[عاشق الخير]

[align=center]
يحكى أن أحد زعماء الطوائف في الماضي تخمرت في رأسه فكره سوء ، وبالحيلة كسب أنصار سذج وعوام الناس . حيلته يأتي بالرجل وهو أشعث أغبر فيطلب منه الانضمام معه ويغريه بالجنه والنعيم ، ثم يعطيه قدح من خمر حتى إذا ذهب عقل الرجل أُخذَ ونُظف وسُرح شعره وقلمت أظافره وطُيب ولُبس أحسن الحلل والثياب ثم ينقل لمكان آخر مكان نظيف فيه من الفواكه والأشربه ما يغري وغير هذا في هذا المكان وضع جواري حسناوات وفائقات الجمال وعندما يستفيق هذا الرجل يجد النعيم مكان لم يره من قبل ونساء باهرات فينبهر ويعجب أشد العجب بما يرى حتى إذا هم بأن يأكل أو يشرب أو يقترب من الحسناوات يقلن له : لا يمكنك فعل ذلك ، أنت لا زلت في الدنيا وأنت الآن تحلم وعندما تموت أو تقتل ستلحق بنا وتتمتع بما ترى . ثم يناولنه قدح من خمر وينقل الرجل لمكان الأول حتى إذا أفاق وجد نفسه أمام هذا الزعيم ثم يتعجب من حاله كيف هو أمام الزعيم ثم يذهب في مكان آخر ثم هاهو يعود ، يسأله حينها الزعيم فيما تفكر فيحدثهم بما رأى فيهللون ويكبرون من بحضرة الزعيم ويسمعون الرجل أنهم يتمنون لو كانوا مكانه عند إذ يفرح الرجل ويعلن ولائه للزعيم ويتحمس لفعل أي شيء يعجل بذهابه لما رأى ، وهكذا كسب الزعيم أنصار سذج مخدوعين مطيعين لأوامر الزعيم حتى لو قال لأحدهم إقطع لسانك لقطعه ولا يبالي ولو قال لأحدهم إرم نفسك من الجبل لفعل المهم أن يذهب لذلك النعيم الوهمي . هذا الزعيم صنع جماعة ذات بأس وشر عظيم فهم لا يهابون الموت ومن أجل ذلك خرب قرى وأفسد أقاليم كانت عامره .[/align]