منتدى بريدة

منتدى بريدة (https://www.buraydh.com/forum/index.php)
-   مدونـــــات الأعضـــــاء (https://www.buraydh.com/forum/forumdisplay.php?f=92)
-   -   في محو الأمية (https://www.buraydh.com/forum/showthread.php?t=318048)

ماجدة عادل الشرايرى 14-01-12 05:13 pm

في محو الأمية
 
بسم الله الرحمن الرحيم

عليه توكلت وإليه أنبت

ماجدة عادل الشرايرى 14-01-12 05:15 pm


كان موضوع درس اللغة العربية في مركز تعليم الكبار ومحو الأمّية "الجملة الفعلية" وبالتحديد فِعلْ الأمر وبعد أنْ تمَّ عرض مقدِّمة الدرس وطرح الأمثلة على اللوح وشرحها ومشاركة الدارسات، جاء دور التقويم من قِبَلي "كمعلمة" في طرح الأسئلة التقويمَّية عن الجملة الفعلية عموما، أشرتُ إلى السيدة أم عليّ رحمها الله - هي سيدة طيبة جدا وبسيطة، كنت ألمحها تتثاءب أحيانا- لتُحدّد نوع الفعل في الجملة والمحدد تحته بخط:
أكتبِ الدرس يا أم عليّ.
لكنها تأتأت وتلعثّمت ولم تستطع الإجابة، اقتربت منها لأوضِّحَ الإجابة:
حينما أقول لكِ: أكتبِ ، هنا أنا ألقي عليكِ فعل الأمر.
ألقيتُ نظرة إلى وجهها وقد اكفهّرّ وتلوَّن والغضب باديا في حشرجة صوتها،
فأجابت: هل يليق بفتاة مؤدّبة ومتعلمة، تفهم الأصول وعاداتنا وتقاليدنا أن تأمر امرأة في سن والدتها- يا خجل الخجل- وحملت كتبها وخرجت من الصف. خرجتُ أتبعها موضحّة لها عدم القصد والاعتذار، وافقت أن تعود لغرفة الصف لتُلقي مثال الجملة الفعلية،
ولتأمرني هي كما طلبتُ منها:
أُحضري اليوم لمنزلي لتناول العشاء وإلاّ لن أرضى ولن أعود للمدرسة..
ضحكنا جميعا في غرفة الصف ووعدناها بزيارة قصيرة لمنزلها يوم الإجازة نحتسي معها القهوة.

ماجدة عادل الشرايرى 16-01-12 12:48 am

لماذا سمَّيتُ مدونتي في محو الأمية؟!
لأن تلك الفترة الزمنية من أجمل مراحل العمر العملية..
حيث كانت بدايتي في العمل وكان العمل مع كبار السن متعة،
وطبيعة البيئة والمجتمع الذي عملت فيه كان عفوي بسيط، فيه أجواء
الأسرة الواحدة بعيدا عن أي أطماع أو غيرة وحسد، محبة تجمعنا، تسلية
ومرح وانتماء؛ فقضيت معهن أجمل السنوات، لا أزال أذكرهن واحدة واحدة..
إن شاءالله يتولى برحمته من رحلن منهن عن هذا العالم ويغفر لهن...

ماجدة عادل الشرايرى 16-01-12 12:53 am

هذا لا يعني أنني سأكتفي باسترجاع ذاكرتي في المواقف التعليمة وفي مركز تعليم الكبار ومحو الأمية فقط، بل ستكون مدونتي إن شاءالله حديث الروح وفي كل ما يخطر ببالي...

ماجدة عادل الشرايرى 16-01-12 12:56 am

لن تكون مجرد ذكريات ،
قد أجنح للخيال أحيانا...

