عرض مشاركة واحدة
قديم 31-01-19, 11:07 pm   رقم المشاركة : 18
إبن الجبل
عضو مميز





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : إبن الجبل غير متواجد حالياً

[justify]حضر نزار إلى عيادة الدكتوره ألماس لتسليم حصتها وحصة والدتها حسب وصية بلال وعندما وصل إلى عيادتها بدأ قلبه يرتجف وعند رؤيتها دارت في رأسه الكثير من الأفكار ..... ، فقد أبدت إبتسامه عاطفيه خفيفه مثل رائحة الورد ...بدى نزار كالطفل بسبب هذه الإبتسامه ونسى لماذا أتى وهو يحمل مبلغ ثلاثة وتسعون الف دولار ..أرباح 5% من شركة بلال ....قال في نفسه إن العذاب الحقيقي هو الإبتعاد عن هذه الإبتسامه السحريه وأنه مستعد أن يخسر كل شيء في هذه الحياه وأن يكون مشردا أو جائعاً ولكنه لا يتحمل أن يفارق تلك الإبتسامه....هل هو الحب من أول نظرة أم جنون العاطفه التي أسرت قلبه وجعلته سجين لفتاه لم يتعدى لقائهما سوى بِضع دقائق ...لم يكن يعلم أن ألماس مخطوبه ولم يستطع إخبارها أنها أسرته بإبتسامتها اللطيفه وبصوتها الجميل ...حاول بعد أيام قليله أن يعود الى عيادتها فوجد تسوس بسيط في أسنانه فذهب كزبون لعيادتها..........بدأ بالإرتعاش ...وبدى له أنها تعامله كأي زبون عادي..عندما صعد كرسي طبيبة الأسنان ..بدى له وكأنه يتسلق جبلاً شاهقاً ...جبل الحب المستحيل ...كان نزار فقيراً والفقراء لا يجيدون الحب ويتميزون ايضا بأن مشاعرهم تتبدل حسب الظروف المحيطه بهم ولكن كان نزار إستثناء من تلك القاعدة فقد كان شاباً جيدا...بقى نزار خائر القوى بسبب ألم الحب الذي داهمه دون سابق إنذار ...رأى عينيها وقال في نفسه سامحيني فالتفكير بالإبتعاد عنكِ يقتلني والتفكير بالإقتراب منكِ يقتلني أكثر ...كان عاجزاً عن الكلام وعن التعبير عن الإعجاب بها ...فالحب الحقيقي لا يمكن التعبير عنه بالكلمات بل أحياناً يتلعثم الشخص إذا اراد التعبير عن حبه حتى ولو إستمر حبه لسنوات...لم يشعر طيلة حياته أنه مرتبك لهذا الحد ....إنها الفتاة التي إنتظرها منذ سنوات ، لم يستطع تفسير هذا الإحساس فهو لا يعرف هل سيكون مخطئا ام مصيبا إذا إعترف لها يوماً ما بحبه لها ...غالبا لا يعترف الرجال بالحب الصادق مباشرة ...بل يتهربون من الإعتراف حتى وإن كان الثمن باهضاً جدا ...شعر بإضطراب أفكاره ولم يستطع أن يبوح لها بأي كلمه من مشاعره خوفاً من أن يخسرها أو أن تفهمه بشكل خاطىء ، كانت همسات قلبه كشعله من النار تلتهم أفكاره عندما اقتربت يداها من فمه.....بدى وكأنه يسبح في ماء البحر .....لا يعرف أي إتجاه يسلك....أحياناً تكون المعاناه الحقيقية لدى الشخص هو عدم الإعتراف بالحب للطرف الأخر بالوقت المناسب، لذلك بدى له أنها تراقب بصمت حركة عيناه فتظاهر أنه لم يُلاحظ شيئا وكان الدم يتدفق من شرايينه إلى وجهه وإستشعر براءة قلبها التي تشابه براءة قلبه ، لم يكن من الضروري التحدث إليها فنظراتهما تتحدث والرُسل الخفيه تنقل الكلام بصوت مرتفع والأفواه الصامته تنطق بما يريده القلب، كان لقاء النظرات قاتل بالنسبه لهما حتى أنه تسمر في مكانه .....كانت ألماس ذكية تفهم الرسائل سريعاً فهذا الشاب أتى قبل يومين وسلمها الأمانه المرسلة من شركة بلال ...