عرض مشاركة واحدة
قديم 30-04-17, 02:19 pm   رقم المشاركة : 3463
أنغام
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية أنغام





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : أنغام غير متواجد حالياً

استوقفتني تغريدة
"لا تسمح لشيء أن يقتل كل شيء"

تكون ردود أفعال البشر أحياناً فادحة.
يحرمون أنفسهم من كل شيء لأن شيئاً واحداً فقط قد خذلهم
لا تنفض يدك من الأمر برمته لمجرد أن أحد تفاصيله لا يعجبك

فهذا من نقص الحكمة ومن سوء تقدير المواقف ..

إن وجدت في نفسك شيئاً من ذلك فراقبها وامنعها من أن تمارس هذا الظلم عليك، وفي هذا السياق ثمة قاعدة تقول :
"ما لا يُدرَك كُلّه لا يُترَك جُلّه"

سألت صديقي يوما:
لو عاد بك الزمن إلى الوراء أي خطأ كنت ستمنع نفسك من ارتكابه؟

فأجاب بلا تردد:
ترك الجامعة !

ففي عامي الدراسي الثاني أساء لي الأستاذ الجامعي بكلمة جعلتني أتشاجر معه وأقرر بعدها بتهور أنني قد اكتفيت من الدراسة وسأتجه للعمل
..
أعلم اليوم أن ذلك كان أغبى قراراتي على الإطلاق، وددت لو أن أحداً أقنعني بالعدول عنه.

حقاً .. لا تسمح لشيء أن يقتل كل شيء..

من خانك لم تقتل خيانته فرص الحب الأخرى التي ربما يكون أحدها أمام عينيك

الصديق الذي خذلك لم يلغ الصداقة التي مازال الكثيرون يستمتعون بدفئها

الموظف الذي آذاك لا يبرر أن تترك وظيفتك الحالية بكل مميزاتها

الأمر ذاته ينطبق على العلاقات الإنسانية ..

فمن كره مِن زوجته خُلقاً , رضي منها آخر

لكن الكثيرين سمحوا لعيب واحد في الشخص أن ينسف كل مميزاته

لا أنكر أن بعض العيوب لا تطاق،

لكن ثمة مميزات تجعلنا نتنازل عن تمسكنا بصفات أخرى..

وفي هذا السياق يقول الإمام الشافعي:
تَسَتّر بالسخاء فكل عيبٍ يغطّيه
كما قيل يخفيه السخاء

العيش في جلباب الأمس ليس السبيل الأمثل لنمضي في هذه الحياة

علمني الوجع أن الكمال في الجنة وأن علينا أن نتأقلم مع نقص الدنيا ،

هذه دعوة لمداواة الجروح قدر الإمكان كي لا تزحف آثارها إلى أبعاد حياتنا الأخرى،

فالحياة أكبر من أن نختزلها في حدث واحد،

كالبحر الذي مهما طفت على سطحه بعض الوريقات يظل عميقاً في أحشائه الدُّر كامنٌ،

إنك حين تعطي الموقف أكبر من حجمه تتضاءل قيمتك كإنسان في مواجهته .. وهذا من الضعف

كلام يستحق القراءة ..
قال حكيم :

من أكبر أخطائي أني كنت أمر على لحظات الفرح مرورًا عابرًا ، وأعيش الحزن بكل مشاعري ..
..







رد مع اقتباس