عرض مشاركة واحدة
قديم 23-04-07, 09:58 am   رقم المشاركة : 12
صاحي و رايق
موقوف من قبل الأدارة






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : صاحي و رايق غير متواجد حالياً

لاأناام...
إن تبحثي بين سطور الورقِ
عما أردتُ قوله تحترقيلا تقرأي إلا الجلي واتركي
عنكِ الخفي واسلمي من أرقِإن الحروف كالبحار من يخض
غمارها مهددٌ بالغرقِ

سارحة في جلستها تلك، ويدها أسفل ذقنها، عيناها الشاردتان ترفّان وتمسان الهواء البارد المنبعث من جهاز التكييف...
كان يسرّح شعره استعداداً للخروج وهو يخاطبها من خلال المرآة، ناداها بعد ذلك عدة مرات علها تنتبه إليه...
رفعت رأسها ناحيته وهي ترفع حاجبيها بتساؤل:
- شيماء!!
- ماذا؟!
- ألن تذهبي معنا؟
- بلى، سآتي.
- هيا إذن ارتدي عباءتك، سيدمدم أبي إن تأخرنا.
نهضت وهي تسحب خمارها من الشماعة ببطء، اقتربت من زوجها وهي تدعك شيئاً علق بذيل الخمار.
- ناصر، لم لا تستشر أخاك في أمرنا؟! لقد درس الطب في السويد وبالتأكيد طرق العلاج هناك متطورة أكثر من هنا.
تطلع إليها بتعجب ثم سرعان ما قال عابساً:
- "وليد" لم يصبح طبيباً بعد حتى أستشيره.
- لم يتبق عليه إلا سنة واحدة ويتخرج.
عاد ليبعثر شعره من جديد في اتجاه آخر دون أن يعلق.
- ناصر!!- ........- ماذا قلت؟!- أقول ماذا؟!
وتطلعت إليه بنفاذ صبر وقد تركت ما بيدها:- أنت لا تأخذ الأمر بجدية أبداً.
حدجها بنظرة نافذة، لكنها لم تلن وبقيت على وقفتها الجامدة تلك..
رد بصوتٍ :
- ماذا تريدين بالضبط؟! أن أخاطب ذلك الغر وأستشره في...
قاطعته بسرعة:- هو ليس غراً وإن كان على مظهره، فأنت تعرف أن معظم من يسافر للخارج يتغير..
- أنا لا أثق فيه أصلاً، حتى الدراسة أشك بأنه قد درس طب..
- وماذا كان يفعل إذن؟!
- لا أدري، لكنني لم أحب أن أقلق والدي بشكوكي هذه.
- أنت تتوهم، لقد آراني أنا وندى شهاداته للعام الماضي وكانت بتقدير "امتياز".
صمت برهة ثم تنهد مستغفراً:
- حتى وإن كان كذلك فسنستشر طبيباً حقيقياً وليس متدرباً.
- وماذا فعل الأطباء الحقيقيون؟! ليس لديهم إلا كلمة: اصبروا..اصبروا.. رددت بسخرية مريرة.
- وهذا بالفعل ما ينبغي علينا فعله، فليس بنا عيباً والحمد لله.
- وماذا ستخسر إذا سألته؟! أم أنت تغار منه لأنه أصغر منك ولديه شهادة جامعية!!تعابير الوجه تجمد، و تتلاشى تلك الخطوط الدقيقة المحفورة في حناياه...
الألم يرتسم في المقلتين، ينعكس في العدستين الزجاجتين الصغيرتين...خرج من الغرفة بهدوء، أما هي فتهاوت على الكرسي بتثاقل....غطت وجهها لكأنها خجلت من فداحة ما قالته...
باتت تلقي الكثير من الكلام في الآونة الأخيرة..
دون حساب، دون حذر...
ليست من الدرر، ليست كذلك أبداً...كلنا نشرب من هذه الكأس ولكن حذارِ، حذارِ من الانغماس حتى الثمالة!!!!
أتاها صوت "ندى" من أسفل ينادي عليها، يستعجلها للذهاب ويفيقها من خواطرها التعسة.....
ارتدت حجابها وهي تشعر بالضيق، ووصلت إلى حيثُ كانوا مجتمعين...