ماجدة عادل الشرايرى 16-01-12 02:35 am

ومشيت بالدرب على عثراته، جبت العالم لأصل نقطة الإلتقاء مابين الإرادة وحب الحياة لترجح كفة العلم والحلم على الحُزن والحزَن .لم أتبادل الأدوار مع أحد ولم أكن أؤمن إلاّ بالابتسامة والرضى بما قدّره الله ولم أؤمن بأن هناك مستحيل أو أحتاج لمعجزات، إرادة الله ومشيئته تلغي كلمة مستحيل من قاموس الحياة، فمن كان مع الله فلا يبالي .
لن أقول بأني عمياء لأن الأعمى أعمى البصيرة والقلب، ولن أقول بأني صماء بكماء إلاّ بعبث المفردات التى لا أود سماعها وأترّفع عن قولها، لن أقول بأن قدميّ عاجزتان عن الجري، لأني لن أدخل سباقات المارثون، يكفيني أن أسير الهوينا وأجوب مساحات الأرض وأمتطي السحب والفضاء ، لم أشعر أبدا بأنني لا أستطيع ما دام الله سبحانه وتعالى لم يكلف نفسي إلا وسعها ..
وبحمد الله وفضله ؛ أناعلى يقين بأنك تستطيع أيها الإنسان أن تنهض بما وهبك الله من قدرات لك وحدك وميّزك الله بها عن غيرك، لا تنظر إلى ما ينقصك وعندهم ، فالكمال لله قد تملك الكثير مما ينقصهم.
فتوكلت على المولى وطويت صفحة الأحزان...




ماجدة عادل الشرايرى 16-01-12 02:47 am

خروج
تصبحون على خير

ماجدة عادل الشرايرى 20-01-12 02:28 am

حلّقتّ

توّدُ معانقة

النجوم،


فما سموَّت،

كما السماء..!


وقد ضاع منك

وجه الأرض..!

ماجدة عادل الشرايرى 20-01-12 02:40 am

في تلك اللحظة الانتقاليّة
مابين الموت والحياة ؛
لابُدَّ وأنني
قد أوقفتُ نفسي
في حضرة تلك اللحظة،
إحساس بالانهيار
أمام وجه
يلفظ أنفاسه
الأخيرة داخلي..!

ماجدة عادل الشرايرى 20-01-12 02:45 am

هنا لم ألجأ للمنقول..

ماجدة عادل الشرايرى 20-01-12 02:47 am

خروج
إلى اللقاء مجددا
إن شاءالله

ماجدة عادل الشرايرى 08-02-12 08:49 pm

جاء رئيس قسم تعليم الكبار ومحو الأميّة إلى مركزنا للمتابعة وتفقُد أحوال الدارسات واحتياجات التعليم في المركز، في البداية تناول سجل الحضور والغياب وبدأ بقراءة الأسماء ، لم تعلن أي دارسة بأي إشارة عن وجودها سواء بكلمة نعم أو رفع يدها، أشارت لي إحدى الدارسات تود محادثتي، اقتربتُ منها وأصغيت لوشوشتها، فقالت: لن تستجيب أي دارسة للأستاذ راجيّنَ منك النداء علينا بالكنية لا بالأسماء، لو علم أبناءنا وأزواجنا أنه يعرف أسماءنا لن يغفروا لنا، لنفترض أنني كنت وزوجي أو ولدي بالسوق أو بأي مكان آخر وصدفة شاهدني الأستاذ وودَّ أن يُلقي عليَّ التحية مناديا باسمي، كيف سأقنع زوجي أنه الأستاذ المسؤول عن تعليم الكبار، وحتى أثبت له ذلك سيكون الأستاذ قد أصبح من المأسوفين على شبابهم. وقفت حائرة من أمري، كيف أقنعها بعدم جدوى تسجيل الكنية في الأوراق الرسمية، ثمّ أجلّتُ الحديث بالأمر بعد انتهاء الزيارة، توجهّتُ للمشرف وشرحت له الموضوع وكان متفهما لمفاهيم تلك البيئة واقترحت عليه كتابة الكنية بقلم الرصاص أمام كل اسم على أن أشرح لهن فيما بعد ضرورة الالتزام بقوانين التعليم، وصدف أن هناك ثلاث سيدات كنيتهنَّ "أم محمد" ، ذهبت للأولى وقلت لها أنت أم محمد رقم واحد وللأخرى أثنين وللأخيرة رقم ثلاثة، وهكذا تفقّد المشرف الحضور بالكنية و سارت الأمور بصعوبة ، ثمّ تنفّسّتُ الصعداء بعد انتهاء الدوام على خير وبابتسامة رضا من الجميع.

