[align=center]السلام على المؤمنين جميعاً ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم
الله
أسم من أسمائه عز و جل ، تبارك و تعالى وهو أكثر الأسماء تردداً في القرآن والسنة .
(( الله ))
هو أكثر الأسماء اشتهارًا وترديد ًًا على السنة المخلوقين كلهم بمختلف لغاتهم وألسنتهم .
(( الله ))
هو الاسم الدال على الذات العظيمة الجامعة لصفات الإلهية والربوبية , فهو اسم له وحده لا يتعلق به أحد سواه , ولا يُطلق على غيره ، ولا يدّعيه أحد من خلقه .
الله اسم للرب المعبود المحمود الذي يُمجّد الخلق ويسبحونه ويحمدونه , وتسبح له السموات السبع والأرضون السبع ومن فيهن ، والليل والنهار, والإنس والجن, والبر والبحر
(43) تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44) الإسراء
* كل جهـدي ليس يجــــدي ::: إن أكن يارب وحــــدي
كـــل أفـــراح حيـــاتي ::: كل أحـزاني وسُهــــدي
وسُكُوني وشُجـُـــوني ::: واضطرابي حين بُعدي
وصـــلاتي وحيــــــاتي ::: وممــــــاتي يومَ لحــدي
كلُّ فِــكر ٍ كل شِــــــعر ::: كلُّ بــوح كــــان عنــدي
كــلُّ هــذا يا إلــهي ::: ساجدٌ مُذ قلتَ : (عبدي)
(( الله )) كلمة مكونة من حروف لَيَّنَةٍ حلقية جوفية سهلة وهي (اللام والهاء والمد) ينطقها الطفل والصغير, والأعجمي حديث العهد بالإسلام ، والألثغ ،
وكل حروف هذه الكلمة مهما صّرفتها وقلّبتها فهي تعود إلى معنى من معاني الألوهية فهو (( الله )) وهو ((إلاهـ)) لا إله إلا هو.
فلله تعالى هذا الاسم العظيم وما يلحق به من الأسماء الحسنى والصفات العليا .
فما معنى هذا الاسم؟
(( الله )) هو الرب الذي تَأَلهُهُ القلوب ، وتَحِنُّ إليه النفوس ، وتَتَطَلَعَّ إليه الأشواق ، وتحب وتأنس بذكره وقربه، وتشتاق إليه ، وتفتقر إليه المخلوقات كلها ، في كل لحظة وومضة ، وخطرة وفكرة في أمورها الخاصة والعامة ، والصغيرة والكبيرة ، والحاضرة والمستقبلية ، فهو مبديها ومعيدها ، ومُنشِئها وباريها ، وهي تدين له سبحانه وتُقِرُّ، وتفتقر إليه في كل شؤونها وأمورها.
مامن مخلوق إلا ويشعر بأن الله طَوَّقه مِنًناً ونِعَماً، وأفاض عليه من آلائه وكرمه وإفضاله وإنعامه بالشيء الكثير فجدير بأن يتوجه قلب الإنسان إلى الله تبارك وتعالى بالحب والتعظيم والحنين.
من معاني(( الله )) الإله الذي تحنُّ إليه القلوب ،وتحبه النفوس ،ولهذا كان الحب معنىً وارداً في علاقة الخالق بالمخلوق ، يقول الله سبحانه وتعالى :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ) المائده54
فالله تعالى يحب عباده الذين يحبونه ويطيعونه ، والذين يلتزمون بأمره وشرعه فيحبهم الله تبارك وتعالى.
شعور الحب هو شعور خِصب دافق فياض يستشعره المؤمن لربه تبارك وتعالى وهو ينتظر ويرجو من ربه عز وجل أن يحبه ومن أحبه الله فلا خوف عليه فسوف تكون الدنيا كلها في حقه أفراحاً وسروراً وسعادة وبراً وسوف تكون أموره في الموت والدار الآخرة خيرًا وأفضل فأن الله تعالى إذا أحب العبد رفع منزلته في الجنة , وقرّبه وأدناه .
من معاني اسم (( الله ))أنه العظيم في ذاته وصفاته ، وأسمائه وجلاله ومجده ، فلا تحيط به العقول ولاتدركه الأفهام ،ولاتصل إلى عظمته الظنون ، ولذلك تتألّهُ العقول في ذلك أي تتحير لهذه العظمة فالله تعالى أول بلا ابتداء آخر بلا انتهاء ظاهر ليس فوقه شيء ، باطن ليس دونه شيء ، له من أنواع العظمة والمجد والكمال ما لا يخطر على بال ، ولا يأتي عليه عَدٌّ ولا حساب ، فلذلك تحار العقول في عظمة الله عزوجل ، وإن كانت تستطيع بما مُنحت مِن الطّوق والقدرة أن تدرك جانباً من هذه العظمة يمنحها محبة الله سبحانه وتعالى ، والقربى منه ، والتّعبّدَ له بكل ما تستطيع .
* لله في الآفاق أياتٌ لعـل ::: أقلّها هو ما إليه هداكا
ولعل ما في النفس من آياته::: عجب عجاب لو ترى عيناكا
والكونُ مشحون بأسرار ٍ إذا:::حاولت تفسيراً لها أعياكا.
لو قُدّر للإنسان أن ينظر إلى عظمة الله تبارك وتعالى في الآفاق والأفلاك أو في النفس لرأى جوانب من عظمةٍ لا يملك حيالها إلا أن ينطق باسمه العظيم مُسَبِّحاً حامداً ذاكراً شاكراً : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر .
له العظمة التامة بحيث لا يحيط الخلق به علماً مهما حاولوا إلا انه كما قال الله عزوجل : ( ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ )(4) الملك .هذا فيما يتعلق ببعض خلقه سبحانه فكيف فيما يتعلق بصفاته جل وتعالى . لاتحيط به العقول ولهذا قال سبحانه : (وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (110) طه . فلذك كان من معاني هذه الكلمة العظيمة (( الله )) الذي تحار فيه العقول وتعجز الأفهام والعلوم عن الوصول إلى عظمته أو الإحاطة به .
كتب ابن تيميه رحمه الله استشهاده في هذا المقام بتلك الأبيات الجميلة المؤثرة :
* فيك يا أعجوبة الكـون :::غدا الفكرُ كليلا
أنت حـــيّرت ذوي اللُُبب::: وبَلبَلتَ العقولا
كلّمـا أقـدم فكـــري :::فيك شبرا فرّ ميلا
ناكصاً يَخبِطُ في عــمياء::: لا يهدي السبيلا.
سبحان ذوالعزة والجبروت سبحان ذوالملك والملكوت
كتاب (مع الله )
الاسم الأعظم وقصة الأسماء الحسنى
للشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة.
جزا الله من سأل عني خير الجزاء

[/align]
[line]-[/line]
سبحان الله وبحمده
--- عدد خلقه --- ورضا نفسه --- وزنة عرشه --- ومداد كلماته ---
-----------------------------
أستغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه
أستغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه
أستغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه