عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-09, 10:17 pm   رقم المشاركة : 4
نسيم السحر
عضو مميز
 
الصورة الرمزية نسيم السحر





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : نسيم السحر غير متواجد حالياً

اقتباس:
أنا مُسيّرة , وليست مُخيـّرة !! متى تعي ذلك ؟

عفوا لم أعي ذاك .. وأعترف أني قرأت هذه الفلسفة مرات ومرات .. هنا وهناك .. لكن أفهم معناها بعد ؛؛ ربما لقصور فهمي!!

مسيَّرون بماذا؟ ومخيَّرون بأي شيء؟!

وهل حركة المرتعش كحركة الراقص؟!!

>> هنا اخاطب حروفا لا بشراً!!<<

----------انتهى تعليقي----------

ما أعرفه قديما أن أول البدع ظهوراً بعد بدعة الخوارج قتلة الصحابة .. هي بدعة غلاة القدرية المعتزلة الذين يقولون: إن الأمر أُنف.(إي لا قدر)
بمعنى أن للعبد قدرة وإرادة مستقلتين عن الله تعالى.. وقد تبرأ منهم ابن عمر رضي الله عنهما.. وكفرهم أئمة السلف.
ثم ظهرت طائفة أخرى تسمى بالجهمية الجبرية الذين سلبوا عن العبد إرادته .. وجعلوه كالريشة المعلقة بالهواء.
ثم تبعهم الأشعرية فقالوا: العبد غير مختار في فعله وسموه بـ(الكسب) وهو في الحقيقة جبر مطوّر!!

وعموماً هذه المسألة تسمى مسألة (خلق أفعال العباد) وقد أُلّفت فيها الكتب .. وأطال البحث فيها ابن تيمية في مجموع الفتاوى(الجزء الثامن/7-550) .. وليس هذا مجال الكلام فيها.

لكن العجيب أن يأتي من يجزم جزما قاطعاً ويقول: نحن مخيرون! .. ويأتي آخر ويقول: نحن مسيرون!

والمذهب الحق أننا مسيرون من جهة ومخيرون من جهة اخرى .. قال تعالى: ((هو الذي يسيركم في البر والبحر))
وقال تعالى: ((وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين))

وما أجمل ما قاله الأديب الأريب علي الطنطاوي رحمه الله متأولا هاتين الآيتين ونحوهما:

نحن مع القدر بشر ... لا آلة ولا حجر.

سؤال: ما حكم الاحتجاج بالقدر على المعاصي إذا كانت أفعال العبد مخلوقة لله ومقدرة له؟ وهل احتجاج آدم على موسى ـ عليهماالسلام ـ بالقدر في إخراجه من الجنة من هذا الباب؟ مالفرق؟!
وكيف نجيب على من يقول: إذا كان كل شيء مكتوب حتى موضع الجنة والنار والشقاء والسعادة فلمَ العمل؟!!
وكيف نجيب على من يقول: أنا أعصي الله بقدره؟!!

-------------------------------------------
-----------------لطيفة------------------------
من عجائب شيخ الاسلام ابن تيمية أنه كان جالسا في أحد المجالس فقام أحد العماء ينظم أبياتا على لسان أحد الذميين(نصارى) يرتجز ويقول(معترضا على القدر):

أيا علماء الدين ذميُّ دينكم *** تحيّر دلّوه بأوضح حجةٍ
إذا ما قضى ربّي بكفري بزعمكم *** ولم يرضه مني فما وجه حيلتي؟
دعاني وسدّ الباب عني فهل إلى *** دخولي سبيل ؟ بينوا لي قضيتي
قضى بضلالي ثم قال: ارض بالقضا *** فما أنا راض بالذي فيه شقوتي
فإن كنت بالمقضي يا قوم راضياً *** فربي لا يرضى بشؤم بليّتي
فهل لي رضا ما ليس يرضاه سيدي *** قد حرت دلوني على كشف حيرتي
إذا شاء ربي الكفر مني مشيئة *** فهل أنا عاص في اتباع المشيئة؟
وهل لي اختيار أن اخالف حكمه *** فبالله فاشفوا بالبراهين علّتي

فأجاب ابن تيمية من فوره مرتجلاً بالتائية المشهورة في القدر بمئة وتسع عشرة بيتا:

مطلعها:

سؤالك يا هذا سـؤال مـعـانـد *** مخاصم رب العرش باري البرية
فهذا سؤال، خاصم الملأ العلا *** قديما به إبليس، أصل البلية
ومن يك خصما للمهيمن يرجعن *** على أم رأس هاويا في الحفيرة

إلى أن قال في آخرها:

فدونك فافهم ما به قد أجبت *** من معان إذا انحلت بفهم غريزة
أشارت إلى أصل يشير إلى الهدى *** ولله رب الخلق أكمل مدحة
وصلى إله الخلق جل جلاله *** على المصطفى المختار خير البرية


ينظر مجموع فتاوى ابن تيمية: الجزء الثامن/245-255(مجموع ابن قاسم)

وشرحها شيخنا الشيخ الشاب: محمد بن إبراهيم الحمد حفظه الله بسبعة أشرطة .. على هذا الرابط

من هنا






رد مع اقتباس