انقسمت العائلة إلى سيارتين، الأب ووليد وندى في سيارة و ناصر وشيماء وهدوءهما العاصف في سيارة أخرى...

خرجت من غرفتها بتعثر وهي تتطلع لنفسها كل حين...
لقد اتصل خالها وقال أنهم سيأتون هذا المساء...
ارتدت بنطالاً من الجينز الأخضر الباهت، وقميصاً زيتوني اللون تنتهي أطرافه بقصات غريبة ذات طابع غجري...
مشت إلى الصالة دون هدى وهي منكسةٌ رأسها بقلق...كان واقفاً أمام النافذة يطالع المارة والسيارات، وما أن سمع وقع أقدامها الخافتة حتى التفت إليها...
رفعت رأسها هي الأخرى ببطء فالتقت بعيناه....
وتضرج وجهها احمراراً مما رأته!!كان يرتدي بدلةً بمثل لون قميصها وقد بدت عيناه منسجمة تماماً مع ما يرتديه..
كلاهما خضراوان!!!حاولت أن تشيح وجهها وتطالع أي شئ، أي شئ، لكن تلك النظرة المرتسمة في عينيه عادت لتأسرها وتجبرها على النظر إليه من جديد!!وتحرك هو من مكانه أما هي فبقيت متجمدة، واقفة بلا حراك، قدماها لا تتزحزحان عن البلاط!!أصبح في مواجهتها مباشرة، عيناه تطوفان بحرية في قسمات وجهها المرتبكة في خجل غريب..
الزمن يتوقف هو الآخر، يتوه، أو ربما يحاول أن يختلس لحظات، لحظات فقط ويحتفظ بها في علبته!!!ضاعت هي الأخرى...
عاجزة، حائرة من عينيه المتشابكتين في غموض، إعجاب، شوقٌ دفين....
أسبلت عينيها بضعف ومشاعر غريبة تمزقها، تُحيلها لأشلاء، ويظل بقاياها فتاتاً تذروه الريح والهمسات!!!
لا تريد أن تغرق في هذا المحيط البلوري، هي منارة هكذا هي، والمنارة إما أن تغرق أو تبقى صامدة حتى النهاية!!
أتاها صوته أجشاً هامساً:
- سيفدون الآن!!
- .............
- سيفدون الآن؟! كرر عبارته من جديد.رفعت وجهها باضطراب وهي تحاول أن تتحاشى عينيه:
- وإذن؟! سألت بهمس.
- وليد و ناصر سيحضران أيضاً، أتريدين أن تخرجي أمامهم هكذا؟!ها هي تطفو، تضيع بلا منارة بلا قشة!!والصخب يعلو هنا، هنا بين الضلوع حيثُ يتوسد القلب بلا حول، بلا قوة!!!استدارت لتعود إلى غرفتها وترتدي وشاحاً....
الطريق إلى هناك بدا طويلاً، متعباً، مؤلماً رغم قصر المسافة..
جلست على كرسيها بوهن وهي تحاول أن تتجنب تلك الغصة بصدرها، بحلقها..
الصراع النفسي منهك، مميت حتى النخاع...
سمعت أصوات التهاني والترحيب تتزاحم جملةً مع بعضها البعض و تقترب...
ارتدت وشاحها وهي تمسح عينيها بعجل...وما أن فتحت الباب حتى أطلت "ندى" بوجهها الضاحك، عانقتها على الفور دون أن تترك لها المجال لتتنفس.- لقد اشتقتُ لكِ كثيراً، الغرفة مظلمة بدونك..عادت الابتسامة الضائعة لترتسم على شفتيها :
- وأنا أيضاً... كثيراً..
- اتركيها يا "ندى" أريد أن أسلم عليها أنا الأخرى. صاحت "شيماء".
- انتظري، أريد أن أسألها عن سبب جمالها المفاجئ مرةً واحدة، أعترفي أي نوعٍ من الكريمات تستخدمين، شانيل أم ديور؟!
ضحكت "غدير" وقد تورد خداها:
- لم أستخدم شيئاً صدقيني.
- إنها عروس، والعروس تكون مشرقة دوماً هكذا، ولكن ما أدراكِ أنتِ؟!
