عرض مشاركة واحدة
قديم 01-01-09, 09:24 am   رقم المشاركة : 45
فنتآستك
عضو قدير
 
الصورة الرمزية فنتآستك






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : فنتآستك غير متواجد حالياً




::: 4 :::
نزل سلمان وحسن من السيارة
حسن أخرج جواله ليبلغ المعلمين بوصولهم
ثم التفت إلى سلمان واخبره بوجود معلم جديد معهم
واخبره بأن صالح القصيمي سيدبر نفسه ولن يأتي معهم

سلمان العاصمة وهو يتكئ بيده على الجمس :
خله يدبر نفسه
أتوقع أفضل له من الظروف اللي حنا فيها
بعدين
تقول معلم جديد
من هو
،،،،،،،،،،
المعلمين خارجين من الفندق
،،،،،،
حسن المكاوي ينظر للمعلمين :
اسمه علي من جدة
شوفه
المتين صاحب البشرة السوداء

سلمان العاصمة :
الله يعينا وياه
الظاهر ماعمره دخل صحراء

حسن يبتسم ويهمس في أذن سلمان :
من بحر جدة للنفود
الله يعينا وياه
--------------
بعد السلام
قاموا بحمل الأمتعة وبعض العفش
مثل الثلاجة وبعض المكيفات
تم ترصيصها في الجمس
وكأنها أعواد ثقاب
لم يبقى أي مكان إلا واستغل في أحد الأمتعة
حتى المرتبة الخلفية
خمسة معلمين تم صفهم جيدا
أما المرتبة الأمامية
فكانت من نصيب السواق
عبد الله الشمالي
والمقعد المجاور له
كان من نصيب أحد أقربائه
الذي استعان به على هذه المهمة
سبعمائة ريال
قيمة الحجز على هذه الرحلة
بالرغم أنها لا تشتمل على تكييف ولا مقاعد نظيفة
ومن باب أولى الأكل والشرب
أقلعت السيارة صباح الجمعة
الساعة الثامنة صباحا
على أمل
أن نصل قبل غروب الشمس بوقت كافي
اقلع الجمس بصوت مزعج
يلفت انتباه الجميع له
مثير تساؤلات للجميع
إلى أين مصير هذه الحملة
النوافذ فاتحة إلا الجهة اليمنى
جهة حسن لا تفتح
والعرق يتصبب من جبينه
ولا بد من المرور على آخر محطة على الطريق
لتزود من الماء والمأكولات البسيطة
وتوديع الأحبة
ضع على السطر السابق عشرين خط
لأنها هي الأصعب
وبعد ما أنقطع الإرسال
وأشرفنا على نهاية الطريق المعبد
انعطف عبد الله الشمالي لمزرعة على الطريق
مثيراً تساؤلات بين المعلمين
لماذا اختلف الطريق ؟
ما ذا يريد من المزرعة ؟
ربما يتصور أننا معلمين نملك من المال الكثير
ربما أغراه الأثاث
وصلنا للمزرعة وفيها سيارة من نوع كابرس قديمة
يجلس بجوارها رجل مسلح
هنا
تأكدت التوقعات بنسبة كبيرة
ليخرج سؤال مباغت
لماذا جأت بنا لهذه المزرعة ؟
تبسم ابتسامة مخيفة
ليجاوب قريبة إجابة أراحتنا إلى حد ما :
نريد أن نملأ بعض ( الجراكل ) بالماء
تحسبن للطريق
توقفت السيارة
نزل الجميع وجلسوا في ظلال أشجار الزيتون
والتي اشتهرت بها منطقة الجوف
ولنكتشف أن الرجل المسلح بجوار الكابرس
ما هو إلا شاب يهوى الصيد ( ببندقيته الهوائية )
يبحث عن طيور في هذه المزرعة .
اكتشفنا أننا ظلمنا الرجل
وأسأنا الظن
وكل هذا كان تراكم قصص ومغامرات لقطاع الطرق
سببت هذه النفسية عند المعلمين
وجعلتهم يفقدون الثقة في كثير من الأحيان

بعدها ركبنا السيارة وأكملنا الطريق حتى وصلنا لأطراف النفود
لنتوقف وننقص من هواء الإطارات
والوقت يمشي سريعا
والشمس ترتفع لتنتشر إشعتها الحارة
بعدها
أحسسنا من حديث عبد الله الشمالي مع قريبة
أن أمراً مريباً
قد حصل
لنقترب منهم ونسألهم :
عسى ما شر ؟
عبد الله الشمالي :
لا
الأمور بسيطة بإذن الله
حسن وهو يرفع يده يحاول أن يحجب حرارة الشمس :
وش فيه بالضبط ؟
ريحونا
وخلونا نساعدكم
قريب عبد الله الشمالي :
الإطار الخلفي على اليمين
عليه ضغط
من الحمولة الزائدة
وهو ضعيف
محمد المدني :
طيب وش العمل
سعيد الجنوبي يحاول أن يربط ثوبه على وسطه ليستعد للعمل :
ما فيها لازم نبدل الكفر
،،،،،،

ويأتي عبد الله الشمالي بجواب شدته هونت علينا حرارة الشمس الملتهبة :
المشكلة الإطار الاحتياط ( الستبنة ) عطلان
سلمان العاصمة يجلس غير آبه بحرارة الأرض ولا بالأتربة المتطايرة على وجهه
وكأنه منهار من هذا الخبر :
طيب وش العمل الحين

عبد الله الشمالي يحاول أن ينزل بعض العفش :
ما فيه إلا إنا نطلع العفريته
ثم نبدل الكفر الأمامي لأنه جديد بالكفر الخلفي
الجميع يحاولون أن يساعدون عبد الله الشمالي ليختصروا الوقت
طلعت الثلاجة ولم يجدوا العفريته
خرج المكيف الأول ولم تخرج العفريته
والمكيف الثاني ولم يجدوا العفريته
وبعدما نزل العفش كاملا وجدها في الزاوية منزوية
وكأنها لا تريد أن تخرج بهذ الحر الشديد
تنهد الجميع
بعدما وجدوا العفريته
لأنهم وصلوا لمرحة لا يستغربون أن العفريته مفقودة أيضا
بعدها تم تبديل الكفر
ورفع العفش من جديد
لينظر علي الجداوي للساعة :
يا شباب الساعة الحين 11
والطريق طويل قدامنا
ركبوا السيارة
وهم يتأملون بعضهم البعض
هذا ثوبه متسخ
وهذا وجهه يتصبب من العرق
وهذا أزرته متفتحه
كأنهم خارجين من معركة
ليعلق سلمان من الضجر :
أعوذ بالله
هالصحراء ما شفنا فيها أي كائن حي

عبد الله الشمالي يضحك :
ههههههههههههههههه
ما فيها غير خمسة مدرسين

حسن المكاوي :
طيب ليش حاطين مدرسة
وبهذلة

على الجداوي :
ياخي كيف الناس عايشين في هالأجواء

محمد المدني يبتسم :
أكيد يحبونها و لا يرضون ينقلون لأي ديرة غيرها

سعيد الجنوبي :
طبيعي
من طفولتهم وهي بيئتهم
وأجدادهم كانوا فيها

،،،،،
وبدأ الجمس يقطع الرمال
وفي بعض الرمال يكاد يعلق
وكلما أوشك على التغريز
توشك معه قلوب المعلمين أن تتوقف
يكفيهم ما جائهم حتى الآن
،،،

سلمان يخرج جواله ليستمع لبعض المقاطع الصوتية
وحسن يهف على وجهه ببعض الأوراق الصغيرة
والبقية أعينهم شاخصة للأمام
وبعد أن انتصف الطريق علق الجمس
ومع بعض المحاولات البسيطة تم إخراجه
لم يستدعي جهود كبيرة
ليحمدو ربهم
ويشكروه أن هون عليهم
خالط التعب
جوع شديد
وكل أملهم أن يصلوا للقرية بسلام
وبعدما قطعوا أكثر من 150 كلم بر
ولم يتبقى على القرية إلا قرابة الـ 15 كلم
بدأت تظهر بيوت الشعر
المترامية هنا وهناك
وعند أحد بيوت الشعر شاهد المعلمين فتاة تقود جيب شاص

علي الجداوي يداعب حسن :
شوف يا حسن البنت تسوق في النفود وأنت ما تعرف هههههههه

حسن المكاوي ينظر تجاه بيوت الشعر :
يا عمي اديني جيب وشوف أعرف أسوق ولا لا
بعدين لا تطالع في بنات الناس
والله يذبحوك
ترى ما عندهم
،،،

وبدأت الممازحات وكأنهم عندما علموا بقرب ( عذفاء )
انفتحت نفسيتهم للمزاح
ولكن هذا لم يدم طويلا
فقد كدر عليهم الجمس
عندما نشب في إحدى النقر ( منخفض رملي )
ولم يستطيعوا أخراجه
ومع محاولات من دف وحفر
لم تجدي كلها
وخاصة إن طاقتهم لا تساعدهم

رأو جيب شاص قادم من بعيد
من جهة بيوت الشعر
،،،
علي الجداوي يحادث حسن بصوت منخفض :
جوك البنات بيطلعونك
يا فشيلتك

حسن المكاوي :
أحلى ياللي منت مغرز معانا
سيب التريقه حقتك

محمد المدني :
يا جماعة سواق الشاص ما هو بنت

سلمان العاصمة :
هذا رجال
ما هو بنت
،،
توقف الجيب الشاص لينزل منه رجل يأخذ لونه من لون الرمال اللتي يمشي عليها
وكذلك خشونة يده بعدما لامست أيدي المعلمين الناعمة أيقنوا أنه من أبناء الصحراء
وثوبه الداكن وشماغه الباهت
كل العلامات تشير ألى رجل خبير بهذه الرمال

نزل من سيارته رافعا صوته :
يا مال العافية
يا مال العافية
ليجيبه حسن المكاوي :
أيه عذفاء
عذفاء
نبي عذفاء
وضحك المعلمين على حسن وفهمه الخاطأ للكلمة
وقطع الضحكات سلمان العاصمة بإجابة لعلها ترضي هذا البدوي
الله يعافيك
البدوي :
عسى ما شر
عبد الله الشمالي :
أبد مغرزين
ربط البدوي الجمس بجيبه الشاص ومن شده بسيطة مع مساعدة المعلمين
خرج الجمس
بعدها لزّم البدوي على الزملاء بزيارته
واعتذر الجميع
ولم يأبه بعتذارهم
إلا بعد ما شاهد إلحاحهم
سمح لهم
بعدها توجهو للقرية

حسن المكاوي يعلق على إلحاح البدوي :
الحمد لله
يا لله سيبنا

محمد المدني :
وش فيك يا أستاذ حسن فشلتنا
الرجال يقول يا مال العافية
وتقوله
إيه عذفاء
،،
ضحك الجميع مرة ثانية ضحكة أخف من الأولى

ليعلق بعدها حسن :
والله
إيش يعرفني باللهجة حقتكم هذي
بعدين حنا قرفنا
نبي عذفا
باللي هي
الشمس بتغيب والساعة خمسة العصر الحين

