عرض مشاركة واحدة
قديم 09-12-03, 05:46 pm   رقم المشاركة : 21
التاج
(كاتب في شؤون مدينة بريدة)






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : التاج غير متواجد حالياً

[c]بوح آخر[/c]

[c]رائعة من روائع الشاعر [/c]

[c]سليمان المانع[/c]

[c]قصيدة بعنوان : [/c]

[c]ســر أغـنـيـاتـي [/c]

[poet font="MS Sans Serif,3,firebrick,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="solid,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
لا تندهش لا بحت لك ذكرياتي =
شفتك حبيب وما غدر ببدوي شوف
ما أحدٍ عرف قبلك حقيقة حياتي =
مكشوف شيء وشيء ما هوب مكشوف
كم هاجسٍ يولد ترده شفاتي =
ويموت ما هو لأقرب الناس معروف
لكن معك فجّرت خافي سكاتي =
ملهوف اسولف وأنت للسمع ملهوف
يا غاليٍ جمّل وجودك حياتي =
وبالحب صرت لدمعتي صدر وكفوف
خذ دفتري خذ بوح ذاتي لذاتي =
وأبصر.. بدمع .. بدم.. تاريخ وحروف
وهناك تفهم ليه أخالف وصاتي =
لا قلت دوس بمبدأك حاجز الخوف
خلك جبل في وجه الأيام عاتي =
واحذر تكون إنسان والعالم سيوف
وهناك ..بس هناك .. سر أغنياتي =
حزني.. ضياعي.. حيرتي سيرة ظروف
وهناك .. تتفهّم حنين التفاتي =
وتحس في معنى الوجع يوم وتروق




[/poet]


يظل البدوي واثقاً من تفرّسه ، ولا يكاد الرجل البدوي يتخلّص من هذه الصفة ، ويخيّل لي أنه بمجرد تخليه ستصبح الصحراء غريبةً وموحشةً في نظره !!

في حكم البدوي قرار قد لا يبلغ حقيقة كنهه ، ولكنه متأكد من حدسه وظنه فيمن يراه !!

هذا الشعور القوي يدفع البدوي للثقة والبوح في أدق تفاصيل الذكريات وأيامها !!

وطلب إبعاد الاندهاش يقابله حبيب في نظر العاشق حتى عدّه قريباً ومكاناً آمناً للبوح !!

في غموض البدوي أو بالأخص حياته العاطفية دليل أكيد على تأثير الأم الصحراء على ابنها ، فكل ذرة من ذرات رمالها توحي بقصةٍ سعيدةٍ أو حزينة !!

وحياة البدوي مغلقة تحتاج إلى كاشف ينير فيها عتمة شدة العطش وتأوهات السحاب !!

وفي اعتراف البدوي لانكشاف أمراً ما دليل على عدم قدرته على مواصلة لعب دور العاشق الوحيد !!

ورغم ما تبّدى للحبيب من أمور إلا أن العاشق البدوي يرفض الاستسلام ، لأنه يظن هزيمته في معرفة تعرجات رياح أنفاس الصيف ولهيبه !!

ظل البدوي كتوماً لا يأبه لنداءات اللسان والشفاه ، فهو القادر على وأد أي كلمةٍ يظهر من خلالها ضعفه أو معالمه !!

تلك الهواجس المتطفلة على جدار العطاء الصافي تموت قبل أن تصل إلى مراحل تكوبنها الأخيرة !!

وليس لأقرب الناس في نظر البدوي قرباً يجعله قادراً على سماع أي هواجس أو أناتٍ داخلية تختلج باطن النفس !!

ذلك الكتمان لم يشأ له الحب دواماً ، فانفجر السكوت الذي يخفي وراءه مشاعر بدويةٍ أصيلة !!

حتى أصبح ذلك التحفز للبوح لهفةً واشتياقاً !!

وازداد قرب الحبيب قرباً بعد أن كان لا يستطيع الاقتراب أكثر من خطوات محسوبة !!

وأصحب الغالي الذي تتفتح به أزهار حياة الصحراء وأفيائها !!

وفي اللجوء النفسي تحبس الدموع الحب البدوي لينزف ويتحدّى نجوم الصحراء اللامعة !!

وها هو البدوي العاشق يقدّم دفتر حياته المليئة بتعارك الرمال مع غيرها في الصحراء !!

يسلّمه دفتر الذات التي لم يطلّع عليها أحد ، لأنه بدوي يثق فيمن يرى ها هو يفعل ذلك !!

أيها الحبيب انظر ما سالت به عيني وما نزف به قلبي كل ذلك تاريخ خطته حروف معاناتي مع حرقة الصحراء !!

في ذلك البوح ستجد حقيقة انكشاف أمري وعدم ثباتي في مواصلة حياتي بالطريقة التي طالما أحببتها !!

هذا الخوف الذي يسيطر على حياتي جعلني أبحث عن وصي يحمل وصايتي ليزرع بها أشجاراً خضراء في كثبان الرمال !!

اخرج إلى نوري ودس بقدم المبدأ الذي تسير عليه ما تبقى من حاجز الخوف المرعب !!

دعك من تطفلات الأيام وكن معها جبلاً شامخاً لا يهزه خوف المقابلة والتعامل !!

في هذا العالم الحالي اجعل لك درعاً منيعاً تتسربل به كلما أحسست بطعنةٍ من سيف ٍ أو حانقٍ على الحياة !!

في ذلك البوح وذلك العالم المليء بالأغنيات الجميلة ستجدني أعزف أجمل أغنياتي بلحنٍ حزينٍ يشبه ألحان الجنائز المتشبعة من الخوف !!

هناك كل ما عانيت منه من حزنٍ وضياعٍ وحيرةٍ كلها أبعدتني عن جمال هذه الحياة !!

وهي وصاية لك مني فاحذر منها وعش حياة التواصل المبني على الحب والنقاء !!

كل ما تراه مني مجرد التفاتٍ أردت فيه توبيخ عواطفي جراء ما أحدثته لي في ظل توخي الحذر وحب الغموض !!

كل ذلك الوجع لم يكن ليبرز على خارطة حياتي ولكنها الأيام !!

هذه أغنياتي وذكرياتي إن كنت عازماً على دخول حياتي !!

فهل عندك استعداد لذلك ؟!!

أم تجعلها تجربةً وصيةً تعلّمت منها بعض أسرار أغنيات الحياة الجميلة ؟!!



تحياتي للجميع


التاج في 15/10/1424هـ







التوقيع

الناجح هو شخص يكسب أصدقاء مزيفين ، وأعداء حقيقيين