المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : للكون إلاهـ .. قراءة في كتاب الله المنظور


oldman
17-02-09, 11:41 pm
السلام عليكم

أولاً أنا خويكم سلمان اللي كوكتيلي هذاااااك>>>
اعجبني التقديم لهذا الكتاب الذي لم اقتنيه بعد وإن شاء الله سأبحث عنه رغم ان صاحب التقديم لهذا الكتاب وهو ابووافي من منتدى خاص بالاسهم المهم خوينا يقول انه بحث عن هذا الكتاب ولم يجده في الرياض في جميع المكتبات وانا سأبحث عنه واللي يلقاه يخبرني أين وجده ....

بسم الله نبدأ

قبل .. أشهر .. قليلة .. وبالتحديد في شهر رمضان الكريم .. شاهدت .. حلقات برنامج .. " قذائف " .. من خلال قناة الرايه .. والذي كان يقدمه .. الدكتور محمد العوضي .. جزاه الله خيراً .. وكانت بداية مشاهدتي لتلك الحلقات .. متأخرة بعض الشئ .. وبدايتها .. كانت مع .. الدكتور واستاذ علم الطبيعة .. صبري الدمرداش ... الذي أذهلني .. بعلمه .. وسعة إطلاعه .. وأسلوب تقديمه للمعلومه .. وماشدَني .. أكثر ..للمتابعة .. هو تفسير آيات القرآن الكريم .. وإثباتها علمياً .. وحسب ماسمعت .. منه .. أن هناك .. أكثر .. من .. 1200 .. آيه .. أو معجزة قرآنيه .. ثبت .. صحتها ..وستجدون على الرابط التالي .. تلك الحلقات .. وفيها .. أيضاً .. تقديم .. وتعريف بالمؤلف :

http://www.youtube.com/watch?v=hcQLvtkQ5kU


وخلال أحدى الحلقات .. عرض .. الدكتور .. صبري الدمرداش ..كتابه .. ومؤلفه ... الرائع .. " للكون .. إله .. " .. وهو فراءة في كتاب الله المنظور .. بحثت .. في شهر شوال عن الكتاب .. في مكتبة جرير .. والعبيكان .. ولم أجده .. وبالصدفة .. وفي أول يوم .. في إجازة الحج .. وجدته .. في أحد المكتبات ..الصغيرة .. وحتى الآن .. لم أنتهِ .. من قراءته ...!!

للكون إله .. كتاب .. ممتع .. سأحاول .. بمشيئة الله .. عرض .. ملخص .. للكتاب .. ومحتواه .......!!

********************************

الكتاب .. : للكون إله .. قراءة في كتاب الله المنظور
المؤلف : الدكتور صبري الدمرداش .. أستاذ علم الطبيعة بجامعة الكويت
يقع الكتاب في 660 صفحة .. مجلده ..

تمهيد :
يأخذك الكتاب في رحلةٍ مع عائلة مكونة من أبٍ عالم وأم معلمّة فيزياء وولد طالب في كلية العلوم وبنت في كلية الآداب وخالهما أستاذ الشريعة ، في خمس أمسيات يناقشون فيها كل ما تريد معرفته عن الأرض والشمس والقمر والكواكب والمجرات والشهب والنيازك والنجوم وغيرها الكثير جدًا.
وذلك باستخدام الدين والعلم والفلسفة والمنطق ، وتبيان أوجه الإعجاز العلمي في القرآن الكريم.
يخصص الكاتب الأمسية الأولى : جولة في السماء الدنيا
لمناقشة الأرض والقمر والشمس والكواكب في المنظومة الشمسية .
في الأمسية الثانية : باتوراما الكون
عن النجوم والمجرات والثقوب السود والكون بأكمله. كما يتم التطرق في حديث شيَق خلال هذه الأمسية إلى نهاية الكون والأحداث الكونية لاقتراب يوم القيامة.
أما الأمسية الثالثة : للكون دستور
فتتعلق بنواميس الكون كالجاذبية والحرارة والحركة والضوء والنظام والنسبية.
وأما الأمسية الرابعة : هل نحن حقاً وحدنا
فيتم الحديث فيها عن إمكانية الحياة في الكواكب والمجرات الأخرى ووسائل الاتصال بسكان الكواكب والصعوبات التي تحول دون الاتصال بسكان الحضارات الأخرى وبعض الظواهر العجيبة في الفضاء والأطباق الطائرة وغيرها.
وفي الأمسية الخامسة: الله خالق الكون ومبدعه
يختص الحديث بالله عز وجل ونظرة العلماء والفلاسفة له، في نقاش يهدف إلى إقناع شخصٍ حائر بوجود الله

*********************************


مقدمة :

الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى إخوانه السابقين من الأنبياء والمرسلين .
وبعد ...
لم هذا الكتاب ؟:
ولعت منذ حداثتي بمطالعة ذلك الكتاب المنظور فقد كنت ولا أزال دائم أتأمل في هذا الكون الغريب العجيب ودائم النظر في كتب علم الفلك .
كم كان يهزني أن أعلم أن بمجرتنا وحدها مالا يقل عن مائة ألف مليون شمس! وأن بالكون أكثر من بليوني مجرة ..!
كما كان يهزني أن أعلم أن شمسنا قدر أرضنا بنحو مليون وثلاثمائة وعشرون ألف مرة حجما ونحو ثلاثمائة وثلاثة وثلاثون ألف مرة وزنا ..! وأنا الذي حسبت في طفولتي أن قريتنا بريف مصر هي أكبر مافي الوجود.. ! ..نعم أرى القمر وأرى الشمس ولكن كم يبلغان كما أبصرهما بالنسبة لقريتنا حجما ووزنا ..؟!
كما كان يهزني أن أعلم أن بعض الشموس تكبرشمسنا في الحجم والوزن بملايين المرات ..! وأنا الذي حسبت في صباي أن شمسنا الوحيدة في الكون.. !. كما كنت أرتعد من حرارات النجوم التي تستعر في بواطنها إلى عشرات الملايين من الدرجات المئوية ..! .. كما كنت أتوه في المسافات الرهيبة بينها والتي تقصر السنين الضو ئية عن قياسها فلجأوا إلى مايسمى الفراسخ الفلكية!.
وأما عن الأعمار عمر الأرض وعمر الشمس وعمر المجرة فكنت أبحر في بحر من ماض ليس له قرار ناهيك عن عمر الكون الذي يبلغ سبعة عشر ألف مليون من السنين فأصاب بالدوار .
وأما عن كيف تنتظم كل هذه ((العظمة))في وحدة تجمعها وكل لا يرفض أيا منها فلم يكن دواراعاديا ينتابني بل كان أكبر دوار ...
ورحت من داخلي أتساءل : من أوجد كل هذا ؟ .. ولم .. ؟ .. وكيف ..؟ .. وبكل ما في قواميس اللغة من علامات للاستفهام .. كيف السماء رفعت .. ؟ .. والأرض سطحت ؟ .. والجبال نصبت؟ .. والخلائق خلقت ؟ .. علمني معلمي في الدروس الأولى من العلوم والجغرافيا أن الأرض تدور ورفضت هذا الدوران طفلا فما أشاهد غير ما يقولون! .
رفضته في نفسي وإن كنت أعترف به بالطبع وأزكيه في أوراق الامتحان ! ... .واحترت راشدا فيما رفضته طفلا :
كيف تدور الأرض حول نفسها وحول أمها الشمس وحول جدتها المجرة ومع الجدة حول نفسها وفي سبحها فالمجرة هي الأخرى سابحة وكل ما في الكون سابح ... ورحت أسأل عن السكون بل وأفتش عنه تفتيشا علي أجده في ذلك الكتاب المنظور كله من ذراته إلى مجراته .... وعلمت أن الحركة طاقة فراح عقلي يسأل : ومن أين هذه الطاقة ؟
من الذي يمد كل هذه ((العظمة)) بعظمة أكثر فتسيرها وليس أي تسيير وإنما في خطوط مرسومة ومدارات مقسومة وآجال معلومة !
وأذهلني الدقة الهائلة التي تعمل بها كل تلك العظمة وكيف أن الأرض مثلا في دورانها حول نفسها تعتبر من أدق الساعات التي يعرفها الإنسان حتى الساعات الذرية فلا يتجاوزتأخيرها ستة أجزاء من مائة مليون جزء من الثانية الواحدة في اليوم الواحد!.
كما رحت أتساءل :إذا كان المجرات تتدافع عن بعضها بسرعات يكاد يكون بعضها لنصف سرعة الضوء أقرب فإلى أين ؟ .. وإلى متى ؟
وراح عقلي يشطح كثيرا فتجاوز صفحات الكتاب المنظور كله ليسأل عما وراءه أي بعد أن تنتهي المادة والطاقة كل المادة والطاقة فماذا بعد ..؟
كما راح يشطح أكثر وأكثر : هل هو يا ترى كونا واحدا أم أكوان ؟ما المانع ؟ ولم لا ؟!.. ألف سؤال وسؤال...
ولكن السؤال الكبير كان دائما هو الذي يبدأ بأداة الاستفهام : ((من)) من وراء كل هذا ؟ وقالت لي نفسي واحد من اثنين : إما أن يكون ((كل هذا)) أوجد نفسه وسير نفسه بنفسه وإما أن يكون هناك موجد له ومسير .
ورفضت عقلا وقلبا الاحتمال الأول لأسباب لا تخفى على كل بديهة صافية وفطرة سوية الموجد والمسير جزء من تلك العظمة ؟ووجدتني أرفض مرة أخرى وعلى الفور أن يكون كذلك فهو يجب أن يكون أعظم كما لا يجب أن يكون جزءا منها بحال وإلا احتاج هو الآخر إلى موجد له ومسير ورفضت للمرة الثالثة تسلسل الموجدين والمسيرين فلا بد أن يكون موجدا ومسيرا واحدا.
وفي كتابي هذا رحت أبحث من خلال قراءتي في الكتاب المنظور عن ذلك الموجد والمسير .
التقدم المادي .. ذلك ((الإله)) المهم :
وبدل أن يحاول بعض الناس خصوصا في عصرنا ..إدراك ذلك الـ((من)) ليعبدوه ويقدسوه فإذا بهم يعبدون ((منا))آخر.
وكان الـ((من))الجديد هو التقدم المادي ذلك التقدم وحيد الاتجاه حيث لا يرى إلا بعين واحدة ((المادة))بينما يفتقد العين الثانية((الروح))التي تبصر البعد الروحي للحياة فهو تقدم تعوزه المحبة وعلم بلا دين وتكنولوجيا لا تعرف الأخلاق وثورات بغير زعيم حكيم ... ورحت أدقق في بعض هذه الثورات :
الثورة الذرية وما وضعته في أيدي البعض من أسلحة تفتح على الإنسان ألف جهنم وجهنم حيث تكفي لتدمير الكوكب كله وكما يقال خمس مرات وفي رواية ست مع أن مرة واحدة فقط تكفي !.
كما توقفت كثيرا عند الثورة البيوتكنولوجية لأقيم مخرجاتها في سنوات عشر ناهيك عن معطياتها في القرن القادم وما قد يتلوه من قرون فأبصرتها أفرزت للبشر مفاهيم غريبة عجيبة:
أطفالا للأنابيب بنوكا للمنويات بنوكا للبويضات الأرحام المؤجرة الأم البديل الأم الجدة الرحم الاصطناعي معارض الأجنة الاستنساخ وما خفي كان أعجب مما جعل صورة الحياة في في مستقبلها غامضة ومشوبة وجعل الباقي غيم وغيب . وكل هذا إن لم يوضع في إطار الحكمة فهو تقدم أعور .
إن مشكلة إنسان هذا الزمان تكمن في جوهرها في أنه قد نمت لديه المهارة بشكل أكبرمما نمت لديه المحكمة (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا) واستطاع ذلك المسخ الشائه ذو العين الواحدة وعن طريق العلم أن يبهر الناس فقد تمكن من أن يسبرأغوار المحيطات وأن يخترق أجواز الفضاء وأن يهبط على سطح القمر وأن يغزو الكواكب الأخر وأن يخرج من خلال مراكبه الفضائية خارج منظومتنا الشمسية وأن يفجر الذرة محدثا طاقة مدمرة أو منتجة.كما استطاع أن يسمع في آن ما يدور في أقصى الأرض .
وأمام هذا الاستعراض غير المسبوق للقوى المادية للغرب بمختلف جوانبها فقدنا نحن أهل الشرق ثقتنا بأنفسنا .وفي حمى الشعور بالنقص والتخلف تصور بعضنا وخصوصا الشباب من أبنائنا أن دياناتنا إن هي إلا ضرب من الخرافات المخجلة التي يجب التخلص منها لنلحق بركب التقدم وندخل في رحاب المعبد الجديد معبد العلم لنعبد الإله الموهوم الذي هو في المادة !.
وسجد بعضنا مبهورين فاقدي الوعي وقد اختلطت عليهم الوسيلة بالغاية فجعلوا من التقدم المادي غاية ونسوا أنه في الحق مجرد وسيلة .

