منتدى بريدة

منتدى بريدة (https://www.buraydh.com/forum/index.php)
-   ديوانية الشعر والأدب (https://www.buraydh.com/forum/forumdisplay.php?f=29)
-   -   الطريق المجهول...قصة قصيرة من تأليفي (https://www.buraydh.com/forum/showthread.php?t=395279)

إبن الجبل 08-08-18 10:42 pm

الطريق المجهول...قصة قصيرة من تأليفي
 
الطريق المجهول


تأليف :إبن الجبل


8/8/ 2018


حقوق النشر محفوظه لمنتدى بريده





[justify] في قرية (السر) بينما كان الهدوء يسود القرية منتصف مساء الجمعة خرج (عمر) مسرعاً إلى العجوز (سعيده) التي كانت في ذلك الوقت تعتبر طبيبة النساء في القرية وقام بإستدعاءها من أجل الإنتباه لزوجته (سميرة )والتي شعرت بألام المخاض ,ولم يكن هناك بالقرية او بالقرى المجاورة أي مركز طبي لإسعاف النساء عند الولادة أو المرض ....وكان يعالج المرضى أناس اكتسبوا مهنة الطب بالخبره والتجربة وكانت (سعيدة) تتجاوز السبعون عاما وبالرغم من كبر سنها إلا أنها كانت أنشط أهالي القرية واكثرهم مساعدة للآخرين... و لم تقصر في مساعدة النساء عند الولادة في أي وقت عند إستدعائها وبعد مرور 3 ساعات من الإنتظار خرجت الحاجه سعيده تُــبشر (عمر )بأن زوجته سميرة ولدت طفلة وأن الولادة تمت بكل يُسر فحمد الله وشكرها ورافقها إلى منزلها مصطحبا كلبه ( زاهر ) بعد أن أطمئن على صحة زوجته وطفلته الاولى التي كانت فائقة الجمال وأحتار إعطائها إسم وسماها ذكـــرى ...حيث إنها أجمل ذكرى صادفها في حياته ......لكن زوجته إختارت إسم أحـــلام ...فإحتراما لمشاعرها وافق الزوج بهذا الإسم لأنها فعلا تستحق إسم أحلام كأجمل أحلام جمعت الزوجين معاً وفي صباح الجمعه جاءت معظم نساء القرية لمباركة ولادة (أحلام ) ...في الوقت نفسه , أرسل شيخ القرية (عبدالملك) الفواكه والخضروات واللحم لبيت عمر كنوع من التعبيرعن فرحته بولادة الطفلة الصغيرة ...كان شيخ القرية لا تفوته أي مناسبه الا ووضع بصمته فيها وبعد شهرين جاء الشيخ (عبدالملك) وعرض على (عمر) العمل في قرية مجاورة عند صديقه الشيخ مطيع ووعده بأن يكون راتبه الشهري مناسب وجيد وكتب رسالة الى الشيخ (مطيع) للإهتمام بعمر فاستقبله الشيخ(مطيع) وأمره بأن يعمل خمس أيام بالاسبوع مقابل مائتي دينار وكان المبلغ جيدا ..ثلاث أضعاف ما كان يعتاد أن يصرفه عمر على أسرته ...مرت الأيام وعاش الزوجين بكل سعادة وهدوء وسرور تام وهما ينظران إلى الطفلة الجملية التي أبهجت الأسرة بوصولها ...وكان الأب يعود الخميس ويسافر السبت إلى عمله ...كان الشيخ (عبدالملك) أحيانا يأتي الى جانب منزل (عمر) برفقة إبنه (سامي) ويضع كيسا من اللحم والفواكه كهديه منه إلا ان هذا الأمر كان يزعج (سميره) وكانت ترفض هذه الهدية كونها تعيش في نعمة وقررت ان تخبر زوجها (عمر) بذلك لا سيما أن الإهتمام الكبير من طرف الشيخ يبدو مبالغا وغير مبرر وعندما حضر (عمر) يوم الخميس من عمله أبلغته ان شيخ القريه يأتي ويجلب هدايا في غيابه وانها تنزعج لذلك وذهب عمر للشيخ وقال له انه يشكره كثيرا على اهتمامه بمنزله لكنه لا يريد اي زيارة او هدايا من الشيخ فغضب الشيخ من كلام عمر...لم يكن لعمر إلا اخيه (صالح) الذي لا يكترث لحياة عمر إلا قليلا ...وكانت القرية هادئه جدا إلا أنه حدث امر غريب في يوم الخميس لم يعد عمر من القرية المجاورة ...فبدأ القلق ينتاب زوجته (سميره ) وأخبرت (صالح ) بذلك فوعدها ان يذهب للبحث عنه وان الموضوع غير مقلق وان عليها الإنتظار الى صباح يوم الجمعه ...ذهب صالح الى القرية المجاورة ولكن الشيخ (مطيع) اخبره ان عمر غادر القرية امس عصرا وعندما عاد واخبر زوجة اخيه (سميرة) نزل الخبر عليها كالصاعقة ...وعندما أبلغوا شيخ القرية لم يكترث للأمر كثيرا ...لم تتناول (سميرة ) الأكل وظلت مترقبه عودة زوجها ولكن دون جدوى ....ذهبت بنفسها الى شيخ القرية وطلبت منه ان يعرف مصير زوجها وأين اختفى زوجها (عمر) ...ووعدها الشيخ انه سيرسل إثنين من حراسته للبحث عنه في القرية المجاورة ...ولكنهما عادا دون اي نتيجه ايجابيه تذكر ..

كانت الدموع تنهمر من عيناي سميرة حيث ان لا خبر يذكر عن إختفاء (عمر) ...وقد اعياها السهر في المنزل وكان الهدوء يعم القريه الا من عواء الكلب ( زاهر ) وظل الحال خمسة أشهر ولا جديد في موضوع (عمر) ...خلال هذه الفترة كان الشيخ يرسل إبنه (سامي) لإعطاء اسرة عمر ما يحتاجونه من مستلزمات البيت وبعد ذلك اتى شيخ القرية وعرض على (سميرة ) الزواج كون زوجها مختفي وغائب وانه على الأرجح قد مات في الوادي او أكلته الذئاب في الجبل ولكنها رفضت وبشدة وقالت انه لا يمكن ان يحل محل (عمر) اي شخص حتى وان تطلب الامر الإنتظار مدى الحياة ...أحياناً الحب الحقيقي لا يمكن أن يموت حتى وإن أختفى الطرف الآخر والوفاء طبع لا يتسم به إلا قليل من ذوي القلوب الكبيرة التي لا تعرف الغدر والخيانه ...كانت الطفلة (أحلام) تخرج للعب مع ابن عمها (عبدالرحمن) الذي يبلغ من العمر 7 سنوات ...وبينما كان يلعب الطفلان اذا بالكلب يقترب منهما ويصدر اصوات غريبه وحاولا الاقتراب منه ولكنه ذهب باتجاه الوادي وببراءة الاطفال ذهبا وراء الكلب واذ به يتوقف وينبح بجانب صخرة كبيرة ....حاول الطفلان ان يفهما ما يدور بخاطر الكلب ولكنهما لم يعرفان فأخذ الكلب بحفر الارض بأرجله واذا به يعثر على لوح من الخشب وعندما اقترب الطفلان من اللوح سمعا صوتا لشخص ما .....اسفل الصخرة فلم يستوعبا ماذا يحدث فذهبا سريعا واخبرا (سميرة) بان هناك شخص لا يمكن رؤيته وان الكلب زاهر لم يبرح المكان وانه بانتظارهم في نفس المكان ....ذهبت سميرة وبرفقة الطفل (عبدالرحمن) وابنتها (أحلام) الى أسفل الجبل في الوادي...ورأت سميرة اللوح الخشبي الكبير والكلب ينبح بجانبه وبعدما ازالت اللوح رأت حفرة كبيرة مساحتها تتجاوز 3 امتار ولكن بابها لا يتجاوز متر مربع فخافت ولكنها استغربت ونادت هل من احد هنا فاجابها شخص نعم انا هنا مربوط بحبل كبير انقذوني ...فأخذت بتوسيع فتحة تلك الغرفة ونزلت ورأت زوجها مربوط الرجلين باحكام وفكت الرباط ودموعها تتناثر على خديها ..أهي دموع الفرح أم دموع الحزن لحال زوجها المختفي ....خرج (عمر) من تلك الحفرة اللعينة بمساعدة زوجته والكلب زاهر ...لم يكترث أهالي القرية بإختفاء عمر الا الكلب زاهر الذي ظل يبحث عنه طويلا حتى وجده ...أحيانا تتمتع الكلاب بوفاء يفوق وفاء البشر فقد كان الكلب زاهر يتلقى بضع فتات من الخبز من عمر ولكنه لم ينسى عمر ولا حبه لعمر ولم يتخلى عنه رغم غيابه الطويل وظل دائما وأبدا يبحث عنه ....
[/justify]





إبن الجبل 08-08-18 10:46 pm



خرج (عمر) من الحفرة وكان منهكاً جدا ... وكانت قواه على وشك الإنهيار ....و ضعف نظره وبشده ولكن حنان الزوجه ورؤيته لابنته الرائعة (أحلام) أنسته كل آلامه ...عندما وصل عمر الى بيته أنهكه التعب وسقط على الأرض ...قامت زوجته برش الماء على وجهه ولكن للأسف لم يفق فتحسست نبضات قلبه ولكنه بدى كأنه فارق الحياة ...حاولت سميرة أن تعطيه النفس الأخير ويا للعجب بدأ عمر بتحريك يده وفتح عيناه وقال اين أنا ؟واغتمرت (سميرة ) بالسعاده عندما رأت رفيق دربها يفوق من غيبوبته ...إنها غيبوبة المعاناة والتعب الكبير ...الغيبوبة التي يــُصاب بها الشخص بعد كفاح وجهاد عظيم وإنتظار كبير ...لقد استطاع (عمر) ان يصمد لمدة خمسة أشهر ...لكن للأسف كان يعاني من كحه بالليل أرهقته ولعلها بسبب ضعف المناعة التي أصيب بها ...بعدما تناول كوب من الحليب والبيض والخبز سألته سميره من فعل بك هذا ؟ومن وضعك بالحفرة ؟فحكى لها انه اثناء عودته تعرض لضربه في الرأس من الخلف ولم يصحو منها إلا وهو داخل الغرفة المظلمة ولم يأتي إليه إلا أحد الاشخاص وهو ملثم و الذي كان يأتي يوميا بعد الفجر ليرمي اليه بخبز وماء ولم يستطيع معرفة من كان ذاك الشخص الغامض ؟وما الهدف من وضعه داخل الحفرة المظلمه ...ولكنه كان يحس ان هذ الشخص الذي يأتي اليه عزيز الى قلبه ليس لأنه الشخص الذي يمده بالخبز والماء بل لانه كان يشعر ان هناك ثمة روابط بينهما ....ذهب (عبدالرحمن) الى منزله واخبر والده بالقصة فطلب منه الأب ألا يخبر احدا عن عثورهم عن (عمر) وبالصباح الباكر ذهب (صالح) الى أخيه عمر وعند لقاءهما ضمهٌ صالح الى صدره وطلب منه المسامحه لانه لم يستطيع العثور عليه ولكنه حمد الله انهم وجدوه حيا ...عاد (صالح) مهموما الى بيته وخاصة انه رأى أخوه (عمر) في قمة الأعياء والتعب ...أحس صالح أنه منهك جدا وطلب من زوجته ان تجهز له سرير منفصل ينام فيه بمفرده هذه الليله ...إستغربت زوجته من طلبه الغريب لكنه سرعان ما نفذت طلب زوجها ونامت مع إبنها (عبدالرحمن) بالغرفة المجاورة ...لم تكن الغرفة المجاورة مجهزة تماما للنوم وإنما كانت غرفه للأكل فقط ...ومع ذلك نامت ويا للغرابة انها صحت من نومها وزوجها يئْن وجعا واقتربت منه وقال لها احضري لي ورقه ومصباح لأكتب وصيتي فإني احس اني على وشك الموت فاحضرت له ورقة وقلم وكتب فيها خمسة اسطر فقط وقال إعطها عبدالرحمن عندما يبلغ من العمر 15 عام وقبل زواجه...ولم يأتي الفجر إلا وقد توفي صالح ..الأخ الوحيد لعمر ...كان عمر في فراشه منهك القوى واذا بزوجة صالح تأتي مسرعه الى بيته وتصيح بأن ينقذ زوجها وأن صالح لا يتحرك وهرع عمر سريعا الى بيت اخيه مع إمام الجامع وفي الجامع قابل شيخ القرية الذي اصيب بدهشة كبيرة عندما رأى عمر !!! وكان عمر حزينا جدا بموت أخيه صالح ...الأخ الوحيد له....لم يتمالك (عمر) من شدة الحزن وبكى بكاء شديدا على اخيه صالح ...وتم دفنه بمقبرة القرية ...بالرغم من مرض عمر الا انه حاول التماسك والصمود ولكن اشتد مرضه ومكث طريح الفراش لمدة شهر ثم توفى ....مرت الأيام بالرغم من انها كانت ثقيلة على كل الأسرة ...وكان عبدالرحمن بمثابة الأخ الأكبر لأحلام ...كانت أحلام بريئه جدا وتعتبر عبدالرحمن كأعز اخ وصديق ومع مرور الأيام والسنوات ومع نضج الشابين حدث ذات مره أن اتى ابن شيخ القرية لخطبة أحلام وبالصدفه كاانت ام عبدالرحمن متواجده بالبيت نفسه واخبرت (عبدالرحمن) ان ابن شيخ االقريه اتى ليخطب أحلام ...كان خبر خطوبة (أحلام ) يمر كالصاعقة عند سماعه فقرر عبدالرحمن ان يذهب الى ام أحلام ويخبرها بنفسه بأنه يرغب بالزواج من أحلام لأنه يعتبرها قطعة من روحه وإنها بالنسبة له كأغلى ذكرى قابلها في حياته وأجمل فتاه عرفها وأنها الهواء الذي يتنفس لأجله في هذه الدنيا.........فقالت له لنستمع لقرار أحلام ...كانت أحلام أنثى عاطفيه والعاطفه قد تؤثر أحيانا وبشكل سلبي على أهم القرارات التي يتخذها الإنسان , ووقفت محتارة بين قلبها الذي يميل وبشدة إلى عبدالرحمن وبين عقلها الذي يقول لها باختيار ابن شيخ القرية كونه الاغنى والاكثر حظا لكن سرعان ما توقف اختيارها على ابن عمها عبدالرحمن ووافقت عليه وفي اليوم التالي ذهب عبدالرحمن ووالدته وتمت الخطوبة وبذلك تلاشى حظ ابن شيخ القرية على زواجه بالفتاه الجميلة ...كان شيخ القرية يلاحظ ان إبنه صار عصبيا جدا وأن ابنه اصيب بما يشابه المرض النفسي بسبب رفض أحلام للزواج منه ولم يستطع الأب الوقوف مكتوف اليد بل راح يدرس خطه لإفشال أو إرباك زواج أحلام من عبدالرحمن فجعل شخصا ما يذهب لأحلام ويخبرها ان من كان خلف إخفاء والدها بالحفرة هو عمها (صالح) والد عبدالرحمن وتأثرت وتألمت أحلام من ذلك كثيرا ولم تصدق الخبر لأن العم قد توفى وايضا لا توجد مبررات لذاك الفعل الشنيع.....قبل زواج أحلام حاول عبدالرحمن قراءة وصية والده والتي ذكر فيها انه ارتكب خطأ مع اخيه حيث اغراه شيخ القرية بمال كثير على ان يوقع بعمر لكي يستولوا على منزله ويتزوج (سميره) ولكن صالح إكتفى بإخفاء (عمر) في الحفرة ولم يتسنى له بعدها ان يخرجه من الحفرة خشية ان يقتله شيخ القريه ...........
أحيانا مماشاة الخطأ بالرغم من المعرفة المُسبقة لنتائجه يُولِد كوارث وجرائم لا حصر لها....
لم يستطع (عبدالرحمن) إخبار أحلام بوصية والده خوفا من ان يفقدها وأنه إن كشف اخطاء والده سيدفن الحب القوي الذي بينهما أو انها ستعترض على الإرتباط به بالرغم من أن الذنب ليس ذنبه وإنما خطأ والده ...كان مهموما جدا ولما رأته أحلام لاحظت تغيره ونبرة كلامه المختلفه فسألته ما الخطب فلم يستطع اجابتها ...


حاول شيخ القرية للمرة الثانية إرسال ابنه (سامي) الى أحلام ليخبرها بتورط عمها (صالح) إلا ان أحلام رفضت الاستماع الى ابن الشيخ وبذلك اقفلت باب من ابواب الفتنه والشر الذي حاول عمدا الشيخ إلصاقه بعبدالرحمن ...مر عـُرس عبدالرحمن و أحلام بسلام وكانا يقضيان اجمل ايامهما إلى أن خرج عبدالرحمن ذات يوم لصلاة الفجر كما هو معتاد وبعد عودته من الجامع وقبل ان يصل الى منزله ظهر له شخص وطعنه بخنجر عدة طعنات فصاح عبدالرحمن وأسرع الكلب زاهر وعض الرجل الملثم عدة عضات وسمعت أحلام صراخ عبدالرحمن فأسرعت الى باب المنزل ولم تر إلا زوجها مضرجا بالدماء وصاحت بأعلى صوتها فأتى جيرانهم ليروا عبدالرحمن قد فارق الحياة ...لم يُعرف من القاتل فساور الشك أحلام بإبن الشيخ ولأن الشيخ كان هو المحكمة وهو السجان فلم تستطع أحلام الكلام ولكن الغريب ان كل من في الجامع شهدوا ان إبن الشيخ كان حاضرا للصلاة وأنه خرج برفقة ابيه ومرافقيه وليس بجسمه اي آثار من عضة الكلب اي انه ليس هو القاتل الذي اختفى ...كانت أحلام متؤلمه بهذا الحادث وخاصة انها فقدت امها وابيها وزوجها وشعرت بغثيان شديد ومتكرر فأتجهت للحاجه سعيدة لتعطيها العلاج المناسب ووقتها قالت لها الحاجة سعيده انها تبشرها ان هذا حمل وليس مرض وسُعـِدت أحلام بالبشارة ولكن أغلى إنسان بالنسبة لها لم يكن بجانبها في هذه اللحظات السعيده ... بعد يوم من الحادثة أتى شخص للقرية يخبرهم ان هناك شخص ما ميت في الوادي................

إبن الجبل 08-08-18 10:51 pm


وبعد ذهاب بضعة اناس من القرية لمعرفة الشخص الغريب عرفوا انه ليس من قريتهم وان نزيف الدماء المتواجد بجانبه كان بسبب عضة الكلب زاهر التي كانت قاتله بالنسبه لهذ الشخص الذي قتل عبدالرحمن وعند تفتيشه وجدوا الخنجر وبعد بحثهم عن هويته اتضح لهم ان اسمه حسين و انه أحد افراد حراسة الشيخ مطيع وتم اقتياد الشيخ (مطيع )لمحكمة المدينه كون القاتل هو أحد حراسه وسرعان ما اعترف انه دبر عملية قتل عبدالرحمن بطلب من الشيخ عبدالملك وبعدها مباشرة اختفى ايضا شيخ القريه-الشيخ عبدالملك - فاستغرب اهالي القرية ولكنهم عرفوا انه فعلا من دبر مؤامرة قتل عبدالرحمن ....وأودع مطيع السجن لكي ينال عقابه ومرت سنتين ولم يكن شيئا ما يبشر بالخير والسعادة لأحلام سوى الطفلة ألماس والتي كانت الطفلة الوحيده لأحلام وكانت ألماس جميله جدا كوالدتها ذات العينين الساحرتين والشفتان الفاتنة والشعر الذهبي....وهنا أتت إليها عمتها أم عبدالرحمن والتي نصحتها بالزواج وأن هناك خطيب لها من القرية المجاورة فكان من الصعب لفتاة بهذا الجمال ان تظل بلا زوج فوافقت –لم تكن ام عبدالرحمن تريد من احلام العيش معها بل على العكس كانت تخطط لإخراجها نهائيا من حياتها وبيتها حيث انها كانت إمرأه غامضة التصرف وذات سلوك لا يتسم بالوضوح وايضا كان لها هدف اخروهو اطماعها بالإستيلاء على منزل والد احلام ولأن احلام كانت فتاه شابه فلم تنتبه لسوء نوايا عمتها وبعد زواج أحلام بثلاث ليال إتضح لها ان زوجها الجديد يشرب الخمر والدخان وبسبب شربه الخمر والدخان كان يعاني من ضعف جنسي شديد فلم تعرف ماذا تعمل بهذه المشكلة الجديده ؟؟فحاولت نصحه بالإبتعاد عن شربه للخمر والدخان ولكن للأسف ....كان يعود إلى البيت وهو في حالة ثمل شديد....مضت ستة اشهر ولم تشعر بالراحة والإستقرار مع زوجها الجديد ودعت الله أن يخلصها من هذا الإبتلاء فإستجاب الله دعائها ونظرا لمواصلة هذا الزوج الشرير بشرب الخمر والتدخين فقد دخل في غيبوبة بسبب تليف الكبد فمات على إثرها ....حاولت أحلام تهدئة نفسها ولكن للأسف بدت عليها علامات الاكتئاب ولكنها تجاوزت المرحلة الخطرة للإكتئاب حيث أن الإكتئاب بإمكانه أن يجعل الشخص ينتحر دون شعور وبعدها بأشهر تقدم لها شيخ القرية حسان وكان بعمر الخمسين ...في بداية الامر كان يعاملها بإحترام وحب كبير ولم يبقِ لها طلب الا ونفذه فبدى لها ان الامور بدأت تستقر معها وإن جراحها السابق بدأ بالإلتئام ولكن سرعان ما تبددت تلك الأفكار فلقد مات شيخ القرية حسان بشكل مفاجىء –قد ربما بسبب ارتفاع الكلسترول والذبحة الصدرية المفاجئه لا سيما انه كان شخص بدين....بدى لأحلام ان حظها غير جيد فزوجها وحبها الأول –لم يكتمل سوى اربعة اشهر وقُـــتِل , اما الثاني فدخل بغيبوبة بسبب شربه للخمر اما الثالث فشاءت الاقدار ان يموت بشكل مفاجىء.... لكنها لم تستلم وكانت مؤمنه بقضاء الله وقدره وبعد مضي شهر بدأ أخوة حسان بمعاملة أحلام معاملة سيئة وطلبوا منها مغادرة المنزل ...لم تعرف الى من تلجأ تلك الفتاة الطيبة فكلما لجئت لشخص ما او لشيخ قرية حاول إبتزازها ومقايضتها بجمالها وبعد ضغط شديد من إخوة حسان عرضت عليهم بيع حصتها مما ورثته من حسان فوافقوا ولكن بالتقسيط فاعطوها الثلث فقط وقالوا لها ان الباقي سيعطونها كل ست اشهر على اربع دفعات لمدة سنتين ...وكتبوا لها ورقة بذلك بشهادة إمام الجامع فما كان منها الى ان تغادر الى المدينة وان تعود لإستلام باقي نصيبها بالوقت المناسب ...ذهبت للمدينة واستأجرت غرفة وبدأت بالبحث عن عمل ولكن كانوا الناس يتذمرون انها لديها طفلة وانه صعب تقبلها مع طفلتها ولكن احدهم وافق ان يعطيها غرفة في بيته مقابل ان تنتبه لأطفاله وايضا ان تجهز لهم الاكل يوميا فوافقت وبدأت بالعمل ...كانت أحلام إنسانه طيبه وذات صفات شهمه وبدأت بالعمل وبعد العمل المتواصل لمدة 6 اشهر عادت لقرية زوجها تطالبهم بما تبقى لها من مال فرفض الاخوة بحجة انهم لا يمتلكون المال حاليا ولكن اذا صبرت عليهم لفترة ست اشهر فسيعطونها نصف ما تبقى لها ....وفي هذه اللحظات عندمات عادت من القرية مشيا على الاقدام متجهة المدينة التي تبعد عنها عشر ساعات مشيا على الاقدام ..لم يكن لديها الشجاعة الكافية لتركب مع طفلتها مع اناس اخرين لا تعرفهم ففضلت المشي وبينما بدأت بالمغادرة انتبهت للكلب زاهر –ذاك الكلب اللذي بقى متفائلا يهز ذيله ماشيا معها الى ان وصلت للمدينة وهناك دخلت البيت وانتظرها الكلب خارج المنزل وبقى دائما خارج المنزل وكانت يوميا تراه بمثابة الصديق الوفي الذي لم يتغير ابداً بالرغم من تغير عدة اشخاص قابلتهم في حياتها- وبعد سنة من الخدمه ذهبت الى االقرية للمرة الثانية تطالب بنقودها المتبقية التي كانت تطمح ان تشتري بها بيت لتستريح به ولكن علمت انه تم اختيار شيخ جديد بالقرية اسمه عبدالغفور فذهبت اولا لأخوة حسان ولكنهم قابلوها ببرودة ولم يعطوها شيئا وعندما ذهبت إلى الشيخ عبدالغفورعرض عليها ان يتزوجها ســِرا وان يشتري لها بيتا كبيرا ولكنها رفضت فلم يساعدها وتعذر لها انه مشغول بمشاكل اخرى ...لم يكن منها الا ان عادت ادراجها إلى المدينه ...وبعد ان عادت للمدينة لم يكن ثمة شخص مهتم لعودتها سوى الكلب زاهر وبدأت أحلام بالقلق كون الحياة بدون اي بيت سيتطلب منها التوقف عن العمل ووقتها سيقوم صاحب البيت بالإستغناء عن خدماتها وطردها من بيته ...كانت هذه الأحاسيس والأفكار المقلقه تخيم في رأسها ...وللأسف ان ربة البيت لم تكن امرأه متساعده معها اطلاقا بل انهكتها بكثرة طلباتها بالاهتمام بالبيت وتنظيف البيت والاطفال الخ ....كانت ربة البيت مثالا للمرأءه السيئة التي تنفق امولا طائلة على ميكايجها وزينتها وايضا على صديقاتها بالرغم ان صديقاتها ليسو فقراء فقد جرت العادة عند هؤلاء النساء بإحترام الفتيات الاكثر غنى وعدم الإكتراث للفقراء او للفتيات اللاتي لا يجدن حتى قوت يومهم ....لم تفكر يوما بأن تساعد أحلام ولو بمبلغ قد ربما يكون هو السبب بدخولها الجنة يوم الحساب يوم لا ينفع لا مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.....لم تطلب أحلام من ربة البيت حتى فلسا واحدا كونها عزيزة النفس وقناعتها بما كتب الله لها أكبر من مما يتوقعه اي شخص ...هادئة الطباع ..سريعة التفكير ...طيبة النفس هذه اهم الصفات التي كانت تتمتع به تلك الفتاه ...الناس من حولها يعانون فوضى كبيرة في تحليلاتهم أأامنن...تصرفاتهم...تفكيرهم ...انها الفوضى التي تحتاج الى إعادة تنظيم إلى المسار السليم ...في وقت اصبحت فيه الكلاب ارحم وأوفى من بعض البشر ...للأسف مات رب البيت التي كانت تسكن فيه وبعدها بأيام قليلة طلبت ربة البيت من أحلام مغادرة البيت كونها تحتاج الغرفة وابلغتها بذلك .....

إبن الجبل 08-08-18 10:56 pm


حاولت أحلام ان تقنعها بأن تعطيها فرصة بسيطة لكي يتسنى لها إيجاد غرفة في مكان آخر فقالت لها سأعطيكي ثلاث أيام فقط وإن لم تخلي الغرفة سأتهمك انك سرقتي مجوهراتي وسأبلغ عنك الشرطة وسأعطيهم مالا كي يودعوكي السجن ...لم تكن أحلام صاحبة القلب الطيب تتوقع ان هذه المرأءة قاسية إلى حد الجنون والتكبر وذهبت للبحث عن غرفة فطلب منها أصحاب مكاتب العقارات مبالغ طائلة لإيجاد الغرفة المناسبه ...لم تكن أحلام قلقة على نفسها بل على إبنتها البريئة ألماس ...التي لن تتحمل النوم في العراء ...مضت الثلاث الأيام وبسرعة وأنتهت ولم تستطع إيجاد غرفة لتسكن فيها ووقتها حملت أمتعتها وخرجت مع ابنتها منتصف الليل وكان الجو باردا جدا ولم يكن يرافقها إلا الكلب زاهر الذي كان صامتا وكأنه أحس بما تتجرعه هذه الوردة التي تسير بجانبه وتحمل إبنتها ...مضت تمشي في الشارع ...لا تعلم إلى أين تتجه ,,,وبعد المشي ساعتين على التوالي توقفت سيارة بيضاء بجانبها ...وإذا بأحد الأشخاص يسألها إلى أين هي وجهتها ...تعلثمت وارتبكت عند الإجابه ...فقال لها إصعدي اختي فالطريق خطرة والجو بارد جدا ...فرفضت ان تصعد ولكن الرجل اصر انه يريد مساعدتها فقط ...فرفضت فما كان منه إلا أن غادر المكان ...ومضت تمشي ببطء شديد ...إنها جولة ليلية إلى المجهول ...ربما أغلب سكان المدينة غارقون في النوم وربما يلتهون بأشياء مختلفه ولا أحد يحس بما يدور في قلب هذه المرأءة وطفلتها البريئة ...كانت الفتاة الصغيرة لا تعلم شيئا إلى أين تقودها أمها ولا ما الذي يدور حاليا ولكنها شعرت بالبرد فطلبت من أمها ضمها ...قلب الأم هو الملجىء الأخير لكل خائف وإلى كل طفلٍ بريء وبينما تحاول الأم ضمها إلى صدرها إذا توقفت نفس السيارة البيضاء التي رأتها منذ ربع ساعة ...ولكن صاحب السيارة ترجل من سيارته وسألها هل اوصلكِ سيدتي إلى مسكنك ؟فأجابته انني مع طفلتي تم طردنا من الغرفة التي سكنا بها ولا نعرف الى اين نلجىء ؟ولكن الرجل أشفق عليهما وفورا قال لها ان لدي شقة فارغة بجانب منزلي ويمكنكِ اختاه المكوث فيها إلى ان نتدبر أمرك ..كان الرجل مدركا ان هذه الفتاه في وضع حرج ولكنه مد يد العون في الوقت المناسب ...فالمساعدة في الوقت المناسب حتى وإن بدت بسيطه فهي ذات ثمن كبير وغالي ولا يمكن نسيانها ...عند صعودها للسيارة لم تنس صديقها الوفي زاهر فقالت بصوتها الجميل ...هل لي سيدي ان نصطحب الكلب معنا ؟ فأدرك الرجل أن هذا الكلب عزيز لتلك المسكينه فتبسم قائلا ولمَ لا ؟ فوضعه في مؤخرة السيارة وذهب الى بيته ..وما ان لبثت عشر دقائق في غرفتها اذا دق باب غرفتها شخص ما ...ففتحت الباب ورأت امراءة في الثلاثينات تبدو من ملامح وجهها انها إمرأه طيبه ورحبت بها وبطفلتها كثيرا ووضعت الأكل والخبز والجبن والعصائروالفواكه بجانبها ...واعطت كلبها قطع من الخبز والماء وكانت هذه المعاملة بالنسبة لأحلام هي من أجمل اللحظات التي مرت بها خلال السنوات الماضيه .......تكفل صاحب البيت (بلال )بتدريس الطفلة ألماس وبدأت تذهب إلى المدرسة مع أولاده ...والتحقت بكلية طب الأسنان ...وبدأت بالعمل ...بدأت ألماس بالبحث عن عائلتها القديمة –التي قصت عليها أمها واخبرتها عنهم - ولكنها لم تلاحظ منهم أي تفاعل إيجابي تجاهها فعادت ادراجها ....بدأ اهل القرية يتذكرون ابنة عبدالرحمن وقررورا زيارتها ولكن احد الاشخاص صاح فيهم ...ألا تخجلون من أنفسكم ...؟لقد سكتتم عن ظلم أخوة حسان لها من قبل ولم تسألوا عنها منذ أن غادرت القرية منذ خمس وعشرون عاما والان كيف تستطيعون النظر بوجهها خاصة انكم وقفتوا محايدين أمام من ظلمها وانتم تعلمون جيدا ان الوقوف محايدا في هذه الحالات يعتبر مشاركة في الجريمة ذاتها ...فذهب إثنان من القرية فقط لزيارتها واخبرا ألماس ان عمتها توفت وأن بيت والدتها بإنتظارها...وعند عودة فاعلا الخير عرف الجميع بقصتها في تلك القرية ...أخبرت ألماس محاميها ايضا أن بيت حسان بإسم والدتها وأنه لم يتم دفع قيمته بالكامل الا بنسبة 30 % وأن والدتها كانت ومازالت تحتفظ بالورقة التي كتبها إخوة حسان بحضور إمام الجامع والتي تنص على ان البيع يعتبر ملغيا في حال انه مرت سنتين ولم يلتزم اخوة حسان بدفع المبلغ المتبقي عليهم وبذلك خيرت إخوة حسان باخذ مبلغهم القديم واستلام البيت بالكامل ووافقواوهم صاغرون حيث ان الاتفاق كان على ان يدفعوا بقية المبلغ خلال فتره لا تتجاوز السنتين وإلا يعتبر الاتفاق ملغي تماما وبهذا استرجعت البيت التي كان بإسم والدتها وتمكنت من شراء بيت اخر في المدينه ولكنها تركت لأخوة حسان حرية البقاء في المنزل إلى ان يجدوا بيتا لهم وبهذا التصرف أدهشت ابناء القريه بحسن اخلاقها ولطف تعاملها ووالدتها للأشخاص الذين عاملوها يوما ما بطريقة غير أخلاقيه ....

إنتهى ....

إبن الجبل 08-08-18 10:59 pm

ملاحظه : كتبت القصة اليوم وبشكل سريع ....إذا كانت هناك أخطاء أو ملاحظات سأكون شاكرا

إحترامي لكم



رباب 09-08-18 01:27 am

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إبن الجبل (المشاركة 10117624)
الطريق المجهول


تأليف :إبن الجبل


8/8/ 2018


حقوق النشر محفوظه لمنتدى بريده





[justify] ف ..
[/justify]



حيا الله ابن الجبل
بعد اذنك ستنقل للقسم المناسب
و جاري القراء ة و ابداء الرأي
شكرا لك على الاهداء

إبن الجبل 09-08-18 08:19 am

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رباب (المشاركة 10117637)
حيا الله ابن الجبل
بعد اذنك ستنقل للقسم المناسب
و جاري القراء ة و ابداء الرأي
شكرا لك على الاهداء

الله يحييك أستاذة رباب
جميل أن نجد أشخاصا يقرأون...

إحترامي

رباب 09-08-18 02:08 pm

القصة.. جميلة و مؤثرة حقيقة و يظهر فيها عزيمة احلام و التي ورثتها ابنتها منها
دائم نهاية الظلم و خيمة , و يحق لهما ( احلام و ابنتها ) الفرحة بعد هذا الالم
..
شكرا ابن الجبل على القصة . ننتظر ابداعات جديدة

إبن الجبل 09-08-18 03:55 pm

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رباب (المشاركة 10117670)
القصة.. جميلة و مؤثرة حقيقة و يظهر فيها عزيمة احلام و التي ورثتها ابنتها منها
دائم نهاية الظلم و خيمة , و يحق لهما ( احلام و ابنتها ) الفرحة بعد هذا الالم
..
شكرا ابن الجبل على القصة . ننتظر ابداعات جديدة

شكرا لك ..
تشرفت بمرورك. .

إبن الجبل 12-08-18 06:53 am

قريبا.... الجزء الثاني...من الطريق المجهول

عاشق الخير 12-08-18 11:29 am

سرد رائع وفقت اخي في نقل الصورة الحزينة ومرارة الظلم من سطورك الى مشاعرنا..

عشت كواحد من اهل القرية ارى عن كثب كل تلك التفاصيل

إبن الجبل 13-08-18 06:01 am

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشق الخير (المشاركة 10117814)
سرد رائع وفقت اخي في نقل الصورة الحزينة ومرارة الظلم من سطورك الى مشاعرنا..

عشت كواحد من اهل القرية ارى عن كثب كل تلك التفاصيل

الأروع مرورك أخي الفاضل

وإن شاء الله تعطينا رأيك في الجزء الثاني من القصه والذي سينشر قريبا
بالغ إحترامي...

المصور جهاد 27-10-18 12:45 pm

قصة جميلة الله يعطيك العافية

إبن الجبل 19-01-19 02:24 pm

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المصور جهاد (المشاركة 10119889)
قصة جميلة الله يعطيك العافية


سُررت بمرورك أخي الفاضل

الجزء الثاني ..للقصة ....يوم الخميس إن شاء الله


كل الإحترام

إبن الجبل 31-01-19 10:55 pm

الطريق المجهول





الجزء الثاني

إبن الجبل 31-01-19 11:01 pm

[justify]يقولون ...( كلبٌ صديق خيرٌ من صديقٍ كلب ...) ، بهذا الصدد ، كان الشيخ عبدالملك صديقاً عزيزاً للشيخ مطيع ونظراً لأنه شخص عزيزٌ على قلبه ولأنه يحترمه كثيرا فقد أبلغه بأنه سيرسل له حارس رائع لخدمته ولكن في حقيقة الأمر كان عبدالملك يطمع في الإستيلاء على الأراضي الزراعيه الكبيرة التي يمتلكها صديقه مطيع ولهذا السبب أرسل عمر لمعرفة أخبار مطيع أولا بأول والتجسس عليه ...لم يكن مطيع مدركاً لسوء نية صديقه تجاهه وأعتبر قدوم عمر من طرف عبدالملك دليل إحترام وتقدير ولم يخطر بباله ان لصديقه خطة فاسده تجاهه فقد كان إنسانا عفوياً وبدأ عمر بتنفيذ مهمته على أكمل وجه وكان ينقل الأخبار وما يدور عند سيده كل إسبوع للشيخ عبدالملك وذات مرة أبدى حسين - أحد حراس الشيخ مطيع تذمرً ضد مطيع وبأنه لم تروق له طريقة تعامل مطيع تجاههم بالرغم أن الشيخ مطيع كان يكرمهم ويعاملهم وكأنهم ابنائه إلا أنه لم يؤثر فيهم ذاك الإحترام والتقدير ولم يؤثر فيهم العيش والملح الذي كان يتلقوه من مطيع ......أحيانا هناك أصدقاء يتعامل الشخص معهم كأشخاص مقربين ولكن بعد فترة من الزمن يتضح انه كمن يسقي شجره أصولها في أعماق صخرة قابله للموت بأي لحظة فمن الجيد إختبار الحراس والخدم لمعرفة حقيقة أمانتهم ووفائهم أثناء عملهم ......بعد ذلك تبين لحسين بأن عمر في حقيقة الأمر ليس سوى جاسوس للشيخ عبدالملك واخبر سيده مطيع بذلك وبعدها مباشرة أرسل الشيخ مطيع لعبدالملك رساله مفادها أن عمر يفعل أشياء غير لائقة وأنه غير أمين فكان جواب الشيخ عبدالملك برسالته أن يتخلص منه اذا رأى من عمر ما يقلقه ...ووقع عمر فريسه لغدر وطمع عبدالملك ومكر ودهاء الشيخ مطيع وبكل سهوله ,....كان حسين مغرماً ببشرى إبنة الشيخ مطيع والذي بدى له أن تواجد عمر يُشكل خطراً حقيقياً على هذه الفتاه ولا سيما أنه سمعها تمدح عمر فكان هذا دافعا كافيا للتخلص من عمر بأي حُجه وعندها طلب من الشيخ السماح له بأن يتخلص من عمر وعندما سأله الشيخ مطيع عن الطريقه التي بإمكانه التخلص به منها فقال له أنه سيُدبر خِطه بطريقه ذكيه ...لم يناقش مطيع تلك الطريقه الذكيه التى نوى بها حسين التخلص من عمر وكانت هذه غلطه قاتله إرتكبها مطيع دون قصده ....لكنه عرفها بعد مقتل عمر ....بدأت محاكمة مطيع بالمحكمه وكانت أقوى الأدله هي إعتراف الشيخ مطيع بأن الشيخ عبدالملك أمره بالتخلص من عمر وهذا إعتراف كافي لجريمة القتل وكان دليلاً قويا وكافيا لإدانتهما معاً .....أحيانا الإستعانه بأشخاص ذو عقليه ذات أفكار سيئه تؤدي إلى نتائج سيئه جداً ...لم يستطع الشيخ مطيع وضع حل للمشكله التي ورطهُ بها خادمه حسين وبعد أن إستعان بالمحامي خالد طلب منه مبلغا بسيطاً لكي ينقذه وبدأ بعمل خطه كي يخلص مطيع من السجن ......مرت سنه للمحاكمة ومطيع يتجرع أسوء الأيام في حياته في السجن وكانت المحكمه تعقد الجلسات كل ثلاث أشهر وتفائل مطيع بمحاميه الذي بدى له أنه بارع و ذو مكر كبير فعرض على أمين سِر القاضي الذي ينظر القضيه مبلغا من المال كرشوه لكي يُخلص مطيع من التهمه الموجهة له ووعده أمين السر -فاروق بأن يفتح الموضوع مع القاضي طه الذي كان رئيسا للمحكمه ويتولى حالياً هذه القضية وقال فاروق للمحامي خالد بأن القاضي طلب منه مبلغ خمسين الف دولار ليخرج الشيخ مطيع بحكم –براءه –فأبلغ المحامي خالد الخبر لموكله مطيع والذي أبدى إستعداده لدفع المبلغ ، كان مطيع يؤمن بأن الكثير من المحامين يتمتعون بقدرة كبيرة على التلون من مدافع عن مجرم ومدافع عن صاحب حق ، حسب القضية التي بأيدهم بغض النظر عن صِحتها وبُــعدها عن الواقع أو المنطق...ومع مرور الزمن يتحولون إلى عبيد للمال ويستميتون للدفاع عن المجرمين لكسب المال وبهذا ينغمسون في بيئة خاطئة هم في غنى عنها ...ولكنهم مع مرور الوقت يعتادون بالعمل في هذه البيئه الشاذه التي أقحموا أنفسهم فيها ....ويصبح المحامي وكأنه مجرماً حقيقياً لكنه يرتدي ثوب القانون ليغطي عن جرائمه بثغرات قانونيه وطلب فاروق من خالد أن يظل الموضوع ســِرا بينهما وأن يتم دفع الفلوس الى يد فاروق مباشرة لكي يعطيها القاضي الذي كان يعتبر نفسه أمام الناس نزهياً ولا يتدخل في مقايضات كهذه ...وأتفقا على أن يتقابلا يوم الخميس لإعطائه المبلغ المتفق عليه ....لكن المحامي إتصل بفاروق يوم الأربعاء وأبلغه بأن لديه جلسة محاكمة مع شخص آخر في مدينة أخرى وانه لن يعود إلا بعد عدة أيام ولكنه بإمكانه إرسال المبلغ -الذي وعد به- عبر شركة صرافه إذا لم يمانع فاروق من ذلك ...

[/justify]
[justify][/justify]
[justify][/justify]
[justify][/justify]
[justify]
كان فاروق معتاداً على أخذ الرشاوي وإيصالها للقاضي طه وبدون ترك أي أدلة أو بصمات تـُذكر و بعد أن أرسل المحامي خالد المبلغ كاملاً لفاروق أبلغهم القاضي أن هناك جلسة اخيره قبل النطق بالحكم بخصوص موضوع مطيع ...وأبلغ مطيع بأن يتراجع عن أقواله وإعترافاته عند المرافعه والمدافعه وأن يصرح بأن من حرضه على قتل عمر هو الشيخ عبدالملك وأن يقول أن الشيخ عبدالملك أرسل له مسلحين وهدده بأن يتخلص من عمر وان الإعتراف كان تحت التهديد وبذلك رمى بالتهمه الى عبدالملك وبعدها قررت المحكمه بالفصل بالموضوع والنطق بالحكم في ذات الجلسه والذي نص على براءة الشيخ مطيع والحكم بالقصاص للشيخ عبدالملك الفار من وجه العداله ....كان الشيخ عبدالملك يرسل أحد جواسيسه للمحكمه والذي يتتبع أخبار محاكمة الشيخ مطيع وفورا ذهب الى القسم المدني وقال إنه أضاع بطاقته وان اسمه يوسف وقد شهد معه شخصان بذلك مقابل مبلغ مالي...كان سامي ولدا مطيعا ومهذبا خاصة بعد تلقيه العلاج النفسي بسبب فقدان حبه الأول أحلام ...ولكنه عندما بدأ بالإنشغال بتجارة والده لم يكن يهتم إطلاقا بالحب والنساء والأطفال لا سيما انه أكتشف أن حبه للمال أكبر بكثير من حبه لأي مشروع عاطفي ....كما هو الحال لمعظم التجار....
[/justify]

إبن الجبل 31-01-19 11:04 pm

[justify]أخبر عبدالملك إبنه سامي انه لديه طفله إسمها نجوى كانت من علاقه زواج فاشله لم تستمر سوى شهرين قبل عشرون عاما ...وإنها حاليا تدرس بالجامعه وبما أن سامي هو الإبن الوحيد لعبدالملك......بدى للشيخ أن الوضع خطير إذا ترك ممتلكاته بإسمه وأن عليه بالاختفاء بالمدينه وإعطاء كافة الصلاحيات إلى ابنه سامي لإدارة أمواله حيث أنه من المستثمرين في مشاريع متعدده بالمدينه ويمتلك أراضي كثيرة في القريه ...وأمر إبنه سامي من أن يجعل كل شيء بإسمه ، تلقى سامي هذا الإقتراح بفرحه شديده لا سيما أنه ساوره القلق من ظهور اخته نجوى في حياتهم وهذه فرصه ذهبيه للسيطرة التامه على أموال والده حيث أنه لا ينوي إعطاء أخته أي شيء حاضراً أو مستقبلاً كما هو معروف حسب العادات والتقاليد عند بعض الناس...كان الإتفاق أن يستأجر الأب شقه في عمارة مجاوره لمنزله الذي إشتراه عندما هرب للمدينه ...كان عبدالملك يعلم جيداً ان اجهزة الأمن ستعتقله عندما تجده ولكي يُبعد الأنظار والشبهات على نفسه عاش في شقه وحيداً ، من ناحية اخرى ، بدأت أحلام بإدارة مشاريعها الخاصة وبسرعه كبيرة نمت تجارتها حيث أنها دخلت بمشروع شراء أراضي وبنائها ثم بيعها ونمت تجارتها بسرعة وبينما هي ذات يوم في عيادة إبنتها إذ لفت إنتباها قدوم الشيخ عبدالملك بمرافقة إبنه سامي الذي أتى لعلاج أسنانه ولكونها تلبس برقعا لم يتعرف عليها الشيخ عبدالملك قاتل والدها ولم يعلم الشيخ عبدالملك ان ألماس إبنتها وأن المرأه التي تنتظر في العياده هي أحلام الذي اصدرت المحكمه حكما لصالحها بالقصاص منه فانتظرت خارج العياده وأخذت تكسي وقالت له انتظر حتى اذهب لمتابعة هذا الشخص الذي سيخرج الان وبذلك عرفت أنه يسكن بالعماره المجاوره لسامي ... ...وبعد ذلك أبلغت أحلام رجال الأمن ومدير البحث أن الشيخ عبدالملك يسكن في أحد المباني المجاوره لمنزل إبنه سامي ووعدوها بأنهم سيذهبون حالا للقبض على عبد الملك ولكن رجال المباحث اتصلو بعبدالملك وأخبروه بأن يغادر المنزل فورا كون أحلام عرفت موقعهم وأن رجال الأمن في طريقهم إليه والعجيب ان مدير المباحث عبدالعزيز كان على علم بهذا الخبر ولكنه كان يتقاضى أمولأ ليسكت عن مكان تواجد عبدالملك والذي أصبح سمه يوسف .... كانت علاقة رجال الأمن برجال المباحث قويه وتخيم عليها المصالح المشتركه فخِططُ رجال الأمن والمباحث تقتضي القبض على الفقراء فقط وحماية الأغنياء وإبتزازهم بعدها ، فوصل الخبر إلى أحلام بأن رجال الأمن لم يعثروا على عبدالملك وأن البيت الذي أشارت إليه خالي تماما من تواجد الشيخ عبدالملك ...شكت أحلام بأن من أبلغ الرجل بالفرار هو صاحب التاكسي الذي قالت له إنها تراقب الشيخ عبدالملك ولم تكن تعلم أن رجال المباحث هم من قاموا بهذه المهمه القذرة ولكنها كانت مؤمنه أن الله سبحانه وتعالى له بالمرصاد ....

بعد خروج مطيع من السجن إتصل المحامي خالد لفاروق أمين سِر القاضي وطلب منه مبلغ عشرون الف دولار ...من الفلوس التي أعطاهم الشيخ مطيع مالم سيتم فضحهم حيث إنه يمتلك دليل على إستلام القاضي وفاروق ذاك المبلغ عبر إحدى شركات الصرافه ...فكر فاروق بالتخلص من المحامي ولكنه تراجع عن قراره وعرف إنه ارتكب خطأ فادحاً عندما وافق ان يتم تحويل المبلغ بإسمه ولكنه أبلغ القاضي بما دار بينه وبين المحامي فطلب القاضي حضورهما معا وقال لهما انه أنفق المال على إبنه الذي كُسِرت ساقه في حادث مروري وأنه لم يتبقى لديه الا مبلغ عشرة آلاف دولار فقط وأعطاها للمحامي خالد ووعده أيضاً بأنه سيدخله في قضايا أخرى كوسيط بينه وبين الناس الذين لديهم قضايا لا سيما أن لديه عشرات القضايا وأن هناك الكثير الذي مستعدون لدفع رشاوي للقاضي ...كان فاروق صامتا أمام هذا الإبـــــتزاز الذي تعرضا له من قِبل المحامي وطلب ورقة الحواله الماليه ووقتها أخرجها المحامي وقطعها أمام القاضي ...لكن المحامي لم يمزق الورقة إلا وهو مدرك تماما انه بإمكانه ان يستخرج نسخه اخرى من نفس المكان ...بعد ذلك أشار عليه القاضي بأن يعملا في فريق واحد مع امين سره وبهذا صار المحامي من ضمن العصابه لإبتزاز الناس وتبادلوا المصالح فيما بينهم

حاول سامي إرسال صديقه أحمد كوسيط إلى أحلام بعد أن عرف مكانها وعرض عليها مبلغ مائة الف دولار لكي تتنازل عن قضية مقتل والدها فرفضت وقالت لندع العدالة تأخذ مجراها .....كانت إبنتها ألماس تقضي وقتها بعيادة الأسنان صباحا ومساء في مركز طبي فيه العديد من الأطباء ولم يكن لديها وقت لأي عاطفه وذات مره تقدم له زميلها الدكتور علي ورأت فيه انه انسان هادىء الطباع وتمت خطوبتهما وبعدها بأيام ،حدث إتصال من مكتب شركة بلال وبالتحديد من الإبن الأكبر لبلال وإسمه عامر وقال فيه ان والده ترك 5% من أرباح شركته كوصية لأحلام وإبنتها وأنه سيُرسل المحاسب المالي نزار لتسليم المبلغ المستحق لأحلام وابنتها ألماس.....كان نزار يكبر الماس بعشر سنوات وكان أعزبا ولم ير ألماس مُسبقا وعندما سألها أين يجدها غدا عصرا ...فقالت إنها تتواجد بعيادتها يومياً ... كانت ألماس بالرغم من بشاشتها وخِفة دمها تحب الوحده نظرا لأنها تؤمن أن الشخص يولد وحيداً ويموت وحيداً فعليه أن يعيش وحيداً قدر الإستطاعه ....[/justify]

إبن الجبل 31-01-19 11:07 pm

[justify]حضر نزار إلى عيادة الدكتوره ألماس لتسليم حصتها وحصة والدتها حسب وصية بلال وعندما وصل إلى عيادتها بدأ قلبه يرتجف وعند رؤيتها دارت في رأسه الكثير من الأفكار ..... ، فقد أبدت إبتسامه عاطفيه خفيفه مثل رائحة الورد ...بدى نزار كالطفل بسبب هذه الإبتسامه ونسى لماذا أتى وهو يحمل مبلغ ثلاثة وتسعون الف دولار ..أرباح 5% من شركة بلال ....قال في نفسه إن العذاب الحقيقي هو الإبتعاد عن هذه الإبتسامه السحريه وأنه مستعد أن يخسر كل شيء في هذه الحياه وأن يكون مشردا أو جائعاً ولكنه لا يتحمل أن يفارق تلك الإبتسامه....هل هو الحب من أول نظرة أم جنون العاطفه التي أسرت قلبه وجعلته سجين لفتاه لم يتعدى لقائهما سوى بِضع دقائق ...لم يكن يعلم أن ألماس مخطوبه ولم يستطع إخبارها أنها أسرته بإبتسامتها اللطيفه وبصوتها الجميل ...حاول بعد أيام قليله أن يعود الى عيادتها فوجد تسوس بسيط في أسنانه فذهب كزبون لعيادتها..........بدأ بالإرتعاش ...وبدى له أنها تعامله كأي زبون عادي..عندما صعد كرسي طبيبة الأسنان ..بدى له وكأنه يتسلق جبلاً شاهقاً ...جبل الحب المستحيل ...كان نزار فقيراً والفقراء لا يجيدون الحب ويتميزون ايضا بأن مشاعرهم تتبدل حسب الظروف المحيطه بهم ولكن كان نزار إستثناء من تلك القاعدة فقد كان شاباً جيدا...بقى نزار خائر القوى بسبب ألم الحب الذي داهمه دون سابق إنذار ...رأى عينيها وقال في نفسه سامحيني فالتفكير بالإبتعاد عنكِ يقتلني والتفكير بالإقتراب منكِ يقتلني أكثر ...كان عاجزاً عن الكلام وعن التعبير عن الإعجاب بها ...فالحب الحقيقي لا يمكن التعبير عنه بالكلمات بل أحياناً يتلعثم الشخص إذا اراد التعبير عن حبه حتى ولو إستمر حبه لسنوات...لم يشعر طيلة حياته أنه مرتبك لهذا الحد ....إنها الفتاة التي إنتظرها منذ سنوات ، لم يستطع تفسير هذا الإحساس فهو لا يعرف هل سيكون مخطئا ام مصيبا إذا إعترف لها يوماً ما بحبه لها ...غالبا لا يعترف الرجال بالحب الصادق مباشرة ...بل يتهربون من الإعتراف حتى وإن كان الثمن باهضاً جدا ...شعر بإضطراب أفكاره ولم يستطع أن يبوح لها بأي كلمه من مشاعره خوفاً من أن يخسرها أو أن تفهمه بشكل خاطىء ، كانت همسات قلبه كشعله من النار تلتهم أفكاره عندما اقتربت يداها من فمه.....بدى وكأنه يسبح في ماء البحر .....لا يعرف أي إتجاه يسلك....أحياناً تكون المعاناه الحقيقية لدى الشخص هو عدم الإعتراف بالحب للطرف الأخر بالوقت المناسب، لذلك بدى له أنها تراقب بصمت حركة عيناه فتظاهر أنه لم يُلاحظ شيئا وكان الدم يتدفق من شرايينه إلى وجهه وإستشعر براءة قلبها التي تشابه براءة قلبه ، لم يكن من الضروري التحدث إليها فنظراتهما تتحدث والرُسل الخفيه تنقل الكلام بصوت مرتفع والأفواه الصامته تنطق بما يريده القلب، كان لقاء النظرات قاتل بالنسبه لهما حتى أنه تسمر في مكانه .....كانت ألماس ذكية تفهم الرسائل سريعاً فهذا الشاب أتى قبل يومين وسلمها الأمانه المرسلة من شركة بلال ...وعودته مرة أخرى دليل واضح على الإعجاب بها ولكنها تجاهلته تماماً ....كأنها تراه للمره الأولى وهذا ما سبب له الإرتباك بشكل كبير ...لم يعرف كيف وقع بحبها بهذه البساطه ولكنه أدرك أنه أصبح كالطير مأسوراً في قفص الحب الذي لن يتخلى عن عشه الجميل ...وعندما أكملت عملها ..قالت له الآن وضع أسنانك ممتاز ...وكان هذا بمثابة إشارة تخبره بأن عليه الإنصراف ...بدى له وكأنه يُطرد من أجمل مكان وطأته أقدامه ...لقد عاش هنا أوهام لمدة نصف ساعه فقد شعر بعد خروجه بألم شديد وكأن قلبه أنتُزِعَ منه ، إنها المشاعر التي توصلنا إلى مستوى عالي جداً من السعاده ثم تهبط بنا إلى القاع من دون سابق إنذار ....في الدول العربيه الحب لا يتم إلا إذا وقع غرام عاطفي بين قبيلتين أحدهما تُمثل أهل الشاب والاخرى تُمثل اهل الفتاه ولا يهم إن كان الشاب أو الفتاه مهتم ومغرم بالطرف الأخر أم لا ، فالمهم هنا رأي وإعجاب رب الأسرتين ببعضما ...الشاب والفتاه يصبحان أحياناً كبشا فداء شاء من شاء وأبى من أبى وعليها التعود على بعضمها مع مرور الزمن ....وقد تمضي السنوات وأحدهما أو كليهما لا يحب الاخر وإنما عليه التظاهر بالحب لكي يحافظ على العادات و التقاليد .....ترك نزار عيادة الدكتوره ألماس وهو منفطر القلب دون أن يجد الشجاعة الكافية لإخبارها أنه غارق في التفكير بها ...يبدأ الحب الحقيقي كوخز إبره في قلب الإنسان ويستمر كذلك حتى يلتقي بمن يحب بزواج ٍ رسمي يتوج حُبهما أما إذا لم يُكتب لهما اللقاء فإنه القلب يتفطر ويتحول إلى حُطام......ما كان يؤلم نِزار أنها تظاهرت أنه مجرد زبون عادي وعاملته ببروده شديده ...فكر بأن ينساها وأن لا يكرر أي زياره لعيادتها ولكنه لاحظ أنها لا زالت تشغل تفكيره وبشده ....المشاعر ذات قيمه كبيرة عند الإنسان فإن صدقت فستدوم للأبد ولا شيء ينهيها إلا الموت ، حاول أن يتناول طعام العشاء فلم يستطع لأنه لم يتبق َ للطعام أي طعم أو ذوق، عاد في اليوم التالي إلى عمله و كل كيانه يصرخ بحبها ...ولكنه لم يستطع أن يكشف عما في قلبه لأحد ...وتظاهر أنه طبيعي ولكنه في حقيقة الأمر أدمن على رؤيتها ...حاول أن يتصرف ببروده في عمله وقطع وعداً لنفسه أن لا يكشف لها عن حبه حتى يتاكد أنها تبادله نفس الشعور ......كان نزار قد تعود على ألماس وأدمن لقائها ....

أحيانا ً يحتاج المرء للعزلة بعد أن يفشل في قصة حب حيث يشعر الإنسان بالوحده ..فهي العزاء الوحيد لألم الروح ....أحياناً نتسبب لقلوبنا بذوبان وشفقة كبيرة ونجعل الحزن يخيم على وجوهنا والإضطراب يملىء أعيننا وشفتانا ترتجفان من ذكر من نحب ...إنه الجرح الذي يَسبق موتنا الحقيقي ....قبل موت القلب نذيقه شتى قصص الحزن حتى يستعد للرحيل ونرحل معه من هذه الدنيا ....احياناً نريد ان ننشر السعادة في حولنا ولكننا بخطوات بسيطه غير مفهومه ننشر الحزن بدلاً عنه بطريقه غير مقصوده ....ننشر الحزن في ارواحنا عندما نتيقن أننا غير مرغوبين في قلوب من نحب ...أنه الحزن الصامت الذي يُغزي أرواحنا دون أن نشعر...[/justify]

إبن الجبل 31-01-19 11:11 pm

[justify]
بعد خطوبه ألماس أتت لزيارتها رازان إحدى زميلاتها وابلغتها ان الدكتورعلي شخص خائن وانها بإستطاعتها إثبات ذلك لها واحضرت لها مقطع فيديو وعلي يقبل إحدى الممرضات في عيادته فما كان من ألماس إلا ان فسخت خطوبتها بسرعه حيث ان هذا النوع من الرجال لا يتناسب مع مبادئها ولا يمكنها الإرتباط بشخص لديه ماضي مقرف ...واتجهت لحفظ القرءان الكريم في أوقات فراغها ....مرض الشيخ عبدالملك فجأه ونحف بِشده ونظرا لإنشغال إبنه سامي بأعماله ، لم ينتبه لنقص الوزن الشديد الذي أتى بشكل مفاجىء لوالده واخبره الطبيب انه بسبب عدمم الاهتمام بصحته بعد إجراء الكشوفات اللازمة له...لم يستمتع الشيخ عبدالملك بالحياه فقد كان قلقا معظم وقته وكانت تنتابه كوابيس ليلا لعلها بسبب جرائمه وظلمه للأخرين ...الأطماع تقتل الفرد وتجعله عبدا للدنيا ويصبح كالميت الذي لا يفصله عن الموت إلا صلاة الجنازة ....كانت ابنته نجوى منشغله بدراستها وطالبت اخيها بحصتها من أموال ابيها سيما ان سامي كان يعيش حياة ترف بينما هي أحيانا لا تمتلك النقود الكافيه لتلبية إحتياجاتها ...ولكن اخاها رفض وبشده بحجة انها أنثى والانثى حسب العادات والتقاليد لا تستحق إلا الفتات وخاصة عندما رأى ان تجارته كبرت وبشكل كبير ووقتها فكرت اخته برفع قضية بالمحكمة ضده ، وذهبت لإستشارة أحد المحامين الذي طلب منها أدله توضح صحة مطالبها فأحضرت مستند من والدها الشيخ عبدالملك يشرح أن جميع الأموال التي يديرها سامي هي ملك والدها وأن الأب يوصي سامي بإعطاءها نصيبها في حال وفاته...بدأت نجوى بتفتيش اوراق والدها ولفت نظرها لرسائل مفادها انه أمر زوجة صالح أخو عمر بوضع السم لصالح في أكله لأنه لم ينفذ المهمه التي أوكلها له بالتخلص من عمر وحيث ان زوجته كانت تعاني من إضطرابات نفسيه ويسهل السيطرة عليها وبكل سهوله نفذت ما يريده منها شيخ القريه وان والدتها كانت تهدده بكشف ما أمرها به فوعدها بالزواج منها بعد التخلص من صالح وتزوجا ســـِرا وكانت هي ثمرة زواجهما وان سامي على معرفة تامه بكل هذه الأحداث وبالرغم من ذلك لم يخبرها سامي بأي شيئ وقتها ...وان زواج والده من تلك المرأه كان زواجاً إضطراريا ..ولم يكن برغبته ...حزنت نجوى من هذه الأوراق وهذه الأخبار الغير ساره بمعرفتها ...ولم يسعها إلا الصمت فوالدها حالته تزداد سوءاً...لكنها بدأت تكره سامي وبشده لأنها تعلم جيدا أن والدها ضحى بأشياء كثيرة من أجل إسعاد هذا النذل سامي وقررت الإنتقام لوالدتها واخذت بنصيحة إحدى الممرضات وتُدعى نجلاء والتي كانت فتاة مدمنة ديازيبام وبدأت هذه الفتاه بالبدء في لعبة رسمتها مع نجوى للقضاء على سامي...كانت نجلاء دائما تحتاج إلى المال وفي سبيل ذلك مستعده لأي سيناريو فهي فتاه كمعظم الفتيات تجيد التمثيل جيدا وكانت هذه الفتاه مناسبه لتنفيذ خطة إغراء سامي والإيقاع به سيما انها كانت جميلة جدا فبدأت وعلى الفور التواصل بتلفون سامي بأنها أخطأت الرقم...وبعدها أرسلت له رسالة إعتذار وقالت أنها ممرضه و تبحث عن عمل فتذكر والده وانها قد تكون هي الفتاه المناسبه لخدمة والده حيث أنه لا يريد أن يجعل أخته نجوى هي الشخص المقرب من والده ،كان التواصل مع هذه الفتاة المجهوله الهويه كالسباحه في نهر مليء بالتماسيح ...قد ينتهي الأمر بمشاهد مروعه ...... وبعد محادثه منها طلب مقابلتها وعلى الفور ...تظاهرت انها مستعده للبدء في العمل من اليوم التالي وبدأت بالإنتباه لوالده بل جعلتها فرصة لكي تتواصل بشكل مكثف مع سامي وقالت تريد أن تشرح له وضع أبيه وجهاً لوجه وأتفقت أن تزوره لشقته وذهبت بمفردها...و في أثناء لقائهما وافق شن طبقه ووقعت الطيور على أشكالها وإستطاعت إغواء سامي وحدث بينهما ما لم يكن بحسابهما وبدأ سامي بالإنجذاب لهذه الفتاه..

تكرر لقائهما الغرامي عدة مرات وبعدها لاحظ سامي انه مغرم بهذه الفتاه..... وأراد الزواج منها وتم زواجهما وبدأت بالسيطرة على زوجها بإستخدام السحر و استطاعت الاقتراب من دفتر شيكات سامي والذي كان يتباهى بأن لديه ارصده بالبنك الوطني وبهذا سهل عملية اصطياده من قبل هذه الفتاه الغاوية ....بدأ سامي بصرف أمواله بشكل كبير على هذه الفتاه وبدأ بشكل لا يصدقه العقل بكتابة شيكات لنجلاء وذات مره ذهبت لشراء المجوهرات لنفسها وبالصدفه وهي في محل المجوهرات قابلت نجوى ...كانت نجوى ذكيه وقالت لها ...هل تعرفين انني سبب غـــِناكِ واني استطيع إبلاغ سامي أنني من أعطيتك رقمه ؟فطلبت منها مبلغ مالي ولم تستطيع نجلاء رفض طلبها وخططتا سويا لسلب سامي كل ثروته ولكن بدأت نجلاء للإيقاع بصديقتها نجوى سيما أنها كانت تشكل كابوساً مرعباً بالنسبه لها ....


إنتهى .....



قريباً .....الجزء الثالث
[/justify]


الساعة الآن 02:36 am.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة