عرض مشاركة واحدة
قديم 31-12-08, 03:08 pm   رقم المشاركة : 36
فنتآستك
عضو قدير
 
الصورة الرمزية فنتآستك






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : فنتآستك غير متواجد حالياً



::: 3 :::

عندما أقبلوا على المزارع المحيطة بسكاكا
بدأت الرسائل تقبل على جوالاتهم
وخاصة خدمة موجود
وبدأت الاتصالات تنهال من قريب ومن بعيد
ولعل النصيب الأكبر كان للوالدين ..
موقف لا يتكرر عادة إلا في الأعياد
بعدها هدئت الجوالات
مع هدوء محرك السيارة
عندما توقفت عند الإدارة
لينزل المعلمين في مواقف سيارات إدارة التربية والتعليم
عبد الله الشمالي يفتح نافذة السيارة وهو يلف مقود السيارة ( الدركسيون ) :
توصون على حاجة يا شباب
حسن المكاوي يرفع صوته :
أبد سلامتك
بس مثل ما اتفقنا
عبد الله الشمالي يبتسم :
خير إن شاء الله
سلمان العاصمة يلتفت إلى حسن :
وش هالحركات والاتفاقيات
صدق من قال
الذيب ما يهرول عبث
حسن المكاوي :
وش ذيبه أنت الثاني
هذا جزائي يوم اشتغل لكم
سعيد الجنوبي وعليه علامات التعجب :
تشتغل لنا أيش ؟ !!!
حسن يخرج ورقة من جيبه فيها رقم جوال :
هذا رقم عبد الله الشمالي
محمد المدني :
وش فيه رقم عبد الله الشمالي
لا يكون بتسير عليه
ترى تعبانين ولا حنا رايحين معك
صالح القصيمي يضحك :
الظاهر عنده مشروع خطبة
من هو سعيد الحظ ؟

حسن المكاوي يضرب يده اليمنى باليسرى :
الله يخلف عليكم
بس معذورين
الهجولة اللي مريتوا فيها ما هي سهلة ..
ومن الفجر ما نمتم
و لاتغديتم بعد
ما عليكم شرهة بصراحة ...
أنا أخذت رقم عبد الله الشمالي
علشان إذا ما لقينا أحد يودينا
هو يودينا
سلمان العاصمة :
ما شاء الله عليك
محمد المدني :
يا صبر الآدمي هذا على النفود
بيروح مشوار ثاني بعد
والله إنه نشمي

حسن :
يا حبيبي ما هو رايح لسواد عيونكم
بمقابل أكيد
سعيد الجنوبي :
ونا اقول وش له بالبهذلة معانا
أثر الدعوى فيها فلوس
حسن المكاوي :
بصراحة الرجال ما قصر
قال مستعد أوديكم مجانا
بس أنا ما رضيتها
وخاصة إن حالته المادية ما هي بلحين
وبالنسبة للسعر
بصراحة ما اتفقنا على شي
إلى الآن

---------------
جوال سلمان العاصمة يدق
سلمان العاصمة :
عن اذنكم يا شباب عندي مكالمة
------------------

- سلمان العاصمة يبتعد قليلا عن زملائة
حسن المكاوي :
استانس يا عم
من قدك
المدام مهتمه فيك
----------
بعد دقائق بسيطة رجع سلمان العاصمة
سلمان العاصمة :
أي مدام الله يهديك
هذا أحد الزملاء يسأل عن اخباري
ويعلمني إنهم حطوه في ميقوع على طريق تبوك
بس ما عليه فيها اتصالات وسكن و طريق مزفلت
سعيد الجنوبي :
هذا بجنة بالنسبة لنا
عسى ما هو متضايق
سلمان العاصمة :
لا ما هو متضايق الحمد الله
يوم سمع اخبارنا رضى بــ ( ميقوع )
بس لزم علي إني أبات عنده الليلة
حسن المكاوي :
حلو
ليش مستعجل على السفر
خلنا بكرة الصبح نروح للإدارة يمكن نطلع بنتيجة معاهم
محمد المدني :
راي حلو
اجل موعدنا ياسلمان الصباح في إدارة التربية والتعليم
الله يكتب اللي فيه الخير
-------------
صالح القصيمي يودع المجموعة بعد ما أخذ أرقام جوالاتهم
ليخبرهم أنه سيذهب لزملاء له في سكاكا
وأنه سيذهب للقصيم في اليوم التالي برا ً
وبعدها
تفرقوا الشباب عند نفس المكان اللي تجمعوا فيه من قبل
إدارة التربية والتعليم بالجوف
حسن و سعيد و محمد اتفقوا إنهم يسكنون في شقة مفروشة في سكاكا
وخاصة إنهم حاليا ما يعرفون أحد في سكاكا
-----------------
الجميع ناموا نومه لمن يناموها من قبل
فلم يمهلهم النوم والتعب كثير من الوقت
ليجهزعليهم بعد العشاء مباشرة
حتى صباح اليوم التالي
ليجدوا أنفسهم عند إدارة التربية والتعليم مرة أخرى
وعلى نفس المنوال
مطالبات ومحاولات لعلها تجدي
ولكن النتيجة واحدة
لا مجال لتغيير التوجيه
رجع المعلمين إلى الشقة ليحكي كل واحد منهم قصته
ولعل سلمان العاصمة كان أشدهم غيضا
وهذا كان واضح على محياه
ليسأله حسن المكاوي :
ما بك يا أستاذ / سلمان
كلنا لم تلبى طلباتنا
لماذا أنت بهذا الشكل ؟
سلمان العاصمة ووجهة يميل للأحمرار من الغضب :
ما يلبون طلباتنا بكيفهم
أما يستهزؤون فينا
هذا اللي مغضبني
محمد المدني :
مين اللي مستهزي فينا
سلمان العاصمة يقص قصته :
كنت في مكتب في الإدارة
وعند أحد المسؤولين
اللي وضع في غير محله بصراحة
وقبل أن أطلب منه إنه يساعدني
كان قبلي بعض المعلمين يطلبون النقل من ميقوع إلى سكاكا أو دومة الجندل
وكانوا متذمرين من الحالة اللي هم فيها
حسن المكاوي :
طيب حلو
سلمان يكمل :
وحبيت أساعد هالمسؤول واشرح لهم حالتي
حتى يرضون بالواقع اللي أنا فيه
وبديت أحكي لهم جزء من معاناتي
إني متعب من مشوار أمس لعذفاء
ست ساعات في النفود
و أكثر من 100 كلم كلها نفود
وتغاريز
وبهذلة
ويوم هدؤو
ورضوا باللي هم فيه
زمجر هالمسؤول بصوت عالي :
ناعم يا شيخ
سعيد الجنوبي :
كذا بكل بجاحة
وش سويت أنت
سلمان العاصمة :
بصراحة دارت في راسي جميع الأفكار الشريرة
وأحس إن الشياطين حفتني لحظتها
مرة تقول لي رد عليه وقل له :
جالس على كرسي دوار ومريح وتحت المكيف ولا أنت ناعم
ومرة تقولي قله :
بنشوفك يا شاطر في عذفاء كل اسبوع مرة بس
ما نبيك تسكن
بس نبي منك زيارة كل اسبوع
حتى تثبت لنا إنك منت ناعم
محمد المدني :
عسى ما قلت له شي ...
سلمان :
لا والله
تعوذت من الشيطان
وقلت في نفسي ما هو أهل إني آخذ وعطي معاه
والشرهة على اللي حطه في إدارة شعارها ( التربية قبل التعليم )
حسن المكاوي :
أحسنت التصرف
طيب وش صار على رحلتك
سلمان العاصمة :
إن شاء الله قبل العصر بطلع لهم
----------------------
صالح ركب سيارته ومسك الخط السريع متوجه من سكاكا للقصيم مرورا بحائل
مع الخط السريع الجديد

يشق النفود الكبير بسيارته الصغيرة
صوت شجي يخرج من السماعات
وهواء بارد يبعثه مكيف السيارة
ليداعب صالح وهو يجلس على كرسي مريح
وخياله يسبح في التجربة التي مر بها
ويقارن بين النفود هناك
والنفود هنا
القرق واضح
فالطرق المعبدة نعمة تستحق الشكر
--------------------------

سلمان متوجه للمطار لعله يظفر برحلة قريبة
بعد ما بلغ الشوق مبلغه
خمسة أيام فقط
وكل هذا الشوق
كيف بسنة قادمة
دخل المطار