العالم أصبح مسرحا مجنونا يهرول فيه الموتورين في اتجاه واحد نحو التقدم المادي المسيخ الدجال معبود هذا الزمان ومع الإيمان المطلق بالمادة توارى الإيمان بالله الحق وأصبحت الصورة الفلسفية لما نعيشه بمثابة غابة يتصارع فيها المخلب والناب !.
وينسى الإنسان في هذا التيه الذي أضاع فيه عمره أنه أخطأ مرة حينما تصور أن الكون بلا إله وأنه قذف به إلى الدنيا بلا نواميس تحكمه ورب يسأله . وأخطأ مرة أخرى حينما عبد التقدم المادي إلهه الذي صنعه بيديه وجعل منه مصدرا لسكينته وراحته فإذا به هو نفسه الذي يسلبه سكينة النفس وراحة البال بل إنه يصبح في نهاية الأداة التي تقصف عمره وتهد المعبد على بانيه وعلى ما فيه ومن فيه.
الدين ..علم العلوم :
وأخطأ الإنسان مرة ثالثة حينما تصور أن علوم الطبيعة من فيزيقيا وكيمياء وبيولوجيا وطب وفلك هي العلوم الحقة وأن الدين أفيون الشعوب ..ولو أنه فكر قليلا لأدراك أن هذا العلوم في الواقع علوم جزئية تبحث في الجزئيات والعلاقات والمقادير والكميات بينما الدين علم كلي يبحث في الكليات والماهيات بل هو منتهى العلم لأنه يبحث في البدايات الأولى للأشياء والنهايات المطلقة لما هو كائن والغايات النهائية للوجود والمغزى الكلي للألم والمعنى العام
للحياة .
إن علوم الطبيعة هي العلوم الصغيرة أما الدين فهو العلم الكبير الذي يشتمل في باطنه على كل العلوم .ومن ثم لا تعارض بين دين وعلم لأن الدين في ذاته منتهى العلم المشتمل بالضرورة على جميع العلوم .
والدين ضرورة لا غنى عنها لأنه هو الذي يرسم للعلوم الصغيرة غاياتها ويحدد وظائفها في إطار الحياة المثلى .إن الدين هو الذي يقيم الضمير ويوقظه ويجعله يفعل فعله وهو الذي يدلنا على أن كل العلوم غيره وسائل وليست غايات كما أن التقدم المادي وهو الذي نتاج تلك العلوم هو في ذاته وسيلة وليس غاية. والمادة ذاتها مخلوقة مثلما نحن مخلوقين وليست إلها يعبد وأنها لا تستطيع وحدها أن تمنح الإنسان سكينته وراحة باله لأنها ناقصة شأن كل مافي الكون .
والدين لا يرفض التقدم المادي ولكنه يضعه في مكانه الصحيح كوسيلة وليس غاية . والدين لا يرفض العلم بل يأمر به ويحض عليه ولكنه يعتبره مهما كان شأنه وشأؤه مجرد وسيلة للمعرفة ضمن وسائل أخرى عديدة يملكها الإنسان كالفطرة والبداهة والبصيرة .ورفض العلم ورفض الأخذ بالتقدم المادي وأسبابه سيء سوء عبادة هذا التقدم سواء بسواء.
وإننا لنجد في مشرقنا أحد إثنين:من يرفض العلم اكتفاء بالدين ومن يرفض الدين عبادة للعلم .وكلا الإثنين خطؤه فادح فهما لم يفهما المعنى الحقيقي للدين ولا المعنى الحقيقي للعلم .
القران الميمون .. !.:
والدين من منطلق أنه علم العلوم لا يرفض التقدم لأنه لا يرفض العقل كما لا يرفض الحياة .
والإسلام بالذات ينطلق من مبدأ حب الحياة الكريمة والحرص عليها ويحض على احترام العقل وعلى طلب العلم ويقدم شريعة عصرية توحد بين الروح والجسد في التئام فريد يتوازنان ويتكاملان ولا يتصارعان أو يطغيان فالإسلام لا يطلب من المؤمنين به أن يميتوا شهواتهم وإنما يدعوهم لترشيدها وصرفها مصارفها المشروعة .
ومعيار التقوى عنده ليس الانقطاع للعبادة في خلوة أو رهبانية يبتدعونها وإنما معيارها العمل فالعمل في نظره حق والعمل واجب والعمل شرف والعمل حياة. تسبيح الروح لا بد أن يقترن بعمل اليدين وسعي القدمين من أجل خير الإنسان ونفعه . والصلاة لا يكفي فيها خشوع النفس وإنما أيضا خشوع الجسد بالركوع والسجود .
وبهذا يعيد الإسلام إلى الإنسان التئامه روحا وجسدا ويعيد إليه سكينته المفقودة وراحة باله المنشودة فينتهي ذلك الصراع الأزلي بين الشهوة والعقل النقيضان كما تتوحد العاطفة مع الفكر والباطن مع الظاهر فلا نعود نرى ذلك المخادع الذي يخالف قلبه وعقله ويخالف عقله قوله ويخالف قوله فعله .
إنه كما قلنا عصر المادية ذلك الذي نعيش فيه والإسلام يقدم للإنسان باب النجاة الوحيد فهو يقدم إليه كل تراثه الروحي دون أن يكلفه أن ينزل عن شيء من تقدمه المادي . وكل ما يريده الإسلام هو أن يحقق ذلك التزاوج الناجح بين المادة والروح لتقوم مدنية جديدة مدنية ((المادروحية ))أو((الروحمادية)) إن صح التعبيران حيث لا تكون المادة مسخا معبودا وإنما تكون وسيلة لدى قلب رحيم .
وبهذا وحده يتم تحطيم المسيخ الدجال وتقوم دولة الإنسان بكل معنى تحمله كلمة إنسان .

