المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 1


المصدر الأول
21-06-06, 09:25 pm
16/صفر

علي سعد الموسى
لم يضر كندا ولا فنلندا ولا حتى ماليزيا أنها بعيدة عن أحلام المونديال، بل إن في بعض الأحلام - إن كانت مثل أحلامنا - ما يفضحنا أمام الخلق. في ثلاث مباريات فقط من آخر ثلاثة مونديالات قبلنا ستة عشر هدفاً وهو رقم يعادل كل ما استقبلته شباك دول إفريقيا مجتمعة - ربما -في آخر ثلاثة مونديالات. أتدرون أين السبب: إنها الطبطبة على الكتوف والتحايل على الواقع. حين تحول نصف الفريق أمام أوكرانيا إلى لاعبي كرة ماء وكأن أرجلهم مربوطة إلى الأرض تساءلت: ما هو السر الذي يحرث به ذات اللاعب ملاعبنا بالطول والعرض فلا يستطيع أن يفعل نصف ذات الشيء في ملاعب المونديال؟ كادت تلعب برأسي آلاف الأسئلة لولا أنني تذكرت أن رياضتنا الداخلية لا تسمح بالمنشطات.
بعد مباراة أوكرانيا أدركت قيمة الركادة لأننا استعجلنا يومين في توزيع الشيكات والهبات وفي مكافأتهم على الفوز حتى وهم يخرجون بالتعادل أمام فريق عربي لا يملك من ميزانية تأهيله للمونديال حتى قيمة المكافأة التي أعطيناها لفريقنا بعد مباراتنا معه. يفوز لاعبونا ببطولة دورة الخليج أو الدورة الإسلامية فنستقبلهم استقبال الأبطال، ومرة أخرى يخرجون - بالمظاريف - قيمة لذيل الذئب.
نجري مثل - الملاقيف - وراء كل البطولات الآسيوية والإفريقية والخليجية والبحرية والعربية والإسلامية ونلعب في العام مئات المباريات وعشرات البطولات بدءاً من مقابلة - الدرك - الجيبوتي وانتهاء بمنتخب بنجلاديش.
كل مباراة للنادي أو المنتخب لها مكافأة فوز وحين نمني النفس أن نفوز في الوقت والمكان الصحيح نخرج بهزيمة مذلة من فرق بلا تاريخ على شاكلة - الصاروخ الأوكراني. نأخذهم إلى منتجعات النمسا وهولندا والبرتغال. اشترينا من أجلهم القنوات المشفرة لنتفرج على فضائحهم حتى أصبحنا على أيديهم نكتة كروية. إنها الطبطبة ومكافآت الفوز المقدمة وآمل ألا تكون البنوك أيضاً قد استعجلت في صرف الشيك الأخير: ما أجمل الركادة! نصف لاعبي فريقنا يدخلون الميدان وهم في الطابور على رأس عمادة لاعبي العالم متناسين أن نصف رصيدهم مع مكاو ونيبال وإندونيسيا وربنا يستر لأنني أخشى أن نجد أنفسنا عبر هذا الرصيد في قلب المونديال القادم. جربنا الديك الفرنسي ثم البنز الألماني وأخيراً صاروخ كييف الأوكراني ولكن: أعطوني فريقاً آخر على وجه الكون استقبل من هذا الثلاثي وحده ربع ما استقبلناه من أهداف بربع ما أعطينا من المنتجعات والشيكات والمعسكرات. أتدرون أين يكمن التخطيط العلمي السليم: في مخطط لا يصل بنا مرة أخرى لكأس العالم.