تطلعت لها "ندى" بحنق أما "غدير" فاكتفت بالإبتسام ببهتان، ردت عليها بعصبية:
- غداً عندما أتزوج إن شاء الله لا أريدك أن تزوريني في الصباح، أسمعتي؟!
- ومن هذا تعيس الحظ الذي سيجني على حياته بيديه ويأخذك؟!
- ربما المدير. ردت "غدير" بسرعة.زمت "ندى" شفتيها بغضب وهما تضحكان عليها بصوتٍ مرتفع، مدت يدها وقرصت "شيماء" في ذراعها فصرخت الأخيرة متوجعة أما "غدير" ففرت من أمامها إلى الداخل وهي تصيح بتهديد وتضحك في آنٍ واحد:- قفي مكانك، سأنادي خالي، كنتُ أمزح، نددددددددى..
وأخذت تجريان في الغرفة وهما تقذفان بعضهما بالوسائد.
وبينما كانت تحاول الوصول للباب اصطدمت بشئ!!
كان هو...
- أجل، أمسكها يا "عمر" سأقتصُ منها.وبحركة دفاعية أحاطها بذراعيه وهو يرد على "ندى" بتهديد:
- كلا، هذه زوجتي إن اقتربتِ منها كسرتُ يدك.
- هكذا إذن؟!وعبست في وجهيهما وهي تندب حظها العاثر:- كلهم لديهم من يدافع عنهم إلا أنا.. نظرت إليه مشدوهة وقد مستها كلماته في الصميم، انتبه لها وهي تتأمله فعاد البريق البارد ليطوح نظراه وصوته من جديد:- أبي يريد أن يسلم عليكِ.
هزت رأسها بالإيجاب دون أن تنطق، أبعد ذراعه عنها فأحست بالبرد والضياع!!!أخذت تختلس النظرات إليه من جديد وهو بجانبها بقامته الطويلة...إنها لا تفهمه، لا تفهمه أحياناً!!!وقطع عليها خالها تفكيرها وهو يصافحها ثم يقبل جبينها ويجلسها بجانبه...بارك لها "ناصر" و "وليد" وأعطياها هدية فأخذتهما شاكرة.
كانت تستمع إليهم وتبتسم بخفوت، كثيراً ما تتلاقى بعينيه فتضطرب وتعود لتعبث بما في يديها.
وحانت لحظة الإنصراف فقال "عمر":
- أبقى يا أبي وتعشى معنا.
تطلع إليه بعتاب وهو يسأله:
- جعلتها تطبخ منذُ اليوم الأول؟!
ابتسم في وجه والده:
- العشاء لا، سنطلب لنا جميعاً من أحد المطاعم.
- بالهناء والشفاء يا ابني، لكننا تأخرنا والبيت خالٍ دون رقيب.تسمع حديثه وهو يتحدث وكأن شيئاً لم يكن، كزوجٍ سعيد هو!!!غاب الرجال بالأسفل ولم يتبق إلا هي و"ندى" و"شيماء".اعتراها الخوف فجأة من ذهابهم، أخذت تتطلع لصاحبتيها بتوتر وهما يمازحنها وتتشاجران دون أن تفقه ما تقولانه..
وحين تحركتا للإنصراف، وقفت هي الأخرى:
- أين ستذهبان، لازال الوقت مبكراً.
- الساعة التاسعة وأنا أنام مبكراً تعرفيني. ردت "شيماء".
تطلعت "غدير" إلى "ندى" بتوسل خفي:
- أبقي معي هذا المساء.
- لا بأس، ليس لدي مانع، سأستأذن من والدي أولاً.
لكن "شيماء" سحبتها معها والأخيرة تصيح:
- مع السلامة سنذهب الآن، لا عليكِ من هذه المجنونة.و بدأ قلبها يدق بطريقة غريبة، بقوة، بجنون، تطلعت إلى حيث انصرفوا، إلى حيثُ خرجوا كلهم، كلهم دون استثناء!!!أرادت أن تعود لغرفتها، لكن جسدها خانها مرةً أخرى، لم حين نأمره أحياناً يرفض الانصياع، تُرى ماذا يحدث للجهاز العصبي حينها، أيصاب بالركود أم ماذا؟!!نظرت إلى القدمين اللتين انتصبتا أمامها، رمشت عينيها عدة مرات ثم صدت للأمام...عيناه تتقدان شرراً و وجهه مظلم كسمرة الليل حين هجوعه...فتحت شفتيها لتقول شيئاً لكنها أمسكت، بدت مبلدة الحس تلك اللحظة...كيف يتغير الإنسان بين عشيةٍ وضحاها!!ماذا حدث يا ترى؟!
وقطع السكون بصوتٍ قاسٍ مليء بالترهيب:
- ماذا قلتِ لشيماء؟!ازدردت ريقها وهي تحاول أن تُخرج صوتها الذي احتبس في حنجرتها، ردت بإرتجاف:
- لم أقل لها شيئاً.
أمسكها من يدها بعنف وهو يصيح في وجهها:
- لاتكذبي..
- والله العظيم لم أقل شيئاً. ردت بتباكِ.
- تخالينها حمقاء مثلك!!
- لم أقل شيئاً..لم أقل شيئاً. وأخذت تجهش بالبكاء دون أن تعي ما يقصد...كانت خائفة من نفسها أو ربما منه!!
أفلتها وهو يحدجها بإزدراء :
- لا تملكين إلا البكاء، أهذا ما تجيدينه؟!
وضعت باطن كفها على فمها كي تأد دمعتها وهي تسير إلى الخلف.- أين تذهبين؟!
- أنا..أنا.....و اختفى صوتها المبحوح.هز رأسه نافياً وهو يعقد حاجبيه:
- أنا من أقول متى تنامين ومتى تنهضين!! اجلسي.
وتطلعت إليه برجاء من بين غلالة دموعها الصامتة لكنهُ صمّ أذنيه عن نداءها اليائس...جلست على الأريكة وهي مطرقة، وبقي هو واقفاً ووجهه محول للجانب الآخر...ومرّ زمنٌ طويل وهما على هذه الحالة، وأخيراً نطق وبدا صوته لها بعيداً، غريباً، قادماً من كوكبٍ آخر!!!
- لا بد أن نتكلم في موضوعك، تعرفين، ذاك الذي تحبينه!!
رفعت رأسها بسرعة وكأن أفعى لدغتها لكنها سرعان ما أشاحت وجهها ونكست للأرض.أردف وقد تغيرت نبرة صوته:
- لم تخبريني من هو، وأعتقد من حقي أن أعرف، ألا ترين ذلك؟!وجهه ينضح بالعذاب، بالألم،بليلٍ سرمدي...
تساقطت دموعها بلا توقف وهي تكابد لوعة اجتاحتها تلك اللحظة..- أنا لا أريد أن أرى دموعاً، أنا أريد أن أسمع فتكلمي...الطعنات تتوالى والألم أكبر من أن يحتمل، لكنها من بدأت أليس كذلك وعليها أن تكمل...الحروف كلما حاولت تجميعها، تنفلت، تتشتت، تنسل من ذاك الخيط الدقيق الذي يربطها معاً...تحاملت على نفسها وهي تقول بجهد، بتقطع:
- هو..هو..
وصمتت وعيناها تسألانه قبل أن تلقي الرصاصة:
"لم تعذب نفسك وتعذبني"..
لكن عيناه كانت متوقفتان على شفتيها تنتظران منها الإفصاح، فليجرف السيل كل شئ، لا يهم، بعد ذلك لا يهم!!- هو ابن..جارنا.عاد الصمت ليخيم من جديد، وإن كان صمتاً مشحوناً برعود، ببروق، بأشواك...
- ولم لم يتقدم لكِ ليخطبك؟!
آه، لازال مصراً، لازالت السكين لا تتوقف عن القطع...- لازال طالباً في الجامعة و..وظروفه لا تسمح له بالزواج حالياً.. ردت بشرود، دون حياة.
- آها، هكذا إذن؟!وتغير صوته فجأة وبدت عيناه قاسيتين، سوداوتان!!!
- وماذا فعل بعد أن علم بأنكِ تزوجتِ الآن، وأن العصفورة قد طارت...
أفاقت من شرودها و أجفلت من مرآه، من صوته، وصمتت ترمقه بإرتياع..
صرخ بغضب:- أجيبي..