الإيمان بالإله الحق من أوجب الضرورات:
ولا تنزل السكينة على قلب الإنسان ولا تعمر روحه بالأمن والأمان إلا بوسيلة واحدة هي الاعتقاد بأن للكون إلها كاملا قادرا عادلا وأنه هيأ للكون نواميس تحفظه وقدر كل شيء فيه بدقة بالغة وإننا إليه راجعون.وأن آلامنا وعذاباتنا في حياتنا الدنيا لن تذهب عبثا وأن الفرد منا حقيقة مطلقة وليس مجرد ترسا في آلة ومصيره التراب !.
وهذا اليقين الديني تنزل السكينة على القلب ويصل الإنسان إلى حالة من العمار الروحي والاتزان الداخلي ويشعر أنه حقيقة أقوى من الظلم بل ومن الموت والذي جرب هذا الشعور النادر يعلم أنه حالة من الاستنارة الداخلية الفعلية وليس افتعالا أواستجلابا زائفا لعزيز منه محروم .
وإنا لنعلم أمر هذا اليقين من حال نقيضه من حال كثرة الناس الذين لا يؤمنون بأن للكون إلها أو يعبدون الدجال مسيخ العصر الذري ذو المخ الإلكتروني . في مقابل حال القلة التي نزلت على قلوبها السكينة وعمرت روحها بإدراكها أن للكون إلها.إن تلك الكثرة دائما في قلق وفي حيرة لأنها لا تدري من أمرها الشامل شيئا فهي لا تدري من أين جاءت وإلى أين تسير ؟ كما أنها لا تدري أبدا وما ذا بعد؟ .


*************************************


الإله الحق ليس من هذا العالم :
انظر حولك ..
وفعل الأمر هذا موجه إليك أيها القارئ الكريم لتتأمل ثم تجيب :
هل النور أبيض ؟ ..وهل السماء زرقاء ؟ .. وهل المروج خضر ؟ .. وهل الرمال صفر ؟ .. وهل العسل حلو؟ .. وهل العلقم مر؟ .. وهل الماء السائل والجليد جامد ؟.. هل الزجاج شفاف ؟.. وهل الجدار أصم ؟ .. هل الحجارة موات ؟ .. هل النجوم التي نراها أنا وأنت في صفحة السماء في ليلة ظلماء هي موجودة فعلا ؟.
ألف هل وهل.. وباختصار :هل نحن حقا نرى الدنيا على حقيقتها ؟.
قد تجيب قارئي الكريم معترضا أو حتى رافضا .. ولكن مهلا الحديث بيننا يطول ويطول إنه سيمتد إلى ما يطاول الصفحات الستمائة ويزيد فلتكن من الآن حليما صابرا.
إننا في الحقيقة لا نرى الدنيا على حقيقتها وإن ما أشرت إليه هو ما نراه فعلا ونحسه فعلاومع ذلك فما نرى وما نحس ليس هو الحقيقة !.
فالنور مثلا ليس أبيض كما نراه بدليل أننا إذا مررناه خلال منشور زجاجي فإنه يتحلل إلى ألوانه الحقيقية السبعة : الأحمر والبرتقالي والأصفر والأخضر والأزرق والنيلي والبفسجي .فإذا حاولنا معرفة ماهية هذه الألوان لما وجدناها ألوانا بل كانت موجات تتماثل في كل شيء إلا في طولها وترددها وتتأثر الخلايا العصبية في قاع العين بكل من تلك الموجات بطريقة مختلفة وتتولى مراكز البصر في المخ ترجمة هذا التأثر العصبي على شكل ألوان معنى هذا أن
اللون في الحقيقة لا لون له !بل هو مؤثر يفرقه المخ عن غيره بهذه الطريقة الا صطلاحية بأن يلونه . هذا عن السؤال الأول وماذا عن السؤال الأخير ؟.
إن النجوم التي نراها أنا وأنت ترصع في السماء ليلا هي في الحقيقة غير موجودة !
فمثلا قد نرى نجما يبعد عنا مائة سنة ضوئية ةنحن بالطبع لا يمكننا رؤيته إلا من خلال رسالة يرسلها لنا معلنا عن نفسه وهي ضوؤه ومن ثم فرسالته هذه تحتاج إلى مائة سنة لتصل إلى أعيننا ومن ثم فالضوء الذي نلمح النجم به هو ضوء خرج منذ مائة سنة .
إذن فنحن لا نرى حاضر النجم في الحقيقة بل نرى ماضيه أما أين النجم الآن بعد مائة سنة فلا علم لنا فربما يكون قد اختفى أو أرتحل أو حتى انفجر فحاله الآن لا يمكن أن يصلنا خبره إلا بعد مضي مائة سنة من هذا الآن ! وكم حملقنا أنا وأنت في ((شيء)) يلمع في السماء من غير أن يكون له بالمرة وجود !.
وقس على هذا الإجابات عن مختلف الأسئلة البينية المثارة آنفا فلا السماء زرقاء ولا المروج خضر ولا الرمال صفر ولا ولا...
إن عالم الظواهر حولنا قارئي الكريم عالم مخادع يتلون كالأكاذيب ويتحرك إلى زوال وكأنه الرسم على الماء أو النقش على الرمال تذروه الرياح .
إن الشمس تأفل والزهور تذبل والربيع ينتهي إلى خريف والصحة يعتريها السقم والحياة ينهيها الموت والإمبراطوريات تزدهر وتندثر والقارات يبتلعها المحيط والنجوم تزول .
ومن وراء كل ذلك إله حق وهو ليس من هذا العالم بل ((متعال ))عليه وهوالله تبارك وتعالى فلا يمكن أن يمرض مثلا أو يتعب أو يزول أو يموت ولا يصح أن نتصوره وهما مثل سائر الأشياء في كوننا هذا فهو متعال على كل ذلك .
العالم زائل والله دائم العالم متغير والله ثابت العالم حبيس الزمان والمكان والله متسام على الزمان والمكان ولتساميه على الزمان فليس له بداية أو نهاية وليس له ماض وحاضر ومستقبل وإنما هو حضور مطلق وآن مستمر وديمومة أبدية ماثلة في الغيب والشهادة على السواء وعلى الدوام ولتساميه على المكان فلا مساحة له ولا حجم ولا يقال له فوق أو تحت أو عن يمين أو عن شمال أو داخل أو خارج وهو لهذا لا يحل في بدن ولا يتحيز ولا يتجسد.
ولأنه الله الإله الحق منزه عن الزمان والمكان ومنزه عن كل نقص ومتصف بكل كمال وجمال وجلال فهو صامد وكل ما عداه يضطرب ولهذا فهو الملجأ والأمان من خضم الاضطراب تلقى النفوس إليه مراسيها كما ترسو السفن وتلقى بمراسيها إلى القاع الساكن وتستمد ثباتها من ثباته فهو الصمد الذي يصمد كل ما سواه إليه .
نحن في القيد (في الزمان والمكان ) والله في الإطلاق (الأزل والأبد) وهو اللطيف أي الخفي خفاء مطلقا حيث ظهر لنا الحق سبحانه وتعالى بصفاته وأخفى علينا ذاته ومع هذا فهو محيط بكل شيءفي حضور كامل وفي استسرار تام متناه .
لا تدركها الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو معنا أينما كنا قريبا منتهى القرب بحيث لا نراه لشدة قربه منا وهل يرى الواحد منا سواد عينيه أو حتى حامة أذنه ؟!.
وهو ((واحد)) هو الذي ينفع وهو الذي يضر.وهو الذي يضع السم في العقرب وهو نفسه الذي يصنع العطر في الزهر هو ذات الفاعل الواحد الذي يفعل كل هذه الأشياء وهو (( الظاهر)) بأفعاله و((الباطن)) بذاته.
وقد دلتنا دراستنا للكون في كل لبناته من ذراته إلى مجراته على إقامة النظام فيه وما دام هناك نظاما فلا بد أن يكون له منظم وينبغي أن يكون المنظم من غير نوعية النظام كما يجب ألا يكون جزءا من النظام نفسه بل خارجا عنه وقيما عليه .سبحانه ((ذو الجلال والإكرام)) . تعجز الحروف والكلمات وتنقطع العبارات عن بلوغ مقامه حيث هو: حيث لا حيث وعند لا عند وحيث تبهت العقول وتكف الألسن وتجف الأقلام وترفع الصحف .
الجوهر الأسمى:
كذلك دلتنا دراستنا للكون على أنه مؤلف من جواهر أربعة هي :
الزمان والمكان والمادة والطاقة .. والحق أن كل علم تجريبي لا يمكن البحث فيه إلا من خلال هذه الجواهر الأربعة أو من تداخل بعضها في بعض .والسؤال:أليس هناك جواهر سيد يهيمن على كل تلك الجواهر ؟
أو بصيغة أخرى : إذا كانت لدينا القوة الكاملة والفرصة المناسبة والرغبة الصادقة وأوتينا هذه الجواهر الأربعة
الأساسية فهل بمقدورنا أن نركب كونا مثل كوننا ؟ أم سنشعر بالعجز جميعا كبشر عن تحقيق ذلك ؟
وأننا محتاجون بالضرورة إلى جوهر خامس كي يركبه لنا ؟
وأما أن يكون هذا الجوهر الخامس موجودا فهو ما لا شك فيه وهو يختلف تماما عن كل تلك الجواهر ويسمو عليها وهو الله سبحانه.
لقاءات مع المنكرين :
كم رتب القدر لي من لقاءات معهم وعلى غير موعد.
في إحدى المرات لقيني شاب منهم في معرض الكتاب في إحدى الدول العربية في قيلولة الثانية ظهرا وأبواب المعرض لن تفتح قبل الرابعة والنصف عصرا وبادرني الحديث الذي فهمت من أول كلماته أنه شاب (ملون) فلما اعترضت على بعض ما قال من تهكمه على الإسلام والمسلمين وتقول على الدين بما ليس فيه دعاني إلى مناظرة فقبلت واشترط علي شرطا وهو ألا أحدثه بآية ولا حديث فقلت له :
لك هذا .. وكان لي عليه كذلك شرط شرط أول ما قلته له وأصررت عليه نصرني الله عليه بالضربة القاضية من قبل أن تبدأ الجولة الأولى. ماهو ذلك الشرط يا ترى ؟ ذلك ما ستستنبطه قارئي الكريم من اطلاعك على كتابنا هذا .

وأخرى قادتني ظروفي لأن أحضر محاضرة في نادي أعضاء هيئة التدريس بإحدى الجامعات العربية وبعد الخروج جمعتني الصدفة بمجموعة من الأساتذة الزملاء في أحد الأقسام المشهورة بالجدل وسألوني وسألوني على طريقتهم العلمانية وامتد بنا اللقاء حيث الله له أن يمتد .
وثالثة ورابعة .. ومن منا لم يصادفه علماني أو جاحد معاند أو حتى مجادل مكابر أو غير ذلك من أولياء الشياطين :}وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوهم {(الأنعام :121)وقد أوردنا كل أسئلة هؤلاء وهؤلاء في الأمسية الخامسة من أمسيات الكتاب ليتولى كل من العالم والفقيه تفنيدها .
والواقع أن مواقف هؤلاء المنكرين من علمانيين وملحدين إما أنها تولدت عن جهل أو جحود أو مكابرة وفي كل ظلم للنفس عظيم .
كما أن هذه المواقف المريضة لها في التاريخ جذور فقد حرمت الكنيسة في أوروبا على الإنسان في العصور الوسطى التفكير في الكون فأقامت بين عقله وعالمه الخارجي سدا ومن يضبط ((مفكرا)) فالويل له والثبور وعظائمالأمور .
وهكذا كان مصير كوبرنيكوس عندما فكر في موقع الشمس من الكون!ومصير جاليليو عندما صرح بأن الأرض تدور فكان جزاؤه فقأ عينيه !
وأما حظ جيناردو برونو فكان أتعس الحظوظ فقد أحرقوه حيا عندما نادى بتعدد العوالم كما كان الموت هو العقاب الفوري بأمر الكنيسة لكل من يحاول تشريح جثة إنسان فهو في عيونها لص يحاول اختلاس سر الحياة ومنازعة الله في أمر الروح !.
وهكذا كان العداء بين الجبهتين رجال الدين ورجال العلم قائما وظل كذلك حتى القرن الثامن عشر حين بدأت إحدى الكفتين تثقل على الأخرى وترجح .


انتهت المقدمة .. ولم ينتهي .. الإبداع .. والإعجاز .. فالقادم .. أبهى .. وأجمل ...!!

oldman
18-02-09, 12:22 am
بانوراما الكون

اولاً : النجوم

أنظر الى النجوم في ليلة ظلماء تشعر بالرهبة مع الصفاء ، فالتامل في النجوم علاج للهموم ، ففيه الدواء للمحزون والراحة للمكلوم ، فكوكبنا بخيره وشره جرم صغير يدور حول نجم متوسط ( الشمس ) من بلايين النجوم التي توجد في الف بليون مجره على الاقل يضمها كتاب الله المنظور.

من ينظر للسماء في ليلة مظلمه تطالعه النجوم فيسحره جمالها .. ويأسره نظامها ويظل مع السهارى الحيارى . فهذه نجمه فريدة تتلألأ كأنها نبع الحب الصافي ، وتلك ترسل شعاعاً هو حبل الوداد الدافي ،وهاتان النجمتان الشاردتان قد هربتا من الزحام تتناجيان وتسرآن لبعضهما ماتسرَان ...! وهذه التجمعات النجمية ( البروج ) وقد رصَعت صفحة السماء كما ترصَع عقود الالماس غيد الحسان ...!!

قال تعالى "ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين" (الحجر 16 ).

وحدة قياس أبعاد النجوم هي :

السنة الضوئية وهي المسافة التي يقطعها الضوء في سنه وتقدر بــ 6 تريليون ميل تقريباً .!!!

سرعة الضوء = 186000 ميل / ث
المسافة = السرعة * الزمن
= 186000 * 4/1 365 * 24 *60دقيقه*60 ثانيه = 6 تريليون ميل


ترى ماهي مواقع النجوم :

" فلا أقسم بمواقع النجوم * وأنه لقسم لو تعلمون عظيم" (الواقعة 75-76)

الشمس أقرب نجم للأرض وهي تبعد عنا 93 مليون ميل وبالقياسات الضوئية ثمانية وثلث دقيقة ضوئية.
نجم الشعرى يبعد عنا مثلا 9 سنوات ضوئية ( أي 54 * 10 وامامها 12 صفر ميلاً )
نجم الطائر 14.5 سنة ضوئية
نجم سهيل يبعد 650 سنه ضوئية أي 4 * 10 وامامها 15 صفر ميلاً


كيفية قياس أبعاد النجوم :

أخترت لكم احدى طرق قياس ابعاد النجوم وهي ... الرصد في زمنين مختلفين:

بمعنى أن نقوم برصد النجم من مكان معين في مدينة معينة ثم نعاود رصده من نفس المكان بعد فترة زمنية تقدر بحوالي ثلاث أو أربع ساعات وكأننا نستعيض بذلك عن رصده من مدينة أخرى.

لنفترض أننا نرصد من مدينة القاهرة أول مرة ... وبطريقة حساب معينة نستنتج بعد النجم عن الأرض... ثم بعد ثلاث أو أربع ساعات نرصد من نفس النقطة.... هنا تغير المكان...!!.. لماذا لأن القاهرة منذ ثلاث ساعات موقعها في الفضاء لم يعد هو نفس الموقع بعد ثلاث ساعات ... لماذا؟؟
لأن الأرض تدور حول محورها ... هل تعلمون أن مثلا مدينة القاهرة قد أكملت دورة محيطها 35ألف كيلوا متر يوميا.
ولمتخصصي الرياضيات هذه المعادلة التي تبين كيف توصل العلماء لهذه النتيجة:
أي نقطة من سطح الأرض ترسم دائرة محيطها = محيط الأرض× جيب تمام خط العرض.

أحجام النجوم:

" وماقدروا الله حق قدره" ( الأنعام 91 )

ان اللسان ليعجز عن وصف قدرة الله عز وجل وعلينا نحن البشر أن نذوب ونذوب تواضعا لله عز جاهه اذا عرفنا أن الشمس أكبر من أرضتا بأكثر من 333 الف مرة وأن هناك شموس أكبر من شمسنا بـ30 مليون مرة.

فمثلا:
نجم إبط الجوزاء أكبر من شمسنا 25 مليون مرة
نجم القيطس أكبر من شمسنا 30 مليون مره

قوة النجوم:

القوة الشمعية لشمسنا تبلغ 3×2710 (شمعه) يعني ثلاثة آلاف تريليون تريليون شمعة.
والقدرة الشمعية لنجم الشعرى أكبر 26 مرة من القدرة الشمعية لشمسنا
ونجم العيوق أو العنزة أكبر 185 مرة
ونجم قلب العقرب أكبر 4000 مرة
وبذلك تكون الشمس التي جعلها الله مصدر الحياة لنا هي عبارة عن نجم متواضع خافت تفوقه بعض النجوم تألقا خمسة عشر ألف مرة.


لمعان النجوم:

يسمى العلماء ذلك (بأقدار النجوم) وهو لمعانها ، وطبعا مقدار اللمعان يتوقف على مقدار البعد أو القرب من الأرض.

ألوان النجوم:

النجوم تختلف في ألوانها فمنها الأبيض والأصفر والأحمر والأزرق والسبب في اختلاف ألوانها هو اختلاف درجة حرارة النجم نفسه فالنجم الأحمر تكون درجة حرارته 2000 درجه مئوية والبرتقالي 4000 والأصفر 6000 والأبيض المصفر 7500 والأبيض 11000 والأبيض المزرق 40000 درجه مئويه.
ومن أشهر النجوم الصفراء هي شمسنا والحمراء هو نجم قلب العقرب والزرقاء هي نجوم الجبار ( الثلاثة التي تقع على خط مستقيم واحد) وكذلك نجم النسر الذي يظهر بلون أزرق فاتح.

نواميس الكون لاتتغير ................فكل مخلوق له بداية وله فترة عمرية ثم تكون النهاية ...!!

فياترى ماهي ولادة النجوم :

النجوم تمر بمراحل ثلاث : مرحلة الطفولة ، ومرحلة الشباب ، والشيخوخة ، ثم النهاية ...!!

1- مرحلة الطفولة :

يولد النجم عندما تتراكم الغازات والغبار الكوني البارديين من الفضاء بفعل الجاذبية ويظل هذا التراكم ممتد من 10 ال500 مليون سنة حسب كتلة النجم. فكلما زادت الكتلة قصر الزمن اللازم لإتمام عملية الولادة .
وبعد ذلك يبدأ قلب النجم في الاشتعال بتفاعلات نووية بسبب زيادة التراكم التي تؤدي الى زيادة الجاذبيه والتي هي الاخرى تؤدي الى رفع درجة الحرارة والضغط ... وهنا يصبح متوهجا توهج ذاتي ليعلن عن ميلاد نجم جديد.


2- مرحلة الشباب:

كلما تزايدت الحرارة زاد الضغط ونتيجة التفاعلات النووية داخل قلب النجم يتحول الهيدروجين الى هيليوم وتنطلق الطاقه الى سطح النجم فيسخن السطح وتشع منه الاشعاعات الضوئية وتبقى قواه ثابته وتصل هذه المرحلة الى 20 بليون سنة. ومعظم نجوم السماء تمر بهذه المرحلة

3 - مرحلة الشيخوخة:

يظل النجم على حالة الشباب حتى تدخل مادته في سلسلة من التحولات بالدمج النووي وتتصاعد تدريجيا حتى تصل الى نحو مائة وعشرين مليون درجة مئوية فيتم حرق الهيليوم الى كربون والكربون الى سيليكون والسيليكون الى كوبلت وفي النهاية الى .... حديــــــــــــد يجثم على قلب النجم فيوقف تفاعلاته بينما يكون الغلاف الخارجي قد تمدد فيصبح النجم عملاقا أحمر يبتلع كل ماحوله من كواكب قريبة

وهل سيحدث ذلك لشمسنا ؟؟!! ...نـــــــــــــــــــــــعم ...!!

