عرض مشاركة واحدة
قديم 20-08-17, 01:35 am   رقم المشاركة : 15
جزيرة
من أعمدة المنتدى
 
الصورة الرمزية جزيرة





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : جزيرة غير متواجد حالياً








كٓبُرٓ الحٓنينُ بِبُعدِهِمْ
‏مٓنْ قالٓ إنّٓ البُعْدَ يُنسي ؟!






عروس الدانة
(15)
....





يسير أمامها بخطواته السريعة، و هي تحاول اللحاق به، و مسايرته.. لكن لا جدوى
تنظر يمنة و يسرة تشتت فكرها عما ينتظرها..
..
يقف عبدالسلام أمام باب كتب على لافتته
"دكتورة أمل"
أخصائي نفسي
يطرق الباب ..فتفتح الباب الممرضة .
يمسك بيد أخته , حماية من واقع مجهول ، و ثقة لسند قوي ..وقوة لروح خائفة ..
يدخلا ..
تستقبلهما طبيبة محجبة تلبس كمامة ..
رحبت بهما وتهمس للمرضة .. لتخرج على أثر همسها ..
اجلستهما ..
و نظراتها تميل لشيهانة ..
وبكل عملية تقول :
( أنا الدكتورة أمل أخصائي نفسي، أعمل هنا منذ تسعة أشهر ، وقبلها في مصحة في المنطقة الشرقية لي خبرة ثمان سنوات في هذا المجال ..
عّم الصمت بعد هذه المقدمة
..
التفت إلى اخته و قال :
(أعندك سؤال..؟)
همست ..
سؤال .. بل أسئلة تدور بأفلاك مختلفة و مجرات يصعب حصرها من علامات الاستفهام
رؤية ضبابية معتمة ..
انتبهت لنداء عبدالسلام :
( شيهانة ..؟)
أفاقت على أنها مركزة بنظرها على وجه الطبيبة ..لا هي ضرتها
اخفضت رأسها و عقدت يديها ، ثم اطلقتها ،
عدلت من وضع نقابها
..
أمل ..تراقب حركاتها و تقرأ بوضوح شعورها
ارادت أن تبث لها الطمأنينة و السكينة ..و تتعامل بمهنية
لكن ..
هناك حمد ..
الذي ملك تفكيرها
و بشعور الزوجة الأولى و الاحق بالزوج و لما قدمت وبذلت لخروجه مما كان فيه
قالت مندفعة :
( عندما تزوجت حمد .. كان كالطفل ضعفا و اليتيم. روحا ..
عالجت جسده و رممت روحه ، سهرت معه الليالي، صبرت على صخبه و وهيجانه
بنيت فيه ابجاديات الحياة من جديد ، وعزفت له ألوان التفاؤل و بذرت له الأمل
أمسكت بيده ، و سرت به خطوة خطوة أمهد له كل عسير ووعر
تحملت أشواكه .. حتى اعتدتها و أحببتها..
حمد ..
أمواج عاتية .. فاحتواه بحري فهذبته و نقيته..
قاطعتها شيهانة :
( و تزوجته.؟)
(نعم) إجابتها و اكملت :
(لأني أحببته كطفل ،ثم كزوج ..
في المصلحة لا يهدأ إلا إذا رآني ، و لا يأكل إلا من يدي ، ولا ينام إلا اذا سمع صوتي ..
أنتِ ... لا تعرفِ طبيعة عملي .. افهم الشخص بصوته و نظرته و هيئته و حركة يده وغيرها
صدقيني الظروف ساقتني إليه ..
لم يكن طبيب في وقت مرضه .. فاستعان بي رئيس القسم ..
فكان ما كان ..
لن أكلمك عن علاقتي بحمد بعد شفائه فهذا أمر خاص بي ..
لكن هناك حقيقة أودّ أن تعرفيها ..
مع أي ضغط نفسي كان او جسدي ..يتعرض له ..سيفقد السيطرة
فينهار أو يقتل أو يضرب ..
أهمل دواؤه بعد زواجه منك ..
ولم يستطع المقاومة لان يعود للعيش من جديد
وهو إلى الان وكما تعلمين نصف رجل ..مالم يتحسن حاله...!! )
(سااافلة.. حقيرة )
هذا ما همس به عبدالسلام و نظراته لأخته مستفهمة ..؟؟؟
سألها :
( لماذا لم تخبريني عن حالك معه ؟؟)
أهو حرج أم ضيق أم ..
شعور باغتها أن تقلب الطاولة على رأس الطبيبة ..تنهض فجأة و تقول :
( أرجوك أريد العودة إلى البيت ..!!)
ببطء نهض و شكر الطبيبة ، و توجه ناحية الباب ليخرج ..
التفت إلى شقيقته .. التي توجهت لأمل قائلة :
( أسعديه .. و اهتمي به )
( و أنتِ) بعد ان وقفت متحمسة
همست ..
( أنا لا شيء ..)
خرجت تتبع خطوات أخيها
للقاء الاصعب ..
لتبتسم الزوجة فرحة ..

..
لنا لقاء باْذن الله







التوقيع

[frame="7 50"]
نظرة عامة حولك ..تحمد الله بعدها أنك من أفراد هذا الوطن ..
[/frame]

رد مع اقتباس