المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : احذروا احذروا : من نواقض الاسلام :(مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين )


رعود وبروق
28-09-01, 12:45 pm
الفصل الثالث
مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين :
والدليل قوله : ) ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ( ( ) إن أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله ، وأن الله افترض على المسلمين عداوة المشركين ـ من الكفار والمنافقين وجفاة الأعراب ، الذين يُعرفون بالنفاق ولا يؤمنون بالله ورسوله ـ وقطع الموالاة بين المؤمنين وبينهم وأخبر أن من تولاهم فهو منهم ، وكيف يدعي رجل محبة الله تعالى وهو يحب أعدائه الذين ظاهروا الشياطين واتخذوهم أولياء من دون الله كما قيل :
تحب عدوّي ثم تزعم أنني صديقك إن الود عنك لعازب . ( )
فالله سبحانه أوجب ذلك وأكد إيجابه ، وحرم موالاتهم وشدد فيها ، حتى أنه ليس في كتاب الله حكم فيه الأدلة أكثر ولا أبين من هذا الحكم ، بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده . ( )
والإنسان إذا أظهر للمشركين الموافقة على دينهم ، خوفاً منهم ومداراة لهم ومداهنة لدفع شرهم ، فإنه كافر مثلهم ، وإن كان يكره دينهم ويبغضهم ويحب الإسلام والمسلمين ، هذا إذا لم يقع منه إلا ذلك ، فكيف وإن كان في دار منعه واستدعى بهم ودخل في طاعتهم وأظهر الموافقة على دينهم الباطل وأعانهم عليه بالنصرة ووالاهم ، فإن الله لم يرخص في موافقتهم ، خوفاً على النفس والمال والحرمة ، بل أخبر عمن وافقهم بعد أن قاتلوه ليدفع شرهم أنه مرتد ، فإن مات على ردته بعد أن قاتله المشركون فإنه من أهل النار الخالدين فيها ، قال تعالى : ) ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ( ( ) ، فكيف بمن وافقهم من غير قتال ، فإن كان من وافقهم بعد أن قاتلوه لا عذر له ، عرفت أن الذين يأتون إليهم يسارعون في الموافقة. ( )
قال تعالى : ) ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانـوا يؤمنـون بالله والنبي وما أنزل إليــه ما اتـخـذوهم أوليـاء ولكن كثيراً منهم فاسقون ( . ( ) فـذكر جملة شرطية ، تقتضي أنه إذا وُجد الشرط وُجد المشروط بـحرف ( لو ) التي تقتضي مع الشرط انتفاء المشـروط ، فقال : ) ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ( فدل على أن الإيمان المذكور ينفي اتخاذهم أولياء ويضاده ، ولا يجتمع الإيمان واتخاذهم أولياء في القلب ، ودل ذلك على أن من اتخذهم أولياء ما فعل الإيمان الواجب من الإيمان بالله والنبي وما أنزل إليه ، ومثله قوله تعالى : ) لا تتخذوا اليهـود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعـض ومن يتولـهم منكم فإنه منهم ( فإنه أخبـر في تلك الآيات أن متوليهم لا يكون مؤمناً ، وأخبر هنا أن متوليهم هو منهم ، فالقرآن يصدق بعضه بعضاً . ( )
فحكم الله حكماً لا يبدل ، أن من رجع عن دينه إلى الكفر فهو كافر ، سواء كان طامعاً في دنيا ينالها من المشركين أم لا ، فهو كافر على كل حال إلا المكره ، فإذا أكره الإنسان على الكفر وقيل له أكفر وإلا قتلناك أو ضربناك ، أو أخذه المشركون فضربوه ، ولم يمكنه التخلص إلا بموافقتهم ، جاز له موافقتهم في الظاهر ، بشرط أن يكون قلبه مطمئناً بالإيمان .( )
ومعلوم أنه لم يرد بالكفر هنا اعتقاد القلب فقط ، لأن ذلك لا يكره الرجل عليه ، وهو قد استثنى من أُكره ولم يُرد من قال واعتقد ، لأنه استثنى المكره ، وهو لا يكره على العقد والقول ، وإنما يكره على القول فقط . ( )
وأما موافقة المشركين في الظاهر مع المخالفة في الباطن ، وهو ليس في سلطانهم ، وإنما حمله على ذلك إما طمع في رئاسة أو مال أو مشحة بوطن أو عيال أو خوف مما يحدث في المـآل ، فإنه في هذه الحال يكون مرتداً ، ولا تنفعه كراهته لهم في الباطن ، وهو مما قال الله فيه : ) ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم الكافرين ( . ( )
فأخبر أنه لم يحملهم على الكفر الجهل بالحق أو بغضه ولا محبة الباطل ، وإنما هو أن لهم حظاً من حظوظ الدنيا فآثروه على الدين ، هذا معنى كلام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ، وأما ما يعتقده كثير من الناس عذراً ، فإنه من تزيين الشيطان وتسويله ، وذلك أن بعضهم إذا خوّفه أولياء الشيطان خوفاً لا حقيقة له ، ظن أنه يجوز له بذلك إظهار الموافقة للمشركين والانقياد لهم ، وآخر منهم ، إذا زين له الشيطان طمعاً دنيوياً ، تخيّل أنه يجوز له موافقة المشركين لأجل ذلك ، وشبّه على الجهّال أنه مكره . ( )
ويرى الإمام أحمد بن حنبل ويوافقه ابن تيمية ـ رحمهما الله تعالى ـ ، أن الإكراه في مقام التظاهر بالكفر ، سواء كان نطقاً بكلام أو موالاة للكفار لا يعتبر إلا إذا وصل إلى حد التعذيب ، من ضرب أو قتل ونحو ذلك ، وأما ما دونه من طمع في رئـاسة أو في مركز يعينـه الكفّار على توليـه أو بقائـه أو خوف على مال أو عيال أو وطـن أو غير ذلك ، فإنه لا ينفع ولا يقبل منه . ( )


( ) سورة المائدة ، آية : 51
( ) أوثق عرى الإيمان ، ص: 3 ، للشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب .
( ) سبيل النجاة والفكاك ، ص: 31، للشيخ حمد بن عتيق .
( ) سورة البقرة ، آية 217
( ) حكم موالاة أهل الإشراك ، ص : 1 ، للشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب .
( )سورة المائدة ، آية : 80 ، 81
( ) الإيمان لابن تيمية ، ص : 14
( ) حكم موالاة أهل الإشراك ، ص : 6 ، للشيخ سليمان بن
( ) الصارم المسلول ، ص : 524 ، لشيخ الإسلام ابن تيمية .
( ) سورة النحل ، آية : 107
( ) سبيل النجاة والفكاك ، ص : 90 للشيخ حمد بن عتيق .
( ) الإيمان ، ص : 174 ، للشيخ محمد نعيم يا سين .

ALI 9
28-09-01, 02:20 pm
الله يجزاك خير ويكثر من أمثالك







المطنون المطنون المطنون المطنون

رعود وبروق
29-09-01, 12:18 am
كلك بركة ياخ/ مطنون
والله يعين الجميع لما فيه خير وصلاح