عرض مشاركة واحدة
قديم 09-08-17, 05:01 am   رقم المشاركة : 5
جزيرة
من أعمدة المنتدى
 
الصورة الرمزية جزيرة





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : جزيرة غير متواجد حالياً







لا وقتَ عندي
‏ كي أجادِلَ جاهلاً
‏أو أن أعرّضَ بالحسودِ وألمِزَه
‏روحي أعزُّ عليّ من
‏” أشيائهم"
‏ولدي ما أسعى إليه لأنجزَه

‏.




عروس الدانة
(5)
.....


أعلن المؤذن دخول وقت صلاة المغرب ، تنظر إلى ساعتها تارة و إلى الرائي تارة ..
وعدت أمها بالزيارة ..لكن العريس لم يحضر منذ مغرب أمس ..
اتجهت للمطبخ ، سكبت كاس من العصير
وجلست على كرسي طاولة الطعام ، الصغيرة
استقت قطرات منه..
وأبحرت في أفكارها ..
(أأنا لم أقبل به ..؟ أم هو لا يحبني ..؟؟
أم أطلب أهتماما سمعت أن العروس تحاط به
..أين الخلل ..؟
لا أكاد أقبله كزوج ،،،!!
أهي الأرواح المجندة .؟
أم ماذا يا رب ... يارب ؟؟)
..
حديث عجائز الامس أغلق نوافذ التفاؤل ،
نهضت فجأة و قد تبلورت فكرة في عقلها
اتجهت مباشرة لغرفة النوم ..
تبحث في أغراضه تتعرف عليه
فتحت أدراجه ..أوراق سماعة لنقال ، بخاخ انف ..لا شيء مهم ..
اكملت بحثها في دولاب الملابس قلبت .. لا شيء مهم .. اعادت ترتيبها كما هي . وبدون قصد لمست بطرف ذراعها جسما قاسيا في أحد جيوب ملابسه المعلقة ..
ادخلت يدها وأخرجت لاقطة صور (كاميرا ).. متطورة حاولت فتحها فلم تنجح ..
ربما تحتاج شحن او متعطلة ..قلبتها صناعتها متقدمة ..
كادت تسقط من يدها بعد أن سمعت باب الجناح يغلق ..!!


...


عاد من الصلاة ، وصوت عصاه يحدث صوتا مميزا لمن يسمعه فيعرف بقدومه وهذا ما حدث عندما شاهد احدى خالتيه تقف ترحب به في جلسة جدته الصيفية ..الخارجية
المحاطة بورق النخيل وخوصه ، يسقفه أوراق العنب ..أمام بيت الدانة
وكما توقع خالته و ابنتها متواجدتان
زفر هواء لفظ فيه شعور الكرة و التقزز منهما ..
قدم بهيبته ، وقبل رأس جدته و يدها وفعل بخالته المستقبلة له
ثم مد يده و هو بعيد لخالته ، حتى لا يرى ابنتها الجالسة بجانبها ..
سلاما ..مختصرا.. باردا
عاد الى حيث جدته وأعطاهما ظهره متعمدا
وهمس في أذنها عن سفره فجرا لمقر عمله في مدينة مجاوره كدكتور زائر من جامعته لجامعتهم ..
اعدا تقبيل رأسها .. وغادرها متجه للبيت وقف فجأة بعد ان سمع صوت سيارة قادمة ميزها ..
ابتسم رغما عنه .. غير جهته للبوابة ..
يُستقبل أغلى الناس على قلبه اخته وطفلتها شهد ..
ولم ينتبه للعينين اللتان تراقبه

..


خرجا من العيادة .. وقد أمسك بيدها .. خوفا وحبا ..يهمس لها بان كل شيء سيُصبِح على ما يرام ..
وهي صامتة كعادتها ..الامر اشتد عليها
ما تخشاه اقترب
حلمها بالصقر يتضاءل
أمام موج سالم
انشغلت بالتفكر كيف تمنع إكمال فحوصاتها ..
..
..