وكيف ؟؟!!

نعم .. في شيخوختها سبحان الله حيث سيصل غلافها الخارجي الى مستوى السحاب الذي فوق رؤوسنا .

وتعتمد وفاة النجوم على أمرين أساسيين : كتلته ، ونصف قطره ، وعندما يموت النجم فانه يتحول عند الوفاة الى :


1- قزم أبيض اذا كانت كتلته 1.4 من كتلة الشمس.

2- اذا كان أكثر من 1.4 وأقل من 3.2 قدر كتلة الشمس فانه يتحول الى نجم نيوتروني.

3- اذا زادت كتلته عن ذلك فانه يتحول الى ثقب أسود.


الثقوب السوداء : المصيدة الكونية .. قبور الفضاء ... حيث .. لازمن .. ولا مكان .. فالكل .. مفقود .. مفقود ....!!

-


الاقزام البيضاء:

هي الاجرام التي تؤول اليها النجوم صغار الكتله ( 1،4 من كتلة الشمس ) وهو عجوز النجوم وهو النهاية المؤسفة التي تنتهي عندها حياة بعض النجوم ومنها شمسنا

قال تعالى (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ * ) التكوير 1-2 ومعنى التكوير جمع الشئ ولفه على بعضه ، والانكدار يعني انحسار الضوء .

النجوم النيترونيه :

هي كذلك أقزام ولكنها غير مرئيه ، ويمكن الاستدلال عليها من نبضاتها الراديوية المنتظمه ، وسمي بالنيترون لأن قوى الجذب التي تعتري النجم المنكمش أثناء وفاته تؤدي الى التحام بروتاناته مع الكتروناته وتحولها جميعا الى نيوترونات . وحتى يحافظ على كمية تحركه فإنه يدور على نفسه بسرعة جنونيه تصل الى جزء من الف في الثانية للدوره الكامله على نفسه تماما مثل لاعب الباليه الذي يسرع في الدوران حول نفسه عندما يضم ذراعيه طبقا لقانون حفظ كمية الحركه .

الثقوب السوداء :


قال تعالى (وَمَا نُرِيهِم مِّنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا) الزخرف 48 .

هذه العجيبة الكونية كان قد تنبأ بها العالم الفيزيائي الفلكي الفرنسي " بيير سيمون دي لابلاس " عام 1789 م
عندما قال ( إذا وجد جسم بلغت كثافته وكتلته حداً معيناً فإنه لن يتمكن حتى الضوء من الافلات منه ومن ثم يصبح غير مرئي وإن كان موجوداً ) ..!!!
والثقب الاسود هو مساحة صغيره في الفضاء انهارت المادة فيها بحيث لايتمكن أي شئ مهما بلغ حجمه من الافلات منه بسبب الجاذبيه الهائله للمادة المنهارة هي التي ادت الى إنشاء مثل هذا الثقب .

يتميز الثقب الأسود بمنطقتين متغايريتين : الحافة والمركز

الحافة ( أفق الحدث ) :

أفق حدث الثقب الأسود هي حافته أو حده الأعلى ، ولايمكن لشئ أن يخرج عن هذا الحد ولا حتى الضوء . وحتى يتمكن الجسم من الإفلات يجب أن يبلغ في حركته سرعة الضوء ومن المستحيل على الاجسام المادية وفقاً للنظرية النسبيه أن تبلغ تلك السرعة .لذلك يظل أفق الحدث طريق ذو إتجاة واحد ، الداخل مفقود ولايوجد مخرج .وهناك نقطه مهمة تتعلق بأفق الحدث وهي أن كلما أقتربنا من ذلك الأفق كلما تباطأ الزمن حتى يتوقف تماماً ..!!!
وكمثال على مايحدث عند الاقتراب من أفق حدث الثقب الاسود : نفرض أن شخص ما يريد الاقتراب من أحد الأبواب وهو على بعد 3 أمتار منه ، ولكن عليه في كل مره أن يقطع نصف المسافه ، فالخطوة الاولى ستأخذ 1،5 م ، والثانية نصف المسافة المتبقية وهي 75 سم ، والثالثة 37,5 سم ، والرابعة 18.75 سم ... وهكذا...! سيحقق تقدماً ، بيد انه أذا التزم بقاعدة قطع نصف المسافة في كل مرة فإن يقترب في كل مره خطوه ولكن سيظل دائما هناك " نصف مسافه " .. ولن يجتاز الباب أبداً . والقاعدة نفسها تتطبق عندما نرى جسماً يقترب من أفق الحدث إذ يبدو أن الجسم يأخذ وقتاً بلا حدود ، لبطء حركته مع مرور الزمن حتى يبدو متوقفاً تماماً في وقت ما بالنسبة لنا كمراقبين ....!!!

المركز :
عندما يجتاز الجسم أفق الحدث يهوي الى المركز حيث ينعدم الحجم تماماً وترتفع كميات الكتله والجاذبية ( المد والجزر ) الى مالا نهاية . أي أنه يختفي حجماً ولكنه مايزال موجود ككتله وجاذبية ، وهنا تتعطل كل قوانين الفيزياء ويكف العقل عن أي منطق إعترافاً بمحدوديته وعجزة ...!! .. في تلك القبور السماوية تختفي كل صفات المادة لاجزيئات ولا ذرات ولا موجات ولا حتى طاقات . لايوجد سوى الموت والصمت الرهيب .
ولتوضيح وجود قوى المد والجزر .. نفرض أن شخصاً سقط داخل أفق الحدث ثم الى عمق تقبِ أسود ... فمما لاشك فيه أن قدميه ستكونان أقرب الى الثقب من رأسه ومن ثم تكون قوة الجذب على قدميه أكبر من قوى الجذب على رأسه فالفرق بين الجاذبيتين هنا يسمى المد والجزر ، ونتيجة لهذا الفرق سيتمدد طولياً الى حد بعيد جداً ثم يهوي سريعاً الى المركز فيختفي حجماً ولكنه لايزال موجوداً ككتله .....!!!
والثقب الاسود من الصعب إكتشافه مفرداً لخطورته .. ولكن إذا كان له نجم ثنائي فمن السهل معرفته وتحاشية وذلك بمراقبة التحولات والتطورات على النجم الآخر وكذلك فإن دوران النجم الآخر حول فلك غير مرئي .. فاغلب الظن أنه يدور حول ثقب أسود .

حسب نظرية العالم الالماني كارل شفارزشيلد الذي وضع حداً للنجم ليتحول الىثقب أسود :
نصف قطر شفارزشيلد = 2 ( ثابت الجاذبية * كتلة النجم ) على مربع سرعة الضوء .

وهذا الحد لوطبقناه على شمسنا لكي تتحول الى ثقب أسود يجب أن يتقلص نصف قطرها الى 3 كيلو متر وبالمقياس نفسه يجب أن يصبح قطر الأرض أقل من سم واحد ....!! .. ومن ثم تصبح كثافة الأرض أكبر مائة بليون مره من كثافة الشمس وهي ثقب أسود ... !!

وهذا يفسر ماحدث في تانجوسكا بسيبيريا في الاتحاد السوفيتي السابق ... كان إنفجاراً يعادل 20 قنبله ... هيدروجينية .....!!


في .. القادم .. إن شاء الله :

حيث تنعدم الماده في الثقب الاسود ... تبعث من جديد ... خلال ....!! ... ماذا ...؟؟؟
هل يمكن إستخدام الثقب الاسود .... كسلاح ...؟؟
هل هناك ... ثقوب سوداء ... بمجرتنا ....؟؟


-




أول ثقب أسود تم إكتشافة هو : نجم الدجاجة إكس -1

ويقع في مجرة التبانة وقد لوحظ عن طريق القمر الاصطناعي "أوهورو " نقصاً ملحوظاً في الاشعة السينية الصادرة من ذلك النجم ، وظهر فجأة مصدر راديوي في مكان النجم نفسه .

وفي عام 1971 م وبتحليل الاشعة السينية من المصدر الخفي وجد أنها تخفق بسرعة عالية ، مما يعني أن هذا المصدر كثافتة عالية وفي عام 1972 م أتى دليل آخر على أن المصدر ( الدجاجة إكس -1 ) هو ثقب أسود فقد إتضح أن رفيقة المرئي تيلغ كتلته 30 مره كتلة الشمس أما الرفيق الغامض لاتقل عن 5 أمثال كتلة الشمس وهذا ينفي أنه نجم نيتروني .

الثقوب السوداء بين الخير والشر :

لو اصطدمت مركبه فضائية بثقب أسود فسوف تختفي وتهرس بالكامل داخل ذلك الثقب لذلك فإن الثقب الاسود من الممكن استخدامه كسلاح كقنبله هائله ، تدمَر ، ولا تبقي ولا تذر ...!!

سمعنا بمعادلة أنشتاين الشهيرة والتي كانت سبباً في بناء القنابل الذريه والهيدروجينية وكذلك تفسير كيفية توليد الشمس وسائر النجوم لطاقاتها :

الطاقة = الكتله * مربع السرعة

وباستخدام هذه العلاقة رأى بعض العلماء إمكانية استخدام أحد الثقوب السود كقنبله ..!.. وذلك بتضخيم قوة الموجات الراديويه المرتده من الثقب الأسود تحت ظروف معينة ، فإذا أحيط الثقب الأسود بمرايا خاصة لها القدرة على عكس الموجات فإن هذه الموجات يمكن أن تتضخم عدة مرات وفي كل مره تزداد قوة حتى يصل الأمر الى إنفجار المرايا حول الثقب بشكل مريع ومدمر .

ومع هذا فقد رأى بعض العلماء انه بالإمكان إستخدام الثقوب السوداء سلمياً في مجال توليد الطاقة التي تحتاجها تكنولوجيا المستقبل وخاصة المركبات الفضائية .


كل مافي الكون مبني على الازدواجية قال تعالى ( وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) الذاريات 49

هناك مراكز في الكون ، حيث يندمج الزمان والمكان ، تعمل عكس ماتعمل الثقوب السوداء ، فإذا كانت الثقوب السوداء ( تميت ) المادة فتلك المراكز ( تحييها ) بإذن الله وهذه المراكز تسمى الثقوب البيض .....!! وهي مراكز تتدفق منها مواد تتكون منها غازات كونية ومن ثم نجوم ومجرات جديدة ...!! أما من أين تأتي المادة التي تتدفق خلال الثقب الأبيض .. فهناك إحتمالان :

الأول :
اما أن المادة تختفي من الوجود في ثقب أسود ثم سرعان ماتظهر مرة أخرى من خلال ثقب أبيض.

والثاني :
أن يكون هناك كونا آخر غير كوننا ....!!

فبعض العلماء يفترض وجود كون آخر .. فالمادة التي تختفي في الثقوب السوداء بكوننا .. تتدفق في الكون الآخر والعكس صحيح ...!! ... كيف ..؟؟؟
عن طريق الإنفاق الكونية .. أو الكوازارات .....!! .. وهي متدفقات كونية والمادة التي تنتجها بالغة القوة فائقة النشاط .
-



من الأمسية الثالثة .. إخترت .. لكم .. ....!!



للــكون .. دستــور
الدستور هو سيد القوانين ، ودستور الكون هو سيد قوانينة أو نواميسه . وهذا الدستور يحكم الكون في كل نقطه فيه وهو يتالف من قوانين أساسية تسيَره وتضبطه .

النواميس الكونية :
نقصد بها الاسرار والصفات والخواص التي أودعها الخالق سبحاته وتعالى في الاشياء فتتبعها ةلا تحيد عنها حتى يأتيها أمر الله . وهذه النواميس هي اللبنات الأساسية في بنيان الكون وإعماره واستمرار وجوده . وهي ماتسمى لطلبة العلم تجاوزاً " الخواص الفيزيائية أو الكيميائية " . ولايمكن للعلم مهما تقدم أن يعرف لماذا وجدت تلك الخواص ، وإنما يجتهد العلماء في دراسة سلوك الأشياء والنواميس التي تحكم هذا السلوك .



قال تعالى : (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ) يوسف 76.

والنواميس كثيرة منها : ناموس الجاذبية ، وناموس الحركة ، وناموس القوة ، وناموس الحرارة ، وناموس النسبية ، وناموس الضوء ، وناموس التوازن ، وناموس النظام .... الخ .... سنعرض ماتيسر منها.



ناموس الحركة
كل شئ في الكون يتحرك ، بل وليس في الكون ماهو ساكن على الإطلاق . فأنتم مثلاً في مقاعدكم تجلسون وعلى الارائك متكئون وفي ظنكم تحسبون انكم ساكنون ومستقرون وما أنتم وماعليه تجلسون .. الاَ .. متحركون ....!! .. فالطاولة والكرسي والحجر والشجر وكل مافي السموات والأرض ليست ساكنة فكل مافيها يتحرك وان كنتم لحراكها لاتشعرون .


لنبدأ بأصغر الوحدات وهي الذرات ، لبنات الكون الأولى وحروفة الدقيقة التي تكتب بها أبجديته . تعج الذرة بالحركة المتمثلة في دوران الألكترونات السالبة في مداراتها حول البروتينات الموجبة في نواتها . وبما أن الجماد والنبات والحيوان والانسان وكل مافي الأرض مؤلف من ذرات ، إذن الكل في حركة دائمة لايعرف السكون ....!!

ولننتقل الى ماهو أكبر وأكبر ...

حركة القمر :
تابع الأرض الوحيد يدور حول الأرض 29 يوم و13 ساعة ، ويدور حول نفسه 27 يوم و8 ساعات ، ويتجه اثناء دورانه في الحالين من الغرب الى الشرق .

حركة الأرض :
1- تدور حول نفسها مره كل 24 ساعة فيتعاقب الليل والنهار يسرعة 1000 ميل / الساعة ، فيحدث اليوم .
2- تدور حول الشمس مره كل 365 يوم وربع اليوم فتتابع الفصول ، بسرعة 67 الف ميل / ساعة ، فتتم السنة .
3- تدور حول المجرة تابعةً للشمس بسرعة 500 الف ميل / الساعة .
ورغم ذلك نحسبها ثابتة ولانشعر بتلك الحركات المعقدة الرهيبة والسبب في ذلك يرجع الى أننا جزء منها ومكتسبون سرعتها .

وقد أشار القرآن الكرين الى الحقيقتين العلميتين : حركة الأرض وكرويتها ، ولكن بحكمة وفي بيان معجز ، ليدل الناس الى مثل هذه الحقائق على قدر عقولهم في ذلك الزمان وليس بصريح العبارة ، حتى إذا ماتقدم العلم كما هو في زمننا وجدوا في معاني القرآن مايكشف تلك الحقائق ، وهو إعجاز في الأسلوب فضلاً عن المعنى لايقدر عليه الاَ الله سبخانه وتعالى .
يقول الحق جل وعلا : ( يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ ) الزمر 5 . والتكوير معناه لف الشئ على الشئ على سبيل التتابع مما يؤكد كروية الأرض ودورانها حول نفسها ن ولو كانت الارض غير كروية " مسطحة " مثلاً لخيم الليل أو طلع النهار على أجزائها دفعة واحدة . كما أن الفعل يكور تكرر مرتان للتأكيد .

آية آخرى : ( يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا ) الأعراف 54. يزحف الليل في أثر النهار ويزحف النهار في أثر الليل في تعاقبِ مستمر . والتعاقب يعني الحركة .

ولنتأمل في قول الخالق الأعظم : (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ ) النمل 88 .
وهذه ظاهرة كونية عظيمة فالسحاب لايتحرك بذاته بل تحركة الرياح وكذلك الجبال يحسبها الإنسان جامدة في مكانها مع أنها تمر مسرعة لانها محمولة بواسطة الأرض التي تجري في مدارها حول الشمس .

حركة الكواكب الآخرى :
تدور الكواكب في مدارات محددة وفقاً لقوانين تحكم حركاتها ومن هذه القوانين :
الخط الوهمي الواصل من مركز الكوكب الى مركز الشمس يتحرك بحيث يجتاز مساحات متساوية في أزمنة متساوية .
وهذا يعني أن سرعة الكوكب في مدارة تكون أكبر نسبياً عندما يكون قريباً من الشمس وكانه يستشعر الخطر من قربه للشمس فيحث الخطى ليفلت من جاذبيتها . كما ان الكواكب البعيدة عن الشمس تكون السنوات فيها أكثر طولاً وكأنها تسير باطمئنان وتستشعر الأمان في حركاتها نظراً لبعدها عن الجاذب " الشمس " .

حركة الشمس :
تدور حول نفسها 27 يوماً في المتوسط ...
وتدور حول نجم النسر الواقع ومعها كل توابعها من الارض والنجوم والكواكب بسرعة 10 كم / ث .
وتدور حول المجرة مع توابعها بسرعة 220 كم / ث ، وتستغرق 250 مليون سنة لإنجاز دوره كاملة واحدة .....!!
قال تعالى : ( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ) يس 38 .
هذه الآية تمثل إعجازاً علمياً رائعاً لكتاب الله المسطور . فالفعل " تجري " يعبر عن حركة فعلية أثبتها العلم الحديث للشمس ، فهي تتحرك في الفضاء وتتنقل مع توابعها في حركة عظيمة لأن الجري أدل على السرعة من السير أو المشي .

وتسير الشمس الى نقطة في كويكبة " هرقل " مجاورة لنجم النسر الواقع " فيجا " . وهذه النقطة تسمى علمياً " مستقر الشمس ".......!! .. ومن الواضح أن هذا المستقر الذي ينتهي إلية جريان الشمس من أمور الغيب لايعلمها الاَ الله العزيز العليم .

حركة النجوم :
تحرك النجوم تحرك .. معقَد ..!! وكل نجم يشغل مكانا في الفضاء الكوني مختلفاً بمرور الزمن ولايعود الى نفس المكان أبداً ....!
وقد أستطاع عالم الفلك الألماني " جو هانز كبلر " وضع قوانين لحركة الكواكب تعرف بــ " قوانين كبلر " .

حركة المجرات :
جميع المجرات أيضا تتحرك حول نفسها وحول محورها وتتباعد في زمنِ سحيق ...!!
فمجرتنا .. تدور حول نفسها مره كل 250 مليون سنه وقد أكمات الدوران حول نفسها 28 مرة ...!!
ونتيجة لهذا التباعد أو التراجع بين وحدات الكون أو لبناته العظمى ( المجرات ) فإن هناك ظاهرة غريبة وهي ظاهرة " تمدد الكون " ... فالكون في إتساع مستمر منذ خلقه الله لحظة الإنفجار الكبير ...!!... قال تعالى : (وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ) الذاريات 47 . فالأييد معناه القوة ، ولفظ " لموسعون " يعني أن الخالق الأعظم خلق الكون إبتداءً على إتساع ومازال هذا الإتساع سارياً.

ويبقى السؤال : لما كانت أجرام السماء كلها تدور في حالة مستمرة ودوران دائم ....؟؟؟!!..
لانها .. " ألهمت " وتعلمت .. أن في دوران الأصغر منها حول الكبير نجاة من المصير المحتوم وتفادي الوقوع والسقوط والإرتطام ..!!.. فلهذا دارت الأقمار في مسارات حول الكواكب ، ودارت الكواكب حول النجوم ، ودارت النجوم حول مراكز مجراتها ، ثم دارت المجرات حول نفسها ... أي أنه دوران .. في دوران .....!!

وهكذا فالكل يدور وأن شئتم يطوف من الذرة الى المجرة ، والكل صغر حجماً أم كبر يدور حول شئ محدد وبهذا تعدَد الطائفون وتوحَد المطوَف به .

وهذا يوضح لنا حكمة الطواف على الكعبة ، إنها حكمة وحدة النظام في الكون ووحدانية خالقه ، ولهذا تنطلق أصواتنا عند الطواف بذلك النداء الوحدوي الخالد :
" لبيك اللهم لبيك ، لبيك لاشريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك .. لاشريك لك " .

وإن كانت الرمزية هي اللغة المناسبة لتمثيل المعاني السامية ، فالعلم مثلاً رمزاً للوطن ، وحب الوطن ، مع أنه قطعة من القماش لاقيمة لها مادياً ولكنها ترمز الى كل معاني الحب للوطن .
والكعبة المشرفة هي رمز لبيت الله والحجر الأسود هو الحجر الأول ونقطة البدء في الطواف حول ذلك الرمز العظيم ، كما انها بمثابة مركز الجاذبية الروحية التي ينبغي أن تكون بين العبد المؤمن وبيت الله ، ونظراً لهذه الجاذبية الروحية فإنه يجب على كل قادم أن يطوف بالكعبة بمجرد الوصول اليها ، تماماً كما يطوف الجرم الصغير بمجرد وقوعه في أسر جاذبية آخر اكبر منه .....!!!!

وهناك نقطة مهمة : فقد أثبتت الدراسات الفلكية ان إتجاة دوران الكواكب حول الشمس وكذلك دوران الأجرام السماوية يكون عكس إتجاة عقارب الساعة ، إذ ان الاجرام تدور بحيث يكون مركز القوى نحو اليسار دائماَ ويكون تحركها يميناً في كل الأحوال ، ومن ذلك دوران الأرض حول محورها وهو مكمن القوة في هذه الحالة ، الى اليسار ليظل الدوران دائماً في إتجاة اليمين .... ومن العجيب أن هذا بالضبط مايحدث في الطواف حول الكعبة ... المشرفة ....!!

لقد وجدت الأجرام الصغيرة أن دورانها حول الأجرام الكبيرة حماية لها من الوقوع في أسرها ، ولأن هذا الدوران وحده غير كافِ لإستهلاك قوة جاذبية الكبار ، تتدخل العناية الإلهية مرة أخرى لتفهم الصعار أن في دورانها حول محورها الضمان الكافي لإستهلاك تلك القوة .




في القادم .. إن شاء الله ...

كيف شرح إنشتاين للمرأة الجميله ... قانون النسبية .....!؟؟؟
كيف .. يتراجع الزمن ...!!؟؟؟
ماهو الفرق بين الزمن الإلهي ... وزمننا ...؟؟
متى .. تتعطل النواميس ..؟؟ .. وينعكس تأثيرها ..؟؟


-
سبحان الله وبحمده
؛؛ عدد خلقه ؛؛ ورضا نفسه ؛؛ وزنة عرشه ؛؛ ومداد كلماته ؛؛
؛؛؛
أستغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه
؛؛
أستغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه
؛؛
أستغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه

oldman
18-02-09, 12:35 am
الأمسية الثالثة : للكون دستور


ناموس النسبية

يروى أن سيدة جميلة جاءت الى أنشتاين تسأله عن فكرة النسبية ، فقال لها :
المسألة بسيطة ، فعندما أجلس مع أمرأة جميلة في مثل حسنك ساعة فإنها تكون بالنسبة لي بمثابة ثانية واحدة ، بينما الساعة نفسها إذا جلستها مع إمرأة أخرى لاحسن فيها ولا جمال فإنها تكون بالنسبة لي شهر أو ربما دهر ....!!

نسبية الوزن :
في الوقت الذي تكون فيه كتلة الشئ ثابتة فإن الوزن يختلف من مكان إلى مكان على سطح الكوكب الواحد ومن كوكب إلى آخر .

هل الوزن هو الكتلة ....؟؟
في المكان الواحد فقط ... لأن وزن الشيء يأتي من حاصل ضرب كتلته في مقدار عجلة الجاذبية.

أمثلة:
بالنسبة للكوكب الواحد فإن وزن الأشياء عند خط الاستواء مثلا يكون أقل من وزنها عند القطبين . والسبب في اختلاف الوزن بين خط الاستواء والقطبين هو دوران الأرض مما يجعل وزن الجسم عند خط الاستواء يقل عن وزنه عند القطبين .

ولو كان دوران الأرض أسرع لكان الفرق في وزن الأجسام عند الاستواء والقطبين أعظم ... فعندما يكون اليوم على أرضنا 4 ساعات فقط مثلا فإن الجسم الذي يزن 875جراما عند خط الاستواء يصبح وزنه عند القطبين كيلو جراما كاملا ... أما نسبية الوزن من كوكب لآخر فهي أوضح وأظهر ... أمثلة :
الشخص الذي يزن 60 كيلو جراما مثلا على سطح الأرض فإن وزنه يهبط فجأة إلى عشرة كيلو جرامات فقط على سطح القمر .. لأن مقدار جاذبية القمر يساوي سدس مقدار جاذبية الأرض ... !!

نسبية الزمن :
يختلف الزمن من مكان إلى على سطح الكوكب الواحد وهو من كوكب إلى آخر أشد اختلافا ....!!.. أمثلة :

يوم عطارد : 59 يوما ... وسنته : 88 يوما
يوم المشتري : 10ساعات .. وسنته : 12 سنة
يوم بلوتو : 6 أيام .. وسنته : 248 سنة .....................!!


ولو قارنا بين عمر طفلين مولودين في نفس اللحظة ، أحدهما على الأرض والآخر على المشتري مثلاً .. فإن الأول عندما يصل الى سن الستين ، يكون الآخر في عامه الخامس بــ " مريول "الحضانة ..!!!

كذلك فإنه حسب نظرية إنشتاين النسبية العامة .. فإن الزمن يبطئ كلما زادت السرعة وخصوصاً كلما أقتربت من سرعة الضوء ....!!

والأعجب أنه ثبت بالتجارب الدقيقة في المعامل المتخصصة باستخدام ساعاتِ خاصة .. أن كل شئ في الكون يحمل التوقيت الخاص به في المكان الذي يتواجد فية طبقاً لإعتبارات .. الكتلة ، الكثافة ، درجة الحرارة ، والضغط ، ...الخ ..!

فالإلكترون السالب يدور حول نواة ذرة الهيدروجين والتي هي بمثابة بروتون موجب بسرعة معينة على الأرض ... ولكنه في طبقة الغلاف الجوي فإنه يدور بسرعة أكبر من الأولى بنحو 15 مرة تقريباً ومن ثم ينكمش زمنه ....!! وفي نهاية الطبقة يصل الى سرعة أكبر 22 مرة بفعل إرتفاع درجة الحرارة ...!! أما مايحدث في بطون النجوم حيث الحرارة الهائلة والضغط فإن سرعة اللأكترون تقترب الى سرعة الضوء .. فيتوقف زمنه تماماً ... واذا فاقت سرعتة سرعة الضوء .. تراجع زمنه الى الماضي .. وتتحول المادة الى نقيضها أو مايسمى علمياً ... المادة المضادة ...!!!

ونسبية الزمن ورد ذكرها في كتاب الله المسطور :

قال تعالى :(وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ) سورة الحج 47

قال تعالى : ( يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ )سورة السجدة 5

بما أن يوم واحد إلهي = 1000 سنة أرضية
أي أن 1 ثانية الهية = 366242،5 ثانية أرضية
ولكن ماذا تعني لنا الثانية الأرضية ...؟؟
هي مقياس لمقدار معين من الحركة " تعبير مجازي عن إنتقال جسم من حيَز الى حيَز " تدور فيه الأرض حول الشمس دورة كاملة وتساوي 29،8 كيلومتر في الثانية .... وعلية فإن الثانية الإلهية = 11مليون كم ...!!

قال تعالى : (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ) سورة المعارج 4

وعلى أساس هذه الأية فإن الثانية الألهية = 550 مليون كم
أي أن الثانية الألهية تعادل من 37 الى 1850 ثانية ضوئية
وبما أن الضوء يدور حول الأرض 7،5 مرة / ث
أي أن النور الألهي يدور حول الأرض مابين 277.5 إلى 3875 مرة / ث ......!!!
وهذا يفسر أشياء كثيرة وردت في القرآن الكريم وعجزت العقول البشرية عن فهمها لدحولها في نطاق نسبية الزمن ....!!

مثل وصف الله لأحداث يوم القيامة بالفعل الماضي ... وقصة أهل الكهف .. وغيرها ... وذلك لأن الله سبحانة متعالِ فوق الزمان .. وكل شئ سيحدث هو في علمة قد حدث ....!!


-

سبحان الله وبحمده
؛؛ عدد خلقه ؛؛ ورضا نفسه ؛؛ وزنة عرشه ؛؛ ومداد كلماته ؛؛
؛؛؛
أستغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه
؛؛
أستغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه
؛؛
أستغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه

oldman
18-02-09, 12:46 am
نتابع .. من أمسية .. للكون دستور ....


