عرض مشاركة واحدة
قديم 13-07-18, 03:42 pm   رقم المشاركة : 3180
رباب
مشرف عام
 
الصورة الرمزية رباب






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : رباب غير متواجد حالياً

أرسل لي أحد الفضلاء قبيل صلاة العشاء أن ابنة الشيخ صالح الهبدان - إمام جامع الراجحي في الرياض - قد توفيت بسكتة قلبية وهي في كامل صحتها وشبابها ، فيسر الله فأدركت صلاة العشاء في جامع الراجحي فإذا الإمام والدها الشيخ صالح يؤم الناس بصوت واهن متقطع ، فلما فرغ من صلاته بعد أن سجد للسهو ، قال : الصلاة على المرأة !
يا الله ما أشده من موقف !
خطبٌ مؤلم ، وحدثٌ موجع .
صلى على بنيته صلاة الجنازة ، فلما كبّر الثالثة ، سُمع أنينه ونشيجه وهو يدعو لها ...
غفر الله لها ، وأكرم نزلها، ورفع درجاتها ، وأعظم الله أجر والديها وذويها ، ورزقهم الصبر والاحتساب .
وهاهنا وقفات :
1/ الحمد لله على نعمة الإسلام الذي علمنا قيمة الدنيا وأنها ممر ومعبر ، وأن الدار الآخرة هي الحيوان ، كما حضنا على الصبر ووعد الصابرين بوافر الأجر .
فالمسلم أمره كله له خير .
2/ الذي قدر علينا الأقدار حكيم خبير لا يفعل شيئاً عبثاً ولا يقدّر شيئاً سدىً بل هو رحيم تنوعت رحمته سبحانه وبحمده , يرحم العبد فيعطيه , ثم يرحمه فيوفقه للشكر , ثم يرحمه فيبتليه , ثم يرحمه فيوفقه للصبر ثم يرحمه فيكفر بالبلاء ذنوبه وآثامه , ثم ينمي حسناته ويرفع درجاته , ثم يرحمه فيخفف من مصيبته وطأتها , ويهون مشقتها ثم يتمم أجرها , فرحمته متقدمة على التدابير السارة والضارة ومتأخرة عنها , ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
3/ إنا لله وإنا إليه راجعون ، هذا حقيقة ! الموت يأتي بغتة ، على غير ميعاد ، يأتي الصغير والكبير ، الصحيح والسقيم ،كل له أجله المكتوب ، وعمره المحسوب.
فهل نحن مستعدون لتلك الساعة !
ماذا لو كان أحدنا أو أحبابنا مكان الميتة !
هَا أَنْتَ فِي كَامِلِ صِحَّتِكَ وَقُواك، رَحِيلُكَ يَقِينٌ، وَسَفَرُكَ قَرِيبٌ، فَأَعِدَّ لِهَذِهِ الرِّحْلَةِ الطَّوِيلَةِ عُدَّتَهَا وَزَادَهَا، قَبْلَ أَنْ تُدْرِكَ الصَّرْعَةُ، فَتَتَمَنَّى حِينَهَا الرَّجْعَةَ فلا تجاب لطلبك .
4/ موت الفجأة لا يُذم ولا يمدح، فقد يكون رحمة للمؤمن الطائع كما يكون عقوبة على الكافر والفاجر، فمن كان مستعدا للموت كل حين بالإيمان والعمل الصالح فإن موت الفجأة رحمة في حقه، وتخفيف عليه. ومن كان متثاقلا عن الطاعات، مسارعا إلى المحرمات فإن موت الفجأة نقمة عليه وعذاب في حقه.
5/ ما أشد لوعة الوالد على فقد ولده ، ما أرحمه لولده ، والله أرحم منه بعبده وأمته .
هل يعي الأولاد منزلة والديهم وعظيم حقهما .
6/ من أعظم المصائب : المصيبة في الدين ، وكل مصيبة سواها هيّنة مخلوفة .
من كل شيءٍ إذا ضيّعته عوض ....
وما من الدين إن ضيعت من عوضِ
7/ محبة الناس لأهل الخير والدعاة ، فقد شهد الصلاة والدفن خلق غير معتاد حضورهم في مثل هذا الوقت ، لا سيما وقت الإجازات .
8/ ألا يتعظ الظالم من هذا اليوم الذي لا يستطيع هو ولا ما يملكه دفعه أو تأجيله ساعة ، ألا يخشى منية الفجأة ، كيف ينام قرير العين وقد ظلم وافترى ؟.

اللهم ارحم أمواتنا وأموات المسلمين ، اللهم أكرم نزلهم ، ووسع مدخلهم ، واغسلهم بالماء والثلج والبرد ...
اللهم هوّن على أهل المصائب مصابهم ، وارزقهم الصبر والاحتساب .







التوقيع

غدًا ‏أوجاعنا تخبو ‏ويمحى لمحها فينا،

غدًا ‏أسقامنا تُبرى‏ وبالجنّات تعلينا

غدًا. ‏ نرتاح لن نشقى ‏سننسى كل ماضينا


رد مع اقتباس