لم يكن مثل مطار الملك خالد الدولي
بل كان مطار إقليمي
مثل بقية المطارات الإقليمية في المملكة
وقف عند الكونتر ( الاستقبال )
وعيناه تسترق أسماء الموظفين
لعله يتعرف عليهم
فهذه لن تكون آخر رحلة بالتأكيد
وبعد محاولات
تيسرت الرحلة ولله الحمد
ليصل إلى أحبابه في الرياض
ويحكي لهم كل التفاصيل
وفي كل مجلس يحكي ويحكي
لدرجة إن بعض المجالس
وبدون أن يطلب منه
يجد نفسه يحكي ما مر به هناك
وخاصة أنه
لأول مرة يذهب للشمال
ولأول مرة يتعزب
-----------
الزملاء والأقارب يحاولون أن يحفظون اسم الهجرة
مرة يقولون حذفاء ومرة عزفاء ومرة عدفاء
ليضحك سلمان ويعلق بقوله :
هي عذافاء
ولكنها بالنسبة لنا منفا
---------------
الاتصالات لم تنقطع بين المعلمين
مرة يسألون عن المستجدات في الإدارة
لعلهم يضفرون بنبأ عظيم
يوقظهم من هذه الكوابيس
ومرة يسألون عن التجهيزات للسكن في عذفاء ونوعية السيارة اللتي ستقلهم
------------------
مر الأسبوع سريعا
لم يشعروا به
ليجد سلمان نفسه في المطار منتظرا رحلته المتوجهة لمنطقة الجوف
وهو يشاهد المسافرين ويحاول أن يتفرس ويعرف من سيركب معه
ليتوجهون لمنطقة الجوف
كل ما رأى شاب ومعه حقيبة ظن أنه معلم سيتوجه لمنطقة الجوف
لم يقطع تفكيره إلا إعلان الخطوط الجوية السعودية
للرحلة المتجهة للجوف
بعدها حمل حقيبته
وتوجه للطائرة وقبل أن يغلق الجوال شعر بصوت يخرج منه
رفع الجوال ليجد حسن المكاوي يتصل به
ويسأل عن موعد الإقلاع
لكي يتسنى لهم استقباله في المطار
انتهت المكالمة
وجلس سلمان على مقعدة المخصص في الطائرة
وجلس بجواره شاب أبيض البشرة
له لحية خفيفة
توسم فيه سلمان أنه معلم مستجد في منطقة الجوف
ولكن عندما انتهى الحديث
اكتشف أنه طالب جامعي يدرس في الرياض
ومن سكان الجوف
ليكون الحديث عن منطقة الجوف ومزارعها والزيتون اللتي اشتهرت فيه الفترة الأخيرة
وجزء بسيط عن عذفاء التي لا يعرف عنها إلا أنها في النفود
-------------------------
سلمان ينظر مع النافذة الصغيرة ليرى العالم من السماء
ويشاهد النفود كم هي كبيرة
يحاول أن يشاهد عذفاء بين جنبات النفود
لا يرى شيئا
وصلت الرحلة للجوف
فتح الجوال
ليستقبل اتصالات من زملائه المعلمين
فهم يريدون أن يصلوا لعذفاء قبل غروب الشمس
حسن المكاوي :
الحمد لله على السلامة يا سلمان
حنا جايينك في الطريق

سلمان العاصمة :
الله يسلمك أخوي
خلاص أنا في انتظاركم
تخبرون سيارات الأجرة قليلة في الجوف
حسن المكاوي :
ودنا نمشي الحين
سلمان العاصمة :
الحين
الساعة 8 صباحا
يعني بدري شوي
حسن المكاوي :
تخبر لا زم نعمل بالاحتياطات
السيارة لك عليها
سلمان مستغرب :
وش السيارة
متفقين على سيارتين
جيب شاص ينقل العفش وجيب صالون ينقلنا
وتكون موديلات جديدة
ترى الدعوى حياة وموت

حسن المكاوي :

لا تستعجل
بتشوف السيارة
وسيبك من الأحلام والخيالات حقتك << بلهجة حجازية جميلة

------------------
وطول هذه المدة وسلمان يفكر وش بتكون السيارة
وبعد مرور نصف ساعة مسافة الطريق من المطار للشقة
وصلوا للشقة
------------------
سلمان العاصمة :
وين السيارة يا حسن
حسن المكاوي :
ما تشوف اللي قدامك
سلمان :
ما فيه جيوب
فيه جمس قديم مرة يذكرني بجموس الحجاج قبل 20 سنة

حسن :
هذا اللي بنروح عليه
سلمان يضع يده على وجهه :
من جدك بتروحون بهذا
حسن :
الشكوى لله
أنزل بس أنزل ...



تابعوا في الجزء القادم

مع أخينا الفاضل / أبوعبدالعزيز ..







التوقيع


.
.

, .. ؟!
.
رد مع اقتباس