عرض مشاركة واحدة
قديم 20-01-09, 02:59 am   رقم المشاركة : 10
نسيم السحر
عضو مميز
 
الصورة الرمزية نسيم السحر





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : نسيم السحر غير متواجد حالياً

القرآن الكريم

(آيات منزلة من حول العرش .. فالأرض بها سماء هي منها كواكب .. بل الجند الإلهي قد نشر له من الفضيلة علم وانضوت إليه من الأرواح مواكب ..أغلقت دونه القلوب فاقتحم أقفالها .. وامتنعت عليه ( أعراف )* الضمائر فابتزّ أنفالها )** .
وكم صدوا عن سبيله صداً .. ومن ذا يدافع السيل إذا هدر؟
واعترضوه بالألسنة رداً ولعمري من يرد على الله القدر؟
وتخاطروا له بسفهائهم كما تخاطرت الفحول بأذناب*** .. وفتحوا عليه من الحوادث كلَّ شدق فيه من كل داهية ناب .
فما كان إلا نور الشمس ؛؛ لا يزال الجاهل يطمع في سرابه ثم لا يضع منه قطرة في سقائه .. ويلقى الصبي غطاءه ليخفيه بحجابه ثم لا يزال النور ينبسط على غطائه.
وهو القرآن ظنوا ـ مما انطوى تحت ألسنتهم وانتشر ـ كل ظن في الحقيقة آثم .. بل كل ظن في الحقيقة كافر .. وحسبوه امراُ هينا ؛؛ لأنه أنزل في الأرض على بشر .. كما يحسب الأحمق في هذا السماء أرضا ذات دواب نورانية ؛؛ لأن هلالها كأنما سقط من حافر...
ألفاظ إذا اشتدت فأمواج البحار الزاخرة، وإذا هي لانت فأنفاس الحياة الآخرة... ومعان بينا هي عذوبة ترويك من ماء البيان .. ورقة تستروح منها نسيم الجنان..ونور تبصر به في مرآة الإيمان وجه الأمان...)
[إعجاز القرآن والبلاغة النبوية****..لمصطفى الرافعي (لاالرفاعي) رحمه الله ..صـ26 /دار الأرقم].

اقتباس:
الجواب/ المصيبة نوعان: نوع فيه غريم--> كأن يعتدي عليك أحد في الشارع
ونوع لا يوجد فيه غريم--> مرض, تعب, مكروة, قضاء وقدر من الله


وبالتالي يكون هناك نوعان للصبر ,,
1- صبر لا يحتاج إلى طاقة كبيرة لممارسته-> صبر النفس على المرض او التعب-> لان لاغريم فيه
2- صبر يحتاج إلى جلد وقوة -> صبرك على مصيبة فيها غريم


لذلك كان الصبر في الأية الثانية أشد تأكيد,, لوجود الغريم,, وجهاد روح الانتقام ,,


تأملات دقيقة .. وغوص رهيب .. ثم وقفات وانتقاءات رائعة.. ننتظر المزييييييييد بنهم.
------------

أضيف (من باب الإثراء والمزاحمة في الأجر*****) الآية الثانية مؤكدة بثلاث مؤكدات :
1)اللام
2)إنّ << اشتركتا بالتأكيد
3)لام اللابتداء << عنوان الكلام هناك.

فيتحصل لنا أن الآية مؤكدة بمؤكدين زيادة على تلك الآية.. والله أعلم.

ثم كم هو جميل ورائع تقسيم صبر ما لا كسب للعبد فيه هنا(المصائب) .. لكن أكمل منه الصبر على ما كان للعبد فيه اختيار
وهو الصبر على طاعة الله .. والصبر عن معصية الله .

للثاني:
صبر يوسف عن مطاوعة إمراة العزيز على شأنها أفضل وأنبل من صبره إلقاء إخوته له في الجب ثم استرقاقه وهو الحر ؛؛ لأنه هذه الأشياء جرت عليه بغير اختياره.. وليس للعبد فيها حيلة غير الصبر.
بخلاف الأول فإنه صبر اختيار رضا واختيار وكسب .. مع وجود الدواعي التي لا تخفى لمن تأملها.

وللأول
صبر إبراهيم وإسماعيل على تنفيذ الأمر الإلهي أكمل من صبر يعقوب على فقد يوسف وأخيه .. وأفضل من صبر أيوب ـ عليهم السلام جميعا ـ على البلاء والمرض .. والله أعلم.

[RAMS]http://www.success-w.com/b-bu/04.mp3[/RAMS]

أما أيهما افضل الصبر على الطاعة أو عن المعصية؟
فيرى شيخ الإسلام ـ قدس الله روحه ـ أن الأول أكمل ؛؛ لأن مصلحة فعل الطاعة أحب إلى الشارع من مصلحة ترك المعصية .. ومفسدة عدم الطاعة أبغض إليه وأكره من مفسدة وجود المعصية.. وذكر عشرين وجها أخر.

اقتباس:
- لماذا ذكر القرآن ما يخص الأم فقط.. دون ذكر للأب ,,؟
>>...<<<

لا إله إلا الله استنباط رااائع .. وتأمل عجيب!

