عرض مشاركة واحدة
قديم 12-06-18, 07:13 am   رقم المشاركة : 1745
الفتى العصري
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية الفتى العصري






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الفتى العصري غير متواجد حالياً

أن عبد الله بن عباس, أخبره أن أبا سفيان بن حرب, أخبره أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش, وكانوا تجارا بالشام في المدة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مادَّ فيها أبا سفيان وكفار قريش, فأتوه وهم بإيلياء, فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم, ثم عداهم ودعى بترجمانه..

فقال: أيكم أقرب نسبا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي ؟
فقال أبو سفيان: فقلت أنا أقربهم نسبا,
فقال: أدنوه مني وقرِّبوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره,
ثم قال لترجمانه: قل لهم: إني سائل هذا الرجل, فإن كذبني فكذبّوه,
فوالله لولا الحياء من أن يأثروا عليَّ كذبا لكذبت عنه,
ثم كان أول ما سألني عنه أن قال: كيف نسبه فيكم ؟,
قلت: هو فينا ذو نسب,
قال: فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله ؟
قلت: لا,
قال: فهل كان من آبائه من ملك؟
قلت: لا,
قال: فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم ؟
قلت: ضعفاؤهم,
قال: أيزيدون أم ينقصون؟
قلت: بل يزيدون,
قال: فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه ؟
قلت: لا,
قال: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ؟
قلت:لا,
قال: فهل يغدر؟
قلت: لا, ونحن منه في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها, قال: ولم تمكني كلمة أدخل فيها شيئا غير هذه الكلمة,
قال: فهل قاتلتموه؟
قلت: نعم,
قال: فكيف كان قتالكم إياه ؟
قلت: الحرب بيننا وبينه سجال, ينال منا وننال منه,
قال: ماذا يأمركم ؟
قلت: يقول: اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا, واتركوا ما يقول آباؤكم, ويأمرنا بالصلاة والزكاة والصدق والعفاف والصلة,

فقال للترجمان: قل له: سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب, فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها, وسألتك هل قال أحد هذا القول؟ فذكرت أن لا, فقلت: لو كان أحد قال هذا القول قبله لقلت: رجل يأتسي بقول قيل قبله, وسألتك هل كان من آبائه من ملك؟ فذكرت أن لا, قلت: فلو كان من آبائه من ملك قلت رجل يطلب ملك أبيه, وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فذكرت أن لا فقد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله, وسألتك أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم؟ فذكرت أن ضعفاؤهم اتبعوه, وهم أتباع الرسل, وسألتك أيزيدون أم ينقصون؟ فذكرت أنهم يزيدون, وكذلك أمر الإيمان حتى يتم وسألتك أيرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟ فذكرت أن لا, وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب, وسألتك هل يغدر؟ فذكرت أن لا, وكذلك الأنبياء لا تغدر, وسألتك بما يأمر؟ فذكرت أنه يأمرك أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا, وينهاكم عن عبادة الأوثان, ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف, فإن كان ما تقول حقا فسيملك موضع قدمي هاتين, وقد كنت أعلم أنه خارج لم أكن أظن أنه منكم, فلو أني أعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه, ولو كنت عنده لغسلت عن قدمه
.







التوقيع

قال تعالى : ( إقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ).

رد مع اقتباس