عرض مشاركة واحدة
قديم 22-07-12, 08:48 am   رقم المشاركة : 1
هنري
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية هنري






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : هنري غير متواجد حالياً
من قراءتي لكتاب "تأملات" لـ- مالك بن نبي-


السلام عليكم

وأسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.

قبل أن أتكلم يطيب لي أن أسأل: ماهو تعريف الديموقراطية " البسيط " وهو سهل ويمكن إستنباطه من الترجمه الحرفيه للكلمة.
وهل هي " أي الديموقراطية " متعلقه بالإسلام؟


......................

إستذكر مالك بن نبي، في كتابه قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عندما سمع مولودا يبكي، وقد علم ان امه فطمته، كي تحصل على منحة يدفعها بيت المال للأمهات اللواتي فطمن أولادهن.فأذاع رضي الله عنه قائلا ( ألا تتعجلوا صبيانكم عن الفطام، فإنا نفرض لكل مولود في الإسلام)

............................

وهذا نص القصة:
قال لأم الطفل: (اتقي الله يا هذه, وأحسني إلى طفلك)) فقالت له المرأة: ((إني أفطمه, ولهذا يبكي)) فقال لها عمر: ((كيف تفطمينه وهو صغير هكذا؟)) فقالت له المرأة: ((لأن أمير المؤمنين لا يعطي الراتب للطفل الرضيع ويعطيه للفطيم فقط)) .

............................

القصة لها فوائد كثيره منها:
من هذه القصة نعرف أن الخليفة عمر يحرص على العدل، ومع زيادة مداخيل بيت مال المسلمين، عرف رضي الله عنه كيف يتصرف فيها. وبذلك تصبح الدوله " الخلافة" الإسلاميه من أول الدول إصدارا لهكذا قرار.

- عندما قرأت هذه القصة قلت: إن هذا هو ضمير الخليفة الحي عندما رقَ قلبه لطفل غريب يبكي!

ولكن ( مالك بن نبي ) إلتفت إلى جانب مهم وهو أننا في الموقف السابق لسنا أمام ضمير حاكم أو ضمير أم مسكينه، بل نحن أمام ضمير ديموقراطي حي صاغه الإسلام.

قول الكاتب ( ضمير ديموقراطي ) نابع من تحليله في الكتاب وتعريفه لمعنى الديموقراطية وعلاقتها بالإسلام.

في الموقف السابق للخليفة عمر بن الخطاب غابت صورة الرجل المستبد الظالم ( في شخص الخليفة). وغابت صورة المواطن العبد( في شخص المرأة)،فالمرأة كانت تعرف أنها تكلم الخليفة عمر، ولكنها قالت الحق بدون خوف، فتلك المرأة كانت في تلك اللحظة حرة فكرياً وثقافياً وإجتماعياً.

وعندما غابت تلكمَ الصورتان حضرت الصورة الديموقراطية البهيه، بحيث كان هناك سلطة قوية من الشعب على قرار الحاكم الحكيم.

- والآن أقول بغض النظر عن صورة الحاكم. مارأيكم بصورة المواطن الآن مقارنة بصورة المرأة. فأرى أن المواطن العربي بالعموم و"السعودي" بالخصوص بدء يتشرب صورة المواطن " العبد " وهي صورة منافية للديموقراطية.

التنبيه الذي أريد أن أقوله: أنه يجب علينا أن نصنع في أنفسنا روحاً ديموقراطية ليس على الحمكوه فحسب بل حتى في العمل والأسره والأصدقاء. لنستطيع أن نصنع تقاليداً وعرفاً ومشاعر جديده تُكون لنا روحاً نسميها " الروح الديموقراطية "

.........................

كانت جولتي رائعة في ذلك الكتاب وماكُتب أعلاه هو من فكر الأستاذ مالك بن نبي " رحمه الله" طعمته ببعض مافهمت ومااستدركت وأتيت إليكم قارئاً ، متفكراً ،ناقلاً ومُتسائل. لعلكم تشاركوني الإهتمام.






التوقيع

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.

رد مع اقتباس