ولكن: الرجال هنا يغوصون أكثر في هذه الآية .. محاولين التأكيد على أن الله ـ تعالى ـ لم يهمل ذكر الأب هنا .. وبيانه :
بالقياس .. وذلك أن الأب (في الغالب) يلاقي مشاقَ وتعبا من أن أجل القيام على زوجه(الأم) ؛؛ من أجل الشغل بالطفل في مدة الحضانة .. ثم هو يتولى التربية والمدافعة عنه إلى أن يشتد .. قال تعالى ((وقل ربّ ارحمهما كما ربياني صغيراُ)) فقرن بينهما هنا في التربية في الصغر مما يعود عليه بالحفظ والتنشأة .. فلما ذكر هنا حالة الأم الخاصة من الحمل والإرضاع والسهر كانت تنبيها إلى ما للأب من أحواله الخاصة (في الأعم الأغلب) التي تقتضي البرّ به.

قال ابن عاشور: ولا يقدح في القياس التفاوت بين المقيس والمقيس عليه في قوة الوصف الموجب للإلحاق .. وقد نبه على هذا القياس تشريكهما في التحكم عقب ذلك بقوله ((أن اشكر لي ولوالديك)) وقوله: ((وصاحبهما في الدنيا معروفا)).
وحصل من هذا النظم البديع قضاء حق الإيجاز. ا.هـ
أقول: ويتضح هذا للمتأمل بقوله جل ذكره : ((وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى)).. فتأمل!
إشكال :الرجل قد يغيب عنه هذا المعنى الخاص بالمرأة .. فما بال المرأة؟ ألا تدرك هذا فيما لو حملت ووضعت وأرضعت؟
------------------- انتهى ----------------

تنبيه مهم : الشيخ الشعراوي في (العقيدة) على خلاف مذهب أهل السنة والجمعة (أهل الحديث) ويرى جواز التوسل بقبر النبي صلى الله وعليه وسلم . بل وجميع قبور الأولياء بشكل عام.. بل عنده للرجل أن يضع قبره في المسجد الذي يبنيه بماله.. خلافا للوهابية!! ويستدل استدلالا عجيبا وهو قوله تعالى ((لنتخذن عليهم مسجداً))قال: ولم ينكر الله ذلك! ولم يقرن معها ما قبلها!

يقول الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب: لا أجهل ممن مشركي قريش أعلم منه بلا إله إلا الله.

وفي كتابة (معجزة القرآن) ألمح بشكل مجمل إلى شيء من مذهبه الأشعري في آيات الصفات ووصف أهل السنة بالضلال في كذا موضع لكن لم يسميهم .. وخصوصا عندما تكلم في فصل (سبحان الله) وتكلم عن قوله تعالى ((ليس كمثله شيء)) وراح يسلك به مسلك التفويض الذي تنفى به الصفات عن الله تعالى.. ونجده يأتي بهذه الآية كل ما أتت آية من آيات الصفات كقوله تعالى ((والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون)).
لا أريد أطيل هنا ..
وإن ريد إلا الإصلاح ما استطعت والله وحده يعلم سبحانه

لكن بشكل عام يقول الرومي:
يتميز تفسير الشعراوي –رحمه الله تعالى- بميزتين:-
الأولى : عنايته بالتفسير اللغوي والبلاغي .. ودقة استنباطاته للمعاني الخفية.
الثانية : قدرته على تبسيط معاني الآيات حتى يستوي في فهمها العامة والعلماء .. ولذا حظي بمكانة كبيرة ..وكان له تأثير محمود.
أما أشعريته فإني أراه يتحاشى الخوض في المسائل العقدية في الأسماء والصفات ؛؛ لأنه يخاطب العامة .. فيكتفي بالعموم والإجمال.
وإن ظهرت أشعريته أو لم تظهر فإني أقول للسائل: ليس هناك تفسير مطبوع ليس فيه خطأ في العقيدة(لا يوافق على هذا .. فأين تفسير ابن كثير؟ )أقول في العقيدة على تفاوت شديد بين المفسرين .. والشعراوي كغيره من المفسرين أصاب
وأخطأ وليس بمعصوم .. والخطأ الأكبر ممن تصدى لتتبع هفوات العلماء ويستطير بها فرحاً .. والله المستعان .. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

فرحم الله تعالى الشيخ محمد متولي العشراوي وتجاوز عنه بما أفنى به عمره في خدمة كتابه وما سطره من خواطر ماتعة فريدة عجيبة

ما زلت أنتظر بقية الوقفات بنهم.

------------ حواشي ------------
* الأماكن العالية.
** جمع نفل (بفتح الموحدتين) وهي الغنائم .. يريد كما قال المحشي: ضمائر العرب امتنعت على القرآن بما استوعر فيه من العادات والأخلاق .. فنفذ إليها وابتزها وغلبها على أمرهاا.هـ وهما سورتان فتفكر!
*** قال الرافعي رحمه الله: إذا تصاولت الفحول من الإبل تخاطرت بأذنابها .. كأنها يهدد بعضها بعضا.
**** أصل الكتاب مفرد من كتابه : تاريخ آداب العرب.
***** ((قد حجرت واسعا)) قالها خليل الرحمن صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم للأعرابي بعد قوله: (اللهم اعفر لي ومحمد ولا تغفر لأحد معنا)






آخر تعديل نسيم السحر يوم 20-01-09 في 03:32 am.
رد مع اقتباس