عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-17, 09:51 am   رقم المشاركة : 1
جزيرة
من أعمدة المنتدى
 
الصورة الرمزية جزيرة





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : جزيرة غير متواجد حالياً
رواية : عروس الدانة ..بقلمي



..















‏ليس ذنبي أنّ دربي ما استوى
‏كان ذنبي ثوبُ أحلامي الطّويل ..


عروس الدانة
.....



(1)

أنفاس متسارعة ، وأصابع مضطربة ، عبثا تحاول تهدأة خفوُق شديد ما بين الضلوع ، تشتت ارتباكها و مخاوفها بترتيب تسريحة شعرها .. افعلا هي شيهانة التي عرفت بالجموح والتمرد ..!!
أين شجاعتها و قوتها ..؟
بل أين ثقتها و أين انطلاقها ...!!!
ما لبثت أن غرقت في استرجاع السويعات التي مضت ..
(أمي لاقوة لي في قلبي ..أمي كرهته من صوته .. لا اريد إتمام زواجي .. اطلبوا منه أن يطلقني ... صدري يضيق أكاد اختنق من...)
..
(أي جنون تهذين به ..بيوم زفافك تطلقين ،..)
وبنبرة الأم الرؤوم تكمل :
(أنتِ خائفة فقط وهذا طبيعي ، لا تقلقي ، حاول أن تسعدي وتطمئني ..الزواج حفظ وستر ، و حياة جميلة ..أترك عنك هذه المخاوف ، وهي مشاعر أي عروس ...)
قطع ذكراها طرقات على الباب ..و دخول حمد مبتسما ..
صمت كل شيء حتى أنفاسها ..فقط دقات قلبها وصلت إلى حلقها ..
ورجفة سرت من أخمص قدميها حتى رأسها ..تحاول ما استطاعت لباس ثوب الشجاعة ..لكن هيهات
نظراته تتاملها .. شد على شفتيه ورفع رأسه وقال:
( جسمك نحيل ..امّممم لا يعجبني ..)
قطع عليه سهامه لعروسه نغمة من جهازه النقال ، رفعه وشاهد شاشته فابتسم عاد من حيث أتى وهو يشرع في الرد لطالبه
(أهلا بالحب .......لا إلا زعلك لا احتمله ..لا الحياة معك ....)
وغابت بقية كلماته بخروجه من غرفة العروس المحبطة ..

...
بين مزارع النخيل
يقود السائق بكر سيارة سيده صقر بعد الإشراف اليومي على حظائر الحيونات ، ويتجه نحو الدانة وهو عبارة عن بيت كبير يحوي غرف كثيرة وفناء واسع ، وبالرغم من قدم المبنى إلا ان صقر أهتم به واصلح ما فسد فيه
ويعيش فيه تلبية لرغبة الجدة دانة الذي سمي باسمها ..
نزل من السيارة وبعرجته الخفيفة يتكئ على عصاه ويسير مناديا أم عبد المجيد وزوج بكر
خادمة جدته ..
تهرع وقد رفعت جلبابها لان لا تسقط ..
تلبي نداء سيدها ..
( أهلا عمي صقر ..)
برغم من أنه يملك أعصابه في كثير من الأحيان إلا أن من حوله يهابه فتاريخه لا يشفع بتأخير أوامره
يسألها وهو يسير متجها الى داخل البيت ..مارا باحواض النعناع و الورقيات
(كيف حال أمي دانة )
(السكر ارتفع اكثر من العتاد )
توقف واستدار بمساعدة عصاه وقال :
( من زارها اليوم ..؟)
(اااا ..ععع..)
بزمجرة شرسة
( من ..؟ )..
( عععمممتي .. عمتي نورة وبنتها ففلوة ..)
..
لم تسمع ما يقول ، لكنها تدرك أنه يشتم خالته وطليقته ..



بهدوء يدخل غرفة الجدة ويتجه الى فراشها يمسك بيدها ويقبلها ويقبل رأسها بلحضات يتحول إلى طفل صغير يتذلل عند قدميها يدلك لها ساقيها ، يستنشق عبق جميل رسخ فيه لرائحة امرأة انتشلت من يتم الأم وقسوة زوجة الاب ، ترعرع بين جنبيها يتقاسمان الجوع والشبع ، حتى اصبح الدكتور صقر
فعوضها بما يستطيع وما زال ..
(أأنتَ قدمت ..)
( نعم ياروح صقر .. كيف حالك أمي )
( الحمد لله أنا بعافية ...)
( لم السكري مرتفع ..!! ااحزنكِ احدهم .؟ )
( يا بني فلوة كبرت و تغيرت عن أول حالها عرفت خطائها و تعجبها ..فلعل....)
فقاطعها :
( والله لو لم يبقى إلا هي من النساء لن أرجعها كرهت النساء جميعهن ..)
( وأنا ..)
فغير صوته بكل رقه وحب
( أنت ..أجملهن وأطهرهن وأفضلهن ..
لا وجود مثلكِ..)
( بل يوجد لكن لم يرد الله لك أن تفتح عينيك )
( أماه سأفتح .. لكن لا تهتمي لخالتي وابنتها ، .. أماه أنت الأهم الان أنتبهي لصحتك .. فأنتِ لي الام والأب و الأخت و الصديقة .. اكتفيت من الناس بك .. )
تحاول أن تعتدل وتقول له :
( ساعدني اريد أن اطمئن على شجيراتي ، ولا تكثر من عسل كلماتك لأني أعرفك أكثر من نفسك )
ابتسم وانشرح صدره هي من تستطيع إسعاده
فقط هي ..

........
بإذن الله لنا لقاء







التوقيع

[frame="7 50"]
نظرة عامة حولك ..تحمد الله بعدها أنك من أفراد هذا الوطن ..
[/frame]

رد مع اقتباس