تضافر النواميس وتعطيلها وعكسها


أولاً : تضافر النواميس
:
النواميس لاتعمل منفردة بل تتضافر معاً وتتآزر لديمومة الحياة واستمراريتها ولنأخذ مثلاً لذلك : تنزيل الغيث
قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ ) لقمان 34 ويمكننا النظر الى القدرة التي تحكم نزول الغيث من ناحيتين أساسيتين هما :

الخلق من العدم :
1- خلق أسطح مائية هائلة بالنسبة لما يحدها من أرض يابسة .
2- إيجاد مصدر حراري هائل ( الشمس ) لتسخين المساحات المائية فيتم تبخير كميات مناسبة من بخار الماء.
3- تحريك الكتل الهوائية على هيئة رياح تبعد الطبقات الجوية ، بعد تشبعها بالبخار عن الأسطح المائية ليحل محلها هواء جاف نسبياً كي يأخذ نصيبة من البخار المتصاعد ، وجعل دوران الأرض حول الشمس لتوزيع الحرارة على مساحات مختلفة.
4- إيجاد أعداد هائلة من نويات التكاثف السابحة في جو الارض لها القدرة على إجتذاب جزيئات الماء وحملها على التماسك في صور قطرات مائية .

إيداع الناموس في الأشياء وهي في مسألة تنزيل الغيث :
1- ناموس الإستجابة ويتمثل في إستجابة المياة بتركها لأجزاء منها لتنفصل وتتحرر على هيئة بخار بفعل الشمس ، ولوشاء سبحانه لجعلها صامدة لاتتأثر بالحرارة .
2- ناموس فروق الكثافة والذي يتسبب في إرتفاع بخار الماء في الجو لأعلى ، فوزن حجم البخار أقل من وزن الهواء الجاف ، ولذا يرتفع بخار الماء الخفيف الى طبقات الجو العليا ، ولو شاء الله لجعله أثقل من الهواء .
3- ناموس الجاذبية الذي يعمل على محاولة لإسقاط قطيرا الماء الى سطح الأرض .


ثانياً : تعطيل النواميس
1- عرش بلقيس : فقد توقف ناموس السرعة القصوى الذي لايجيز لأي جسم مادي أن يتحرك بسرعة الضوء وإلاَ تحول الى طاقة ، فقد تم نقل عرش بلقيس من مأرب باليمن الى فلسطين بسرعة تفوق سرعة الضوء ، قال تعالى : (قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي ) النمل 40 وهكذا أستقر العرش بعد أن تم نقله من غير ان يتحول الى طاقة أو ان يتغير شئ من شكله أو تركيبه .. (فَلَمَّا جَاءتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ) النمل 42 .

2- حوت يونس : أي كائن حي من عادته ال يتوقف عن هضم الطعام ، لكن العناية الإلهية تدخلت وعطلت ناموس الإنقباض في بطن الحوت ، فلبث سيدنا يونس في بطن الحوت 3 أيام بلياليها في تسبيح دائم .. والحوت صائم ...! ( وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ 139 إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ 140 فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ 141 فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ 142 فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ 143 لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ 144 ) الصافات 139 – 144 وبعدها جاء الأمر الإلهي بالفرج : ( فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء وَهُوَ سَقِيمٌ 145 وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ 146 وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ 147 فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ ) الصافات 145 – 148

3- إحياء العزير بعد إماتته : فالميت لايحيا في الدنيا ولكن الله أمات عزيراً وحمارة مائة عام ثم أحياهما .. قال سبحانه : ( أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) البقرة 259 .. والذي حدث أن عزيراً دخل أحد المقابر المهدمة ولما أحس بقوة الموت ووحشة الصمت وثقل الخراب أخذ يتسائل .. كيف ان الله يقدر على إحياءها بعد موتها ..!!.. فلم يكد يقول كلماته هذه حتى أماته الله كما تمدد الحمار الى جوار صاحبه ومات هو الآخر من الجوع ، وكان الى جانبهما طعام العزير وشرابه ، خبز وعصير عنب ، ومرت السنين حتى بلغت مائة عام ثم أحياه الله وسأله الملك كم لبثت ..؟؟ قال يوم أو بعض يوم فرد عليه بل لبثت مائة سنه .. فأ صيب بالدهشة وعندما أمره الملك بالنظر الى طعامه وشرابة وبأنهما لم يتغيرا .. شعر بالدهشة مرة أخرى : مئة عام ولم يتغير الخبز والعصير ... فأشار له الملك أن أنظر الى حمارك .. فنظر عزير الى حماره فلم يجد غير التراب فالحمار مات من مائة عام .. قال له الملك : هل تريد أن ترى كيف يحي الله الموتى ...؟؟ .. أنظر الى الأرض الى التراب الذي كان قبلاً حمارك .. ثم نادى الملك بإذن الله عظام الحمار .. فاجابته ذراته وراحت تتسابق وتتجمع من كل ناحية .. ثم امر الملك العروق والأعصاب واللحم .. وهكذا حتى عاد الحمار كما كان لحظة موته ...!! وشاهد عزير هذه الآية الكبيرة تقع أمامه فقال : ( فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) .... سبحان الخالق ...!!!

4- إسراء محمد ومعراجه فقد تعطل الزمن وتم إيقافه بأمر الله .. فمحمد صلى الله عليه وسلم إنتقل في إسرائة من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلى المسجد القصى بفلسطين ، ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِير1 )
ثم عرج به من صخرة بيت المقدس الى السموات العلا .. (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى 1 مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى 2 وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى 3 إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى 4 عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى 5 ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى 6 وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى 7 ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى 8 فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى 9 فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى 10 مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى 11 أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى 12 وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى 13 عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى 14 عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى 15 إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى 16 مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى 17 لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى 18 ) ويرجع الى مكانة في مكة ولم يزل فراشه ساخناً ...!!

ولايمكن مقارنة سرعة البراق الذي كان يركبه الرسول في معراجه وسرعة الضوء أو بعض منجزات التكنلوجيا المتقدمة .. فلو فرضنا أن سرعة البراق مثل سرعة الضوء .. فإنه يحتاج الى 80 الف سنة حتى يصل الى نهاية مجرتنا .. ولكي يصل الى حدود أقرب مجرة يحتاج الى أكثر من 2 مليون سنة من سنواتنا على الأرض .... وتخيل كم سنة يحتاج الى الوصول الى سدرة المنتهى وجنة المأوى .. !!!!

لقد كان صلى الله عليه وسلم يسير بالسرعة " الكنَية " أي بأمر " كن فيكون " ....!!!

ثالثاً : عكس النواميس

1- نار إبراهيم علية السلام .. فقد إقتضت حكمة الرحمن على أن تعكس ناموس النار من الإحراق والإيلام لأن تكون برداً وسلاماً على إبراهيم .... (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ ) الأنبياء 69 .

2- دوران كوكب الزهرة : هذا الكوكب الذي عبده الأغريق على انه إله الحب والجمال ، وعبده العرب في جاهليتهم وأسموه " العزى " هو الوحيد الذي لم يعرف العلماء كيفية دورانه حول نفسه ، وأفترضوا أنه يدور حول نفسه كما هي الكواكب وفي نفس الإتجاه حول الشمس ...!! .. ولكن في عام 1962 م أكتشف العلماء أن هذا الإله الكاذب .. قد خدع العرب والأغريق .. والعلماء معهم ...!! فتحت مظهره البراق واللامع يخفي حقيقة دورانه .. إنه يدور حول نفسه في إتجاه معاكس لذلك الذي تدور فيه الكواكب الأخر ... وبأن يومه يبغ 243 يوم وسنته لاتزيد عن 225 يوماً أرضياً .. أي أن يومه أكبر من سنته ....!!

-



في الأمسية الرابعة ..

(( هل نحن حقاً وحدنا ؟
سابعاً : بعض الظواهر العجيبة في الفضاء
ظاهرة عدم امكانية معرفتنا أي شئ عن " حاضر " السماء ....!! ))

عندما ننظر الى السماء فأننا دوماً ننظر الى ماضيها لا الى حاضرها .. بعض الأمثلة :
أقرب المجرات الينا مجرة " المرأة المتسلسلة " أو "الأندرو ميدا " .. تبعد عنا نحو مليوني سنة ضوئية .. وهذا يعني أن الضوء الذي يصلنا منها الآن قد صدر منذ نحو 2 مليون سنة ...!! أي أننا نراها الآن في الحالة التي كانت عليها قبل مليوني سنة .. وربما قد أرتحلت أو إنفجرت من غير أن نعلم ...!!
مثال آخر .. أغرب .. وأعجب .. أحد أشباه الكوازار يبعد عنا أكثر من 15000 مليون سنة ضوئية .. وبما أن العمر المقدر لمنظومتنا الشمسية هو 5000 مليون سنة .. فهذا يعني أنه تكون قبل أن تنشأ مجرتنا بـــ 10000 مليون سنة ...!

والحقيقة أن ماضي الأشياء ليس مقصوراً على أجرام السماء ولكنه يحدث لنا كل يوم ومع كل الأشياء ...!!
فنحن لانستطيع أن نرى الحدث إلاَ بعد أن يقع ويصبح ماضياً .. وعندما نتكلم عن الأحداث التي حدثت الآن فإن كلمة " الآن " ليست دقيقة تماماً ، لأننا نتكلم عن الحدث الذي حدث منذ برهةِ مضت .....!!

ما السبب في ذلك ..؟

السبب هو سرعة الضوء ..!!.. فعندما ننظر الى جسمِ ما على بعد عدة أمتار ، 3 أمتار مثلاً ، فأننا نراه كما كان منذ جزء من مائة مليون جزء من الثانية ، وهو الزمن اللازم كي يقطع الضوء المسافة التي تفصل بين هذا الجسم وبين أعيننا ...!! .. وهو فرق ضئيل جداً لانحسه في حياتنا العادية على الأرض ... ولكن عندما ننظر الى نجم يبعد 2 مليون سنة ضوئية فإن الفارق يصبح في غاية الوضوح والأهمية .


-

سبحان الله وبحمده
؛؛ عدد خلقه ؛؛ ورضا نفسه ؛؛ وزنة عرشه ؛؛ ومداد كلماته ؛؛
؛؛؛
أستغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه
؛؛
أستغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه
؛؛
أستغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه