وبالصدفه كاانت ام عبدالرحمن متواجده بالبيت نفسه واخبرت (عبدالرحمن) ان ابن شيخ االقريه اتى ليخطب أحلام ...كان خبر خطوبة (أحلام ) يمر كالصاعقة عند سماعه فقرر عبدالرحمن ان يذهب الى ام أحلام ويخبرها بنفسه بأنه يرغب بالزواج من أحلام لأنه يعتبرها قطعة من روحه وإنها بالنسبة له كأغلى ذكرى قابلها في حياته وأجمل فتاه عرفها وأنها الهواء الذي يتنفس لأجله في هذه الدنيا.........فقالت له لنستمع لقرار أحلام ...كانت أحلام أنثى عاطفيه والعاطفه قد تؤثر أحيانا وبشكل سلبي على أهم القرارات التي يتخذها الإنسان , ووقفت محتارة بين قلبها الذي يميل وبشدة إلى عبدالرحمن وبين عقلها الذي يقول لها باختيار ابن شيخ القرية كونه الاغنى والاكثر حظا لكن سرعان ما توقف اختيارها على ابن عمها عبدالرحمن ووافقت عليه وفي اليوم التالي ذهب عبدالرحمن ووالدته وتمت الخطوبة وبذلك تلاشى حظ ابن شيخ القرية على زواجه بالفتاه الجميلة ...كان شيخ القرية يلاحظ ان إبنه صار عصبيا جدا وأن ابنه اصيب بما يشابه المرض النفسي بسبب رفض أحلام للزواج منه ولم يستطع الأب الوقوف مكتوف اليد بل راح يدرس خطه لإفشال أو إرباك زواج أحلام من عبدالرحمن فجعل شخصا ما يذهب لأحلام ويخبرها ان من كان خلف إخفاء والدها بالحفرة هو عمها (صالح) والد عبدالرحمن وتأثرت وتألمت أحلام من ذلك كثيرا ولم تصدق الخبر لأن العم قد توفى وايضا لا توجد مبررات لذاك الفعل الشنيع.....قبل زواج أحلام حاول عبدالرحمن قراءة وصية والده والتي ذكر فيها انه ارتكب خطأ مع اخيه حيث اغراه شيخ القرية بمال كثير على ان يوقع بعمر لكي يستولوا على منزله ويتزوج (سميره) ولكن صالح إكتفى بإخفاء (عمر) في الحفرة ولم يتسنى له بعدها ان يخرجه من الحفرة خشية ان يقتله شيخ القريه ...........
أحيانا مماشاة الخطأ بالرغم من المعرفة المُسبقة لنتائجه يُولِد كوارث وجرائم لا حصر لها....
لم يستطع (عبدالرحمن) إخبار أحلام بوصية والده خوفا من ان يفقدها وأنه إن كشف اخطاء والده سيدفن الحب القوي الذي بينهما أو انها ستعترض على الإرتباط به بالرغم من أن الذنب ليس ذنبه وإنما خطأ والده ...كان مهموما جدا ولما رأته أحلام لاحظت تغيره ونبرة كلامه المختلفه فسألته ما الخطب فلم يستطع اجابتها ...


حاول شيخ القرية للمرة الثانية إرسال ابنه (سامي) الى أحلام ليخبرها بتورط عمها (صالح) إلا ان أحلام رفضت الاستماع الى ابن الشيخ وبذلك اقفلت باب من ابواب الفتنه والشر الذي حاول عمدا الشيخ إلصاقه بعبدالرحمن ...مر عـُرس عبدالرحمن و أحلام بسلام وكانا يقضيان اجمل ايامهما إلى أن خرج عبدالرحمن ذات يوم لصلاة الفجر كما هو معتاد وبعد عودته من الجامع وقبل ان يصل الى منزله ظهر له شخص وطعنه بخنجر عدة طعنات فصاح عبدالرحمن وأسرع الكلب زاهر وعض الرجل الملثم عدة عضات وسمعت أحلام صراخ عبدالرحمن فأسرعت الى باب المنزل ولم تر إلا زوجها مضرجا بالدماء وصاحت بأعلى صوتها فأتى جيرانهم ليروا عبدالرحمن قد فارق الحياة ...لم يُعرف من القاتل فساور الشك أحلام بإبن الشيخ ولأن الشيخ كان هو المحكمة وهو السجان فلم تستطع أحلام الكلام ولكن الغريب ان كل من في الجامع شهدوا ان إبن الشيخ كان حاضرا للصلاة وأنه خرج برفقة ابيه ومرافقيه وليس بجسمه اي آثار من عضة الكلب اي انه ليس هو القاتل الذي اختفى ...كانت أحلام متؤلمه بهذا الحادث وخاصة انها فقدت امها وابيها وزوجها وشعرت بغثيان شديد ومتكرر فأتجهت للحاجه سعيدة لتعطيها العلاج المناسب ووقتها قالت لها الحاجة سعيده انها تبشرها ان هذا حمل وليس مرض وسُعـِدت أحلام بالبشارة ولكن أغلى إنسان بالنسبة لها لم يكن بجانبها في هذه اللحظات السعيده ... بعد يوم من الحادثة أتى شخص للقرية يخبرهم ان هناك شخص ما ميت في الوادي................







التوقيع

سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر
آخر تعديل رباب يوم 09-08-18 في 02:11 pm.
رد مع اقتباس