‎كادت ان تسقط من يدها ، وكان الأقرب لها مخدة السرير و بثواني أخفتها داخلها ..
‎لينفتح الباب ،
‎بهيئة مزرية .. ثياب ممزقة .. رائحة كريمة كدمة في الشفاه و أخرى فوق العين ..
‎يدخل بمشية مترنحة ..
‎يقترب من السرير .. ويلقي بجسده بالعرض يحاول ان يقتلب يعدل من وضعه .. انين خفيف يبثه ..
‎ويتكور كطفل .. لحضات مرت واُخرى ..لتسمع انتظام نفسه ..
‎وكأنها ليست موجود وحتى لم يلتفت اليها
‎تقترب منه تتأمله ..
‎قطرات من الدم على السرير من جرحه قبل ان يجمد في وجهه ..
‎اخارج من مجزرة ،،؟
‎من هذا ..؟؟
‎رائحته ازدادت قوة .. غثيان و اشمئزاز تملكها
..
‎اغلقت الباب بعد ان غلبها الجانب الإنساني فلحفته وأطفأت الانارة
..
‎حيرة تملكتها ..
‎ماذا تفعل .. ؟
غربة وضياع تلفها
‎وهم حاصرها :
‎ما مستقبلها ..؟
‎بالرغم منها خنقتها عبرتها
‎فبكت وبكت حالها ..
‎تمنت حضن أمها ترتمي به
‎وظهر والدها تحتمي به
‎وكتف اخيها تعتضد به
...
‎مرت سويعة
‎هدأت بعد أن استرجعت
‎طرقات على باب جناحها
‎ونداء باسمها
..
‎ليست مستعدة لاستقبال
‎ضيوف او مجاملة أحد
‎استمر الطرق
‎عدلت من حالها
‎سالت عن الطارق :
‎(من ..؟؟ )خرجت ضخمة تحاول اخفاء تاثر صوتها من البكاء
‎(شيهانة أن تغريد افتحي )
‎هذا ما ينقصها شقيقته
‎(نعم يا تغريد أتحتاجين شيء )
‎فتسمع همس خلف الباب و صوت رجل معها
‎رباه ما هذه العائلة ..!!
‎( شيهانة افتحي أريدك بكلمك لا تنفع أن تقال
‎على الباب )
‎تفكير سريع
‎وقالت : (لحظة واحدة )
‎اتجهت لجهازها النقال
‎وطلبت شقيقها ..
‎(أهلا عبدالسلام .. عبدالسلام )
‎(ههههه هههههه نعم نعم
‎انا عبدالسلام هل الزواج أنساك السلام ههه)
‎همست ليس وقتك ..
‎( المعذرة كيف حالك وحال امي وأولادك .؟)
‎فرد متماشيا معها: (الجميع بخير و)
‎فقاطعته: (تستطيع ان تقلني الان اشتاق لامي)
‎قدمت الطلب و العذر معا ..
‎صمت ..
‎( استمعني ،،؟)
‎( نعم أسمعك )
‎ادرك ان اخته ليست اخته التي يعرفها
‎( حسنا أنا قادم ) ..
‎( شكرا لك انتظرك )

..
‎علت طرقات الباب من جديد ، تنادي باسمها
‎توجهت الى الباب ، وفتحته ..
‎تقف أخت زوجها وقد ضمت يديها الى صدره
‎وخلفها رجل قد ادار ظهره لها
‎تفاجأت بالوضع ، فأعادت إغلاق الباب
‎لتضع تغريد يدها و تدفع به ..



....

‎(خالي .. خالي)
‎ضمته ، و ادخلت رأسها في صدره تطلب الأمان منه وعقدت يديها حول رقبته ..
‎(شهد خنقتي خالك ..)
‎قالت ذلك و هي التي تتمنى هذا الحضن لتسكن ذاك الخوف و الاضطراب .. بل عدم الامن والسكن لقلبها
‎تمتم وهو يحملها نحو المنزل :
‎( دعيها ، أحب شهد و اشتاق لها ، هي ابنتي التي لم أنجبها )
‎قبل شعرها و سألها : ( كيف هي حبيبة خالها )؟
‎وبراءة قالت : ( ابي يخيفني ، يصرخ و يصرخ وأمي تجلس معي و تقفل الباب في غرفتي )
!!!!!!
‎وقف عن سيره ، والتفت الى اخته ، و نظر لها بعيون سائلة ...!!!!
‎زمت شفتيها و أغمضت عينيها
‎وهزت رأسها موافقة ..
‎جمدت تقاسيم وجهه
‎رفع يده لظهر الصغيرة المحمولة على كتفه ومسح عليه يبث لها طمأنينة كررها عدت مرات و أعاد سيره نحو المنزل
‎ونظرات عينيه تبث تصميما



.....
‎لنا عودة باْذن الله







التوقيع

[frame="7 50"]
نظرة عامة حولك ..تحمد الله بعدها أنك من أفراد هذا الوطن ..
[/frame]

رد مع اقتباس