غطت وجهها بيديها لكنه تقدم منها وأبعد تلك اليدين النحيلتين...ثم أخذ يهزها كي تجيب، صاحت في النهاية بيأس:
- لا أدري..لا أدري.قال بإجرام:
- عدتِ للكذب مرةً أخرى، لو تعلمين كم أكره الكذب والكذابين!! لا بد أنه كان بينكِ وبينه اتصال أليس كذلك؟! أو ربما كنتما تتقابلان ونحنُ لا نعلم؟!!!
- كلا، كلا، كلا...وأخذت تجهش بالبكاء بمرارة وهي تصيح بلا دون توقف..
لكنه لم يرأف بحالها أو بحاله!!!
السكين لابد أن تقطع مرةً واحدة وبنفاذ أليس كذلك؟!
الموت البطئ ليس جيداً على الإطلاق، ليس مريحاً أبداً...- إذن كيف تعارفتما وتكونت قصة حبكم الجميلة؟!أخبريني ربما غفلتُ عن بعض طرقكم الجديدة!!
وضعت يديها على أذنيها وهي تصرُّ على شفتيها بألم...- لا تختبري صبري يا "غدير" وإلا قسماً قتلتك لا محالة.دفنت رأسها في الأريكة وهي تصيح بصوتٍ مبحوح:
- طلقني وارتح مني..وكأنها ذرت الملح على الجرح النازف، ذاك الذي لازال طرياً، غضاً، لازال يسيلُ عبيطاً بقوة زخات المطر وبتموجات السم!!
امتدت يده لتطبق على عنقها بعنف ويديرها إليه، قرب وجهها المرتعش من وجهه حتى انسابت دموعها المالحة على يده....ردّ بصوتٍ غائب عن الوجود، خالٍ من أي شئ إلا الفناء!!
- تريدين أن أطلقك كي تتزوجينه بعد ذلك..
- ................
- لكن هذا أبعد لكِ من طيل السحاب والموت أقربُ لكِ مما تريدين، طلاق ولن أطلقك وسأفعل ما أريده وسأتزوج عليكِ بدل الواحدة ثلاث.- كلاااااااااااا.وأخذت تصيح بجنون وهي تضربه بقبضتها المنفلتة:
- طلقني، طلقني، أنا لا أحبك لا أريدك.تطلع إليها بإزدراء وهو يقول بسخرية قاسية:
- يا عزيزتي الحب بات شيئاً لا أؤمن به، غير موجود على الإطلاق في قاموسي.
أوقفت حركتها وهي تمسح وجهها بذراعها أو ربما لتخفي عينيها كي ترد بشكيمة!!
رفعت صوتها بتصميم وهي تقاوم تلك الأنفاس التي لا تلبث أن تجثو على صدرها، أن تضيق عليها الخناق...- الحب موجود، حقيقي لأنني..لأنني أحبه هو، أسمعت؟!وما أن رأت يده ترتفع لتهوي حتى دفنت رأسها بسرعة في صدره لتحتمي به منه!!!!!تشبثت به بقوة بأصابعها المرتجفة وهي تتوسل إليه بكلمات غير واضحة...
سكن هو الآخر وإن بقيت يده معلقة في الهواء...
عيناه تجوبان هذا الرأس المندس، المرتعد خوفاً من يده الثقيلة....
الشجن ينطلق من تلك التي تكاد تغفو من شدة التعب، من كثرة التعب...أرخى ذراعه، وأمسكها من كتفيها ليزيحها عن صدرها لكن سرعان ما استيقظت حواسها و انقضت عليه من جديد لتحتمي به منه من جديد!!!- أنتِ ماذا تريدين؟! أن تذبحيني.. صاح بألم، بعذاب، بصوتٍ خافت وهو يهمس في أذنيها.وأخيراً أبعدها عنه بضعف...
العذابات تتوالى...
و مصاعب تستعمر القلب كفوهة بركان ..
صراعات قلب و عقل..
فمن المنتصر ؟!
انتظروني...لاأناام...
هل أنتِ يا حبيبتي حبيبتي؟
أم أنتِ يا حبيبتي مصيبتي؟!أريدُ أن أقول فيكِ غزلاً
وأن يضوعَ فيك طيبُ طيبتيلكن هواك غربةٌ فكيف لي
أن أصنع الأفراح من تغريبتي؟!!







رد مع اقتباس