ماجدة عادل الشرايرى 20-01-13 12:43 am


...بعد أن ظهرت نتائج الإمتحانات النهائية لمراكز محو الأميَّة وتعليم الكبار في المملكة، شعرتُ بنشوة عارمة، فقد حصل مركزنا على الدرجة الأولى في المحافظة، والثانية على مستوى المملكة. وقد قرَّرت وزارة التربية والتعليم تكريم المراكز ذات الدرجات التحصيلية المتقدمة باحتفال رسمي وتقديم الجوائز التقديرية ثمَّ تمَّ التنسيق مع التلفزيون لتسجيل الاحتفال ولقاءات مع الدارسات.
...وبعد فقد تمَّ التنسيق مع السيدات الدارسات واتخاذ الإجراءات اللازمة ووضع برنامج الاحتفال وإرسال السِيرالذاتية للدارسات الثلاث المُتفوِّقات وترتيب قاعة الاحتفالات وإعداد الكلمات الترحيبية وقوائم مأكولات الضيافة، أما بالنسبة لكلمة السيدة الدارسة التي حصلت على الدرجة الأولى، فقد عرضت الكلمة المكلَّفة بإلقائها بهذه المناسبة ففاجأتني بأسلوبها المُعبِّر الجميل الذي فاق توقعاتي لمستوى طالبة في محو الأمية.
..وفي يوم التكريم ، قُدِّمت الفقرات حسب خطة البرنامج وجاءت فقرة تكريم أوائل الدارسات والمقابلة التلفزيونية معهن ، بدأ النداء على الدارسة الحاصلة على الدرجة الأولى والتي أعدّت بنفسها الكلمة التي ستلقيها بهذه المناسبة، لم تستجب للنداء ولم تحضر للمنصة، بحثت بين الوجوه فلمحتها في إحدى الزوايا تتابع المارة من النافذة، سارعت إليها الخطى لأسألها عن سبب إحجامها عن الحضورللتكريم وإلقاء كلمتها؟!أجابت قائلة: حينما سمع زوجي حديثي لأحفادي بأن المدرسة ستكرمني لتفوقي فيها من قبل جهات عليا، أَقسم لو حصل ووقفتُ أمام كاميرات التلفازسوف يُفرغُ مُسدَّسهُ في رأسي وأضاف قائلا: " هذا ما ينقصني أن يقول الناس، زوجة....الفلاني أصبحت نجمة سينمائية" ثمَّ أضافت قائلة : لا تريد اسمها الصريح أن يعاد ذكره أمام الجمع الغفير.
توجَّهتُ مباشرة لسيدة أُخرى حصلت على المرتبة الرابعة وسألتها فيما إذا كانت تستطيع استلام الجائزة الثالثة والحديث عن تجربتها التعليمية في مركز محو الأمية أمام كاميرات التلفزيون وارتجال كلمة الشكر؟ فرحبّت بالأمر.
...قُمتُ بالاعتذار لِلجنة التكريم للخطأ الذي صدر بالأسماء وأضفت اسم السيدة التي حلّت بالمرتبة الثالثة، وقد أتمَّت اللقاء بتفوق هي وزميلاتها، وبعد الانتهاء، كان احساسي بتكريمهُّنَّ تكريم لي لم أفزْ به من قبل؛ دافعيتهُّنَّ للتعلّم وحصيلة التفوق، كان نبع شعوري بالفخر- بأمثال هولاء النسوة- اللاتي لم يخجلن من سنوات أعمارهن ولم يؤمنَّ بالمثل القائل " بعد ما شاب ودوهّ الكتاب" بل كان شِعارِهُنَّ حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام "اطلبواْ العلم من المهد إلى اللحد".


الساعة الآن 01:12 am.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة