المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بالله عليك ... متى تعودين؟؟؟


بدر الدخيّل
19-09-01, 12:55 am
"سئل الخبير في الاستراتيجية الأمريكية في معهد السياسة العالمية بنيويورك :

س : بعد حرب الخليج أكثرت أمريكا من استخدام كلمة ارهاب ؟ فهل حل الإرهاب محل الشيوعية ؟

ج : ... ، أقول بأن (مكافحة الإرهاب) ليس إلا شعارا جديدا لسيطرة الشركات الأمريكية على العالم ، ولا بد أن جنرالات الجيش الأمريكي سعداء جدا لأنهم وجدوا هدفا جديدا ." (1)


وفي تقرير صادر عن لجنة التخطيط الاستراتيجي عام 1988 جاء فيه :

أما وإن الحرب الباردة قد انتهت ... فإن مصادر التهديد البديلة ستكون خلال السنوات القادمة هي مصادر عدم الاستقرار في العالم ، والأصولية الإسلامية في العالم الثالث (!!) . (2)


القضية إذا محسومة منذ فترة ، وماهو إلا امتداد للطغيان الانجليزي أو (الأوربي) الذي ذاقت منه الأمة الأمرين ومازالت !


القضية تسليم لدفة القيادة فقط ، لتعلوا راية العلمانية الرأس مالية على رقاب العالمين وتحقق (نهاية التاريخ) كما يقول فوكو ياما !


ومنذ ذلك الزمان وإلى الآن : فإن كبرياء المسلم تعيش جرحا غائرا ...

جرحا نزيفه يجري أودية ...

منذ ذلك الوقت : والمسلم يرى أخاه المسلم يقتل كما تقتل الشاه ولا ينبس ببنت شفه !

والمسلم يرى أخته تغتصب وينتهك عرضها ويرسم على بطنها الحامل الصليب ولا يتكلم !

والمسلم يرى عجائز المسلمين يبكين دما وأسا في صور يندى لها الجبين وقد أحكم عقله قفل السكوت !

والمسلم يرى أخوانه المسلمين يودعون المعتقلات والسجون دون أي ذنب وعلى فمه سلاسل الصمت !

بل أن بعض المسلمين أصبح يعين الكافر اليهودي على أخيه المسلم طمعا في الحطام الفاني !

و المسلم يرى ... ويرى ...

مالا يراه أي إنسان على وجه الأرض يريد عيشا كريما .

وهنا السؤال المهم : أين تذهب هذه المشاهد المنقوشة في الذاكرة ؟؟

إنها تنسف الكبرياء نسفا ، وتسحق العزّة سحقا ، وتجعل نفوس المسلمين كقطعان الأنعام الذليلة ...


لذلك فإن اللحظة التاريخيّة التي نعيشها (فيما يظهر) هي باتجاهها لاستعادة ذلك الكبرياء الذي ارتحل عن القلوب لفترة طويلة ...


ربما كانت هذه اللحظة صيرورة للعزّ ...


"إلى الفتية الذين كنت ألمحهم بعين الخيال قادمين ، فوجدتهم في واقع الحياة قائمين .

إلى هؤلاء الفتية الذين كانوا في خيالي أمنية وحلما ، فإذا هم حقيقة وواقع ، حقيقة أعظم من الخيال ، وواقع أكبر من الآمال .

إلى هؤلاء الفتية الذين انبثقوا من ضمير الغيب كما تنبثق الحياة من ضمير العدم ، وكما ينبثق النور من خلال الظلمات ."(3)


إليهم أرسل باقة من النرجس الفوّاح منقوش عليها :



"إن كلماتنا تظل عرائس من شمع ، حتى إذا متنا في سبيلها دبت فيها الروح وكتبت لها الحياة".(4)



@ === @ === @


آه ياعزّة المسلم ...

بالله عليك ...

متى تعودين ؟؟؟








-------------------------
(1) عولمة أم أمركة ؟ ، حسن قطامش ، ص 68
(2) مجلة عالم الفكر العدد 30 ص 228
(3)العدالة الاجتماعية في الاسلام ، سيد قطب ، ص 5
(4)دراسات اسلامية ، سيد قطب ، ص 228