الموضوع: في محو الأمية
عرض مشاركة واحدة
قديم 20-01-13, 12:43 am   رقم المشاركة : 13
ماجدة عادل الشرايرى
شاعـــــرة






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : ماجدة عادل الشرايرى غير متواجد حالياً


...بعد أن ظهرت نتائج الإمتحانات النهائية لمراكز محو الأميَّة وتعليم الكبار في المملكة، شعرتُ بنشوة عارمة، فقد حصل مركزنا على الدرجة الأولى في المحافظة، والثانية على مستوى المملكة. وقد قرَّرت وزارة التربية والتعليم تكريم المراكز ذات الدرجات التحصيلية المتقدمة باحتفال رسمي وتقديم الجوائز التقديرية ثمَّ تمَّ التنسيق مع التلفزيون لتسجيل الاحتفال ولقاءات مع الدارسات.
...وبعد فقد تمَّ التنسيق مع السيدات الدارسات واتخاذ الإجراءات اللازمة ووضع برنامج الاحتفال وإرسال السِيرالذاتية للدارسات الثلاث المُتفوِّقات وترتيب قاعة الاحتفالات وإعداد الكلمات الترحيبية وقوائم مأكولات الضيافة، أما بالنسبة لكلمة السيدة الدارسة التي حصلت على الدرجة الأولى، فقد عرضت الكلمة المكلَّفة بإلقائها بهذه المناسبة ففاجأتني بأسلوبها المُعبِّر الجميل الذي فاق توقعاتي لمستوى طالبة في محو الأمية.
..وفي يوم التكريم ، قُدِّمت الفقرات حسب خطة البرنامج وجاءت فقرة تكريم أوائل الدارسات والمقابلة التلفزيونية معهن ، بدأ النداء على الدارسة الحاصلة على الدرجة الأولى والتي أعدّت بنفسها الكلمة التي ستلقيها بهذه المناسبة، لم تستجب للنداء ولم تحضر للمنصة، بحثت بين الوجوه فلمحتها في إحدى الزوايا تتابع المارة من النافذة، سارعت إليها الخطى لأسألها عن سبب إحجامها عن الحضورللتكريم وإلقاء كلمتها؟!أجابت قائلة: حينما سمع زوجي حديثي لأحفادي بأن المدرسة ستكرمني لتفوقي فيها من قبل جهات عليا، أَقسم لو حصل ووقفتُ أمام كاميرات التلفازسوف يُفرغُ مُسدَّسهُ في رأسي وأضاف قائلا: " هذا ما ينقصني أن يقول الناس، زوجة....الفلاني أصبحت نجمة سينمائية" ثمَّ أضافت قائلة : لا تريد اسمها الصريح أن يعاد ذكره أمام الجمع الغفير.
توجَّهتُ مباشرة لسيدة أُخرى حصلت على المرتبة الرابعة وسألتها فيما إذا كانت تستطيع استلام الجائزة الثالثة والحديث عن تجربتها التعليمية في مركز محو الأمية أمام كاميرات التلفزيون وارتجال كلمة الشكر؟ فرحبّت بالأمر.
...قُمتُ بالاعتذار لِلجنة التكريم للخطأ الذي صدر بالأسماء وأضفت اسم السيدة التي حلّت بالمرتبة الثالثة، وقد أتمَّت اللقاء بتفوق هي وزميلاتها، وبعد الانتهاء، كان احساسي بتكريمهُّنَّ تكريم لي لم أفزْ به من قبل؛ دافعيتهُّنَّ للتعلّم وحصيلة التفوق، كان نبع شعوري بالفخر- بأمثال هولاء النسوة- اللاتي لم يخجلن من سنوات أعمارهن ولم يؤمنَّ بالمثل القائل " بعد ما شاب ودوهّ الكتاب" بل كان شِعارِهُنَّ حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام "اطلبواْ العلم من المهد إلى اللحد".







رد مع اقتباس