وعودته مرة أخرى دليل واضح على الإعجاب بها ولكنها تجاهلته تماماً ....كأنها تراه للمره الأولى وهذا ما سبب له الإرتباك بشكل كبير ...لم يعرف كيف وقع بحبها بهذه البساطه ولكنه أدرك أنه أصبح كالطير مأسوراً في قفص الحب الذي لن يتخلى عن عشه الجميل ...وعندما أكملت عملها ..قالت له الآن وضع أسنانك ممتاز ...وكان هذا بمثابة إشارة تخبره بأن عليه الإنصراف ...بدى له وكأنه يُطرد من أجمل مكان وطأته أقدامه ...لقد عاش هنا أوهام لمدة نصف ساعه فقد شعر بعد خروجه بألم شديد وكأن قلبه أنتُزِعَ منه ، إنها المشاعر التي توصلنا إلى مستوى عالي جداً من السعاده ثم تهبط بنا إلى القاع من دون سابق إنذار ....في الدول العربيه الحب لا يتم إلا إذا وقع غرام عاطفي بين قبيلتين أحدهما تُمثل أهل الشاب والاخرى تُمثل اهل الفتاه ولا يهم إن كان الشاب أو الفتاه مهتم ومغرم بالطرف الأخر أم لا ، فالمهم هنا رأي وإعجاب رب الأسرتين ببعضما ...الشاب والفتاه يصبحان أحياناً كبشا فداء شاء من شاء وأبى من أبى وعليها التعود على بعضمها مع مرور الزمن ....وقد تمضي السنوات وأحدهما أو كليهما لا يحب الاخر وإنما عليه التظاهر بالحب لكي يحافظ على العادات و التقاليد .....ترك نزار عيادة الدكتوره ألماس وهو منفطر القلب دون أن يجد الشجاعة الكافية لإخبارها أنه غارق في التفكير بها ...يبدأ الحب الحقيقي كوخز إبره في قلب الإنسان ويستمر كذلك حتى يلتقي بمن يحب بزواج ٍ رسمي يتوج حُبهما أما إذا لم يُكتب لهما اللقاء فإنه القلب يتفطر ويتحول إلى حُطام......ما كان يؤلم نِزار أنها تظاهرت أنه مجرد زبون عادي وعاملته ببروده شديده ...فكر بأن ينساها وأن لا يكرر أي زياره لعيادتها ولكنه لاحظ أنها لا زالت تشغل تفكيره وبشده ....المشاعر ذات قيمه كبيرة عند الإنسان فإن صدقت فستدوم للأبد ولا شيء ينهيها إلا الموت ، حاول أن يتناول طعام العشاء فلم يستطع لأنه لم يتبق َ للطعام أي طعم أو ذوق، عاد في اليوم التالي إلى عمله و كل كيانه يصرخ بحبها ...ولكنه لم يستطع أن يكشف عما في قلبه لأحد ...وتظاهر أنه طبيعي ولكنه في حقيقة الأمر أدمن على رؤيتها ...حاول أن يتصرف ببروده في عمله وقطع وعداً لنفسه أن لا يكشف لها عن حبه حتى يتاكد أنها تبادله نفس الشعور ......كان نزار قد تعود على ألماس وأدمن لقائها ....

أحيانا ً يحتاج المرء للعزلة بعد أن يفشل في قصة حب حيث يشعر الإنسان بالوحده ..فهي العزاء الوحيد لألم الروح ....أحياناً نتسبب لقلوبنا بذوبان وشفقة كبيرة ونجعل الحزن يخيم على وجوهنا والإضطراب يملىء أعيننا وشفتانا ترتجفان من ذكر من نحب ...إنه الجرح الذي يَسبق موتنا الحقيقي ....قبل موت القلب نذيقه شتى قصص الحزن حتى يستعد للرحيل ونرحل معه من هذه الدنيا ....احياناً نريد ان ننشر السعادة في حولنا ولكننا بخطوات بسيطه غير مفهومه ننشر الحزن بدلاً عنه بطريقه غير مقصوده ....ننشر الحزن في ارواحنا عندما نتيقن أننا غير مرغوبين في قلوب من نحب ...أنه الحزن الصامت الذي يُغزي أرواحنا دون أن نشعر...[/justify]






التوقيع

سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر
رد مع اقتباس