سعيد الجنوبي :
أفففففففففف
من الصبح وحنا نمشي
والله لو ماشي للجنوب يمديني وصلت


عبد الله الشمالي :
خلاص هانت يا شباب
شوفوا عذفاء
بينت من بعيد

قريب عبد الله الشمالي :
باقي يمكن 7 كلم

سلمان العاصمة :
الحمد لله على السلامة
بس على فكرة وين بتنزلون العفش

محمد المدني :
مدري عن حسن

حسن المكاوي :
أنا كلمت المدير أبو شهانة
ويقول عندكم المدرسة أو الأمارة

سعيد الجنوبي :
يمكن المدرسة أحسن إلى أن نلقى بيت

محمد المدني :
بس ودنا ننزل عفشنا مرة وحدة
ما ننقل عفشنا هنا وهناك

سلمان العاصمة :
صدق محمد

حسن المكاوي :
أجل نروح للأمارة ونشوف هناك
أكيد بنحصل أحد يدلنا على سكن
ولا أيش رايك
يا علي

علي الجداوي :
والله أهم شي ننام زي الناس الليلة

عبد الله الشمالي :
أجل بوديكم للأمارة وبعدها يحلها حلال بإذن الله

،،،،،


الشمس بدأت بالغروب
والأمارة لا يبدو عندها أحد
بعدما توقفت السيارة نزل منها سلمان لينادي زملائه :
أنزلوا أشوف لي شايبين هناك
خلونا نكلمهم

حسن المكاوي يكلم عبد الله الشمالي :
دقايق ونجيك

عبد الله الشمالي :
تكفى بسرعة
ما ودنا نتأخر

حسن :
خير

،،،

بعدما دخل المعلمين الأمارة
وبعد الترحيب والسلام الحار
جلس المعلمين
ليتحدث سلمان العاصمة للشيبان موظفي الأمارة :
حنا مدرسين معينين في هجرتكم عذفاء
والحين معانا عفشنا
ودنا نشوف لنا سكن
إذا تخبرون أحد

قام أحد الشيبان لسيارته داخل الحوش لينادي بالجهاز ( الكنود ) :
يا مطني
مطني

وما هي إلى دقائق بسيطة حتى عاد لمكانه وجلس :
خلاص بيجيكم مطني الحين
عنده بيت زين وإن شاء الله بيجوز لكم

تكلم الشايب الثاني وكان رجل جبر وله شنبات طويلة :
حي الله المدرسين
المعلمين :
الله يحييك

الشايب :
ينظر لعلي الجداوي وهو يشاهد بشرته السوداء :
أنت مدرس سوداني

علي الجداوي بخجل شديد :
لا يا عم
أنا مدرس كيمياء من جدة

بقية المعلمين يكتمون الضحكة في أفواههم

الشايب يحاول يلطف الجو :
ما شاء الله من جدة
وش اخبار البحر عندكم ؟


علي الجداوي يضحك :
ما عليه طيب
،،،،
بعدها دخل رجل لحيته بيضاء يخالطها سواد بسيط ومعه عصا يتوكأ عليها
وسلم وجلس

الشايب :
هذا مطني
وعنده بيت

حسن المكاوي :
تكفى حنا مستعجلين ودنا نشوف بيتك
إذا ناسبنا بنسكن

مطني يبتسم :
حياكم الله
اسكنو فيه هالأسبوع مجانا
إلى أن تدبرون أموركم
وإذا أعجبكم ما نختلف


سلمان العاصمة :
بيض الله وجهك
ما قصرت
بإذن الله بكرة نرد لك خبر

مطني يتوكأ على عصاه ليقوم :
خلاص أمشوا وراي

بعدها توجه الجمس للبيت
لينزل الشباب العفش
مع حلول الظلام
ويرجع عبد الله الشمالي من حيث أتى
وقد استلم المبلغ المتفق عليه ..

------
المعذرة على قلة الصور
كان وقتي ضيق شوي..
بس أوعدكم بإذن الله العدد الجاي
-----

وإلى لقاء في حلقة أخرى مع الحديث الشيّق مع أستاذنا وزميلنا جهز ..






التوقيع


.
.

, .. ؟!
.